صحافيو ليبيا بين الرصاص والخبر

24 يناير 2016
(GETTY)
+ الخط -
يواجه الصحافي الليبي صعوبات كثيرة في الحصول على المعلومة الصحافية التي يغذي بها القارئ، خصوصًا في المناطق أو المدن التي تشهد اشتباكات مسلحة، فيعتمد على مصادره الخاصة التي ربما لا تكون كافية لإيصال الخبر بشكل صحيح، أو على حسه الصحافي.

محمد، مصور في إحدى الصحف الإلكترونية الليبية، يتحدث عن ذلك، فيقول: "الحصول على صور في منطقة اشتباك مسلح صعب جدا، خصوصا أن الرصاص لا يفرق بين مدني أو عسكري أو صحافي، وبين كبير أو صغير، فعند ذهابك لأي حدث خصوصا المسلح، فأنت لست بمأمن عن الرصاص". ويضيف: "بالنسبة لي دائماً أتواصل مع الجهة المسلحة لكي أقوم بتصوير تلك الاشتباكات، وهذا الشيء اطلبه ربما، ليوفر لي الحماية القليلة التي أريدها نتيجة عملي الصحافي. ولكن هذا ليس كافيا، فصديقي قتل برصاص مسلح عندما كنّا نغطي أحداث "غرغور" في طرابلس عام 2013".

صحافي في إحدى الصحف الليبيّة أيضاً، فضل عدم ذكر اسمه، تحدث لصحيفة "العربي الجديد" وقال: "العمل الصحافي في ليبيا صعب جدا خصوصا إن كان يتعلق الأمر بالاشتباكات الدائرة في البلاد، فنحن نعتمد على مصادرنا الخاصة حيث نتصل بالمصادر التي تمدنا بالمعلومة، ولا نستطيع ان نتحرى عن مدى مصداقيتها لعدم توفر مصادر أخرى أو لعدم القدرة على انتزاع تصريح مسؤول بخصوص الخبر". ويتابع "نجد صعوبة أيضا في ان ندعم الخبر بالصور فنلجأ لمواقع التواصل الاجتماعي، فالقارئ للخبر يريد معلومة مؤكدة وهذا صعب في ظل هذه الظروف، الشيء الذي يجعله يأخذ معلومته من ناشطين من مواقع التواصل الاجتماعي. وذهاب الصحافي الى مناطق الاشتباك ربما يكلفه حياته، خصوصًا وان لا شيء يحميه؛ ولهذا يفضّل أخذ الخبر من الحدث ويتواصل مع المصادر مثلما قلت لك".

جمال، مراسل تلفزيوني يقول لـ"العربي الجديد" في هذا الشأن: "أنت من مدينة بنغازي والكل يعلم الحرب الحاصلة في المدينة فأنا عندما انزل للميدان أكون برفقة الجيش، فهم الذي يحموني واستقصي الخبر منهم. ولكن هذا لا يعني أني في مأمن من الموت، فانتشار القناصة في محاور القتال ربما رصاصة تكلفك حياتك من أجل الحصول على فيديو أو صور للوسيلة التي تعمل بها، ولكن لا مجال لي ان أعمل هكذا حتى تكون الصورة والصوت كاملة للمشاهد فهناك العديد من المراسلين والصحافيين الذي قتلوا نتيجة الحصول على المعلومة، فحقيقة لا مأمن لأي صحافي في ليبيا من الموت خصوصا في مناطق الاشتباك".​


اقرأ أيضاً: صحافيو ليبيا: تعذيب وهجرة... واغتصاب
المساهمون