وأسندت الصحيفة في روايتها، الخبر إلى السلطات الصربيّة، فكتبت "الإعلام الصربي قال، إنّ المحمد أُنقذ من الغرق بعدما كان في قارب قبل توجّهه إلى باريس".
وعلى الرغم من إعلان مسؤول أمني أميركي الأحد لقناة "سي بي اس" أن الجواز الذي عثر عليه قد يكون مزوراً، لم تتورع الصحيفة البريطانية على لسان مراسلها، دومينيك ويتمان، في التسرع بنشر خبر يهدف على ما يبدو في الأساس إلى التحريض على اللاجئين، أكثر من سعيها الكشف عن الحقائق.
تغطية الحدث في وسائل الإعلام على اختلافها، سبّبت جدلاً لجهة تحميل اللاجئين مسؤوليّة الاعتداءات على إثر ذلك. وبينما لم تتأكّد السلطات الفرنسيّة من صحّة جواز السفر أو من هويّة المعتدي، ربطت صحيفة "مترو" بين جواز السفر ومنفذي العملية، بطريقة خبيثة أقرب إلى نمط الصحافة الصفراء.
الجدير ذكره، أنه في سبتمبر/أيلول الماضي، انتشرت قصّة نجاح صحافي هولندي في الحصول على جواز سفر سوري مزور يحمل اسم وصورة رئيس وزراء هولندا مارك روتي مقابل 750 يورو، ما فتح الباب أمام تساؤلات كثيرة حول سهولة الحصول على هذه الوثائق، حيث سلّط تقرير الصحافي الضوء على تجارة تزوير الوثائق الرسمية السورية التي انتعشت بصورة كبيرة في سورية وحتى في دول اللجوء.
كما نجح، أيضاً، مراسل صحيفة "ميل أونلاين" في الحصول على جواز سفر وبطاقة شخصية سوريين وببيانات مزيفة مقابل 2000 دولار أميركي. (مرفق الصورة)
Twitter Post
|
وتعود قصّة الصحافي اليوم إلى الواجهة، بعدما عثرت السلطات الفرنسيّة على جواز السفر قرب جثة أحد منفذي الاعتداءات في فرنسا. وبعد انتشار الأخبار، أعلنت السلطات اليونانيّة أنّ الشاب مسجّل في اليونان وكان طالباً للجوء.
وعلى الرغم من أنّ هويّة منفذي الاعتداءات التي كشف عنها حتى اللحظة تثبت أن المنفذين هم مواطنون فرنسيون وبلجيكيون، لكنّ ما نشرته صحيفة "مترو" لم يكن يهدف إلا للتحريض ضدّ اللاجئين، في ظلّ إعادة الحديث عن إغلاق الحدود أمام اللاجئين في دول الاتحاد الأوروبي...
ربط تنفيذ عمليات إرهابية ضد مجتمعات قبلت باستقبال المهاجرين على أراضيها، بهؤلاء المهاجرين، تجعل من السهل القبول بأيّ إجراءات عقابية في حقهم، أو تمثل ضوءاً أخضر للمجموعات اليمنية المتطرفة لتنفيذ اعتداءات في حقهم. بينما صورة الطفل الغريق آيلان الكردي لم تختفِ من أذهان المتابعين بعد.
اقرأ أيضاً: تداول واسع لتغريدة تدافع عن اللاجئين السوريين