لعل فن الرسم على الزجاج، ونظراً لاستخداماته التاريخية في المعابد الدينية ثم في التزيين الديكوري، يبدو بعيداً عن القدرة على التعبير عن قضايا أو يصعُب تصوّره كشكل حداثي في الفنون التشكيلية، غير أن هذه الفكرة ليست سوى حكم مسبّق.
خلال لقاء معه يُقام اليوم في فضاء "لوزين" في الدار البيضاء، يقدّم الناشط السياسي والتشكيلي التونسي صدري خياري (1958) رؤية مغايرة لفن الرسم على الزجاج، حين يُلقي كلمة بعنوان "لا شعور الزجاج".
في تقديم الفعالية، كتب خياري بأن هذا الفن يقدّم فرصة دمج الألوان بالضوء، إذ إن هذه الخاصية تجعله فناً حيوياً، إذ يمكن توظيف التصميم الضوئي الحديث في أعمال الرسم على الزجاج، وهي إحدى وجوه استيعابه للفن المعاصر ومتغيّراته التقنية، إضافة إلى التقنيات المختلفة كاللصق والتوظيف في تجهيزات.
يُعرف خياري في بلاده، وفي فرنسا حيث يقيم، بمواقفه السياسية والاجتماعية، ضمن الحركات اليسارية. هذه المواقف يعبّر عنها عادة من خلال إصدار كتب رسوم مصوّرة (إضافة إلى أعمال في الاقتصاد السياسي)، لكنه كثيراً ما يؤكّد أن هذا هو الجزء المعروف فحسب إذ يقدّم من حين إلى آخر مشاريع فنية حول الفنون التشكيلية والشعر، ولعل الحديث عن "لا شعور الزجاج" أحد هذه النوافذ التي يحبّ أن يفتحها.