صحيفة سويسرية: شبكة أسترالية وراء زلزال الفيفا..مهاجمة قطر..وضرب سلمان

14 فبراير 2016
الخطة السرية للإطاحة بالشيخ سلمان (العربي الجديد)
+ الخط -
نشرت صحيفة "فيلت فيشيه" السويسرية تحقيقاً مفصلاً، كشفت فيه عن تورط شخصيات أسترالية بمؤامرة حيكت ضد الفيفا، ومن أبرز أهدافها تدمير الاتحاد الدولي لكرة القدم، وحرمان قطر من استضافة مونديال 2022، ثم بعد ذلك إقصاء الشيخ سلمان من سباق رئاسة الفيفا.

وبحسب ما نشرته الصحيفة السويسرية فإن أعضاء هذه الحملة أو المؤامرة، هي شخصيات غير مكشوفة ولا علاقة لها بالفيفا لا من بعيد أو قريب. كانوا يخططون بسرية، ويتواصلون عبر البريد الإلكتروني و"السكايب". كيف بدأت الحكاية وأين أصبحت اليوم، ومن كان وراء زلزال الفيفا؟

البداية وعناصر المجموعة
بدأت شاران باروو، الأمين العام للنقابة الدولية للتجارة "ITUC"، الحملة المدعومة مالياً ضد الفيفا وهي كانت أول من لفت الأنظار نحو مشكلة العمال في منشآت قطر المونديالية، ومنذ ذلك الوقت انطلقت هذه الحملة المُمنهجة ضد قطر ومونديال 2022، لتتوسع بعد ذلك دائرة الاستهداف بغية ضرب الفيفا في العمق، ومن ثم الهجوم على مرشح الرئاسة الشيخ سلمان بن خليفة.

وعندما بدأت الحملة تأخذ حيزاً كبيراً في الصحافة والمواقع الرياضية، دخل مسؤول التواصل في "ITUC" تيم نونان على الخط، وهو أسترالي أيضاً، ليُعين نونان شركة علاقات عامة أسترالية وهي "EMC" المختصة في العلاقات الإعلامية، ومهمة هذه الشركة هي إطلاق حملة مدروسة ضد قطر. لتبدأ مديرة شركة "EMC" جيما سوارت العمل في منصب المسؤول الإعلامي لشارام بوروو ونونان.

بعد أن اجتمع الثلاثة، قرروا ضم مسؤول في الاتحاد الأسترالي سابقاً وأحد مسؤولي ملف أستراليا الذي كان مرشحاً لمونديال 2018 و2022، السيدة بونيتا ميرسياديس، بالإضافة إلى أحد معارضي الفيفا جيمي فوللر، وهو أسترالي الجنسية أيضاً، ليشكل هذا الخماسي مجموعة معارضة للاتحاد الدولي لكرة القدم، بالتعاون مع أحد أعضاء البرلمان البريطاني داميان كولينز. ومع اكتمال المجموعة بدأت عملية التخطيط لزلزال الفيفا وما بعده.

الزلزال والعمل السري
إنه يوم 27 أيار/ مايو 2015، يوم زلزال الفيفا، السلطات السويسرية تعتقل سبعة مسؤولين من الفيفا بطلب من السلطات الأميركية بسبب تورطهم في عمليات فساد مالي وإداري. وحدث ذلك قبل يومين من إعادة انتخاب بلاتر رئيساً للفيفا، كان هدف الضربة الأولى زعزعة استقرار أكبر مؤسسات كرة القدم في العالم.

جيما سوارت المسؤولة الإعلامية الجديدة لشارام بوروو ونونان، كانت متحمسة لضرب بلاتر وإبعاده عن رئاسة الفيفا، وفي مساء 27 أيار/ مايو 2015، بعثت رسالة عبر البريد الإلكتروني إلى تيم نونان مدير التواصل في "ITUC"، كتبت فيه: "ملفات قطر وروسيا اليوم أصبحا تحت دائرة الاتهام، لدينا مهمة جديدة الآن".

إنه صباح 15 حزيران/ يونيو 2015، سوارت تبعث رسالة عبر البريد إلى نونان، تسأل عن كيفية بدأ حملة عالمية ضد الفيفا بعد فضيحة الفساد، لتطلب سوارت إيجاد متعاونين مع المجموعة لكي تصبح العملية دولية. وفي 29 حزيران/ يونيو 2015، وصل بريد إلكتروني إلى الجميع بعنوان "اجتماع لتنسيق حملة الفيفا"، وهو الاجتماع الذي خُطط فيه لكيفية ضرب المرشح المهم في سباق رئاسة الفيفا الشيخ سلمان وإطلاق حملة ضده.

وفي 9 أيلول/ سبتمبر 2015 بعثت سوارت بريداً إلكترونياً إلى الجميع، تُطلعهم من خلاله على خبر نية الأمير علي الترشح مجدداً لرئاسة الفيفا وكتبت: "نحن نستفيد في حال فاز علي وخسر الشيخ سلمان، يمكننا البدء بتحويل مبالغ مالية لتمويل حملة ضد سلمان وملف ترشحه".

في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2015، اجتمع كل من ميرسياديس، نونان، سوارت، فوللر، واتفقوا على أن الضغط على شركات رعاية الفيفا مثل "كوكا كولا" و"أديداس" يجب أن ترتفع حدته أكثر وأكثر، وذلك لضرب موارد الفيفا المالية والضغط أكثر وأكثر على الاتحاد بأكمله لكي يسقط، في وقت نتج عن الاجتماع اقتراح بدعوة المرشحين للرئاسة لمناظرة إعلامية على الهواء مباشرةً.

فوللر رد: "يجب إبقاء هذه المعلومات سرية، ودعوة المرشحين لاجتماع خاص"، والمثير أن هدف المناظرة التلفزيونية كان صعود المرشحين ومواجهة بعضهم بعضاً على الهواء مباشرةً، وبعد ذلك يقرر أحد المرشحين المتفق عليه الانسحاب من السباق، بسب الضغط الكبير على الفيفا والفساد المنتشر في كل أروقة الاتحاد الدولي لكرة القدم.

ماذا بعد بلاتيني وبلاتر؟
إنه يوم 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2015، اليوم الذي أوقف فيه بلاتر وبلاتيني رسمياً، انتقل تركيز المجموعة على ملف ترشيح الشيخ سلمان وكيفية إقصائه. وكان الهدف ضرب صورة الشيخ سلمان وتغيير وجهة نظر المصوتين الذين يريدون دعم سلمان في الانتخابات المقررة بعد 12 يوماً.

واتضحت مدى قوة هذه المجموعة في 20 ديسمبر/ كانون الأول 2015، حيثُ اجتمع أفرادها مع بعض العناصر التي تعمل داخل الحكومة السويسرية، ليؤكد هؤلاء الأشخاص السريين، أن الحكومة السويسرية قد تساهم في حل اتحاد الفيفا وإبطال ترشيح الشيخ سلمان، لكن البرلمان السويسري قد يكون من أشد المعارضين.

عملت هذه المجموعة منذ اليوم الأول لزلزال الفيفا خلف الكواليس كل يوم من أجل نشر أخبار جديدة في قضية الفساد الرياضي، كما أنها كانت ترسم خططا لضرب الفيفا وتشويه صورته، والأهم مهاجمة ملف مونديال قطر وإبطال ترشيح الشيخ سلمان. ومن يعرف قد تكشف الأيام المقبلة قبل الانتخابات خفايا جديدة تُجبر سلمان على الخروج من السباق الرئاسي وعدم المتابعة في الترشح.

اقرأ أيضاً: الفيفا يقرر إيقاف الفرنسي فالكه 12 عاما

دلالات
المساهمون