وقف الصحافي عبد العزيز كرزيم أمام مقر نقابة الصحافيين الفلسطينيين في مدينة غزة، وهو يمسك بلافتة تدعو الجهات المختصة للضغط على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، لوقف قرار فصله برفقة آخرين من إذاعة فرسان الإرادة.
ويعتبر كرزيم واحداً ضمن 24 شخصاً يعملون في إذاعة فرسان الإرادة، الذين قرر مدير عمليات أونروا في غزة ماتيس شمالي إنهاء عقودهم عن العمل، والتي تصل مدة عمل بعضهم في الإذاعة التي تعتبر الأولى الناطقة بلسان الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في الشرق الأوسط والتي تبث من قطاع غزة، إلى أكثر من 14 عاماً.
ورفع المشاركون في الوقفة الاحتجاجية التي أقيمت أمام نقابة الصحافيين في مدينة غزة، اليوم الأحد، لافتات وشعارات تطالب بسرعة التدخل وإعادة عقودهم والعمل على تثبيتهم وفقاً لآلية جديدة تضمن حقوقهم المالية والإدارية.
ويقول كرزيم الذي يعاني من إعاقة بصرية لـ"العربي الجديد"، إنه أحد الصحافيين الأوائل الذين يعانون من إعاقة بصرية ويعملون في المجال الإعلامي من خلال الإذاعة، عبر تحرير وتقديم النشرات الإخبارية والبرامج المختلفة منذ عام 2013.
ويوضح أن قرار الاستغناء عن خدماتهم يتطلب تحركاً عاجلاً من الجهات المختصة، من أجل إنصاف العاملين في هذه المؤسسة التي يزيد عدد الأشخاص، الذين يعانون من إعاقات مختلفة ويعملون بها، عن 50 في المائة، ولضمان استمرارها في تقديم الخدمة الإعلامية.
ورفض الصحافيون من ذوي الاحتياجات الخاصة، الصادرة بحقهم قرارات بالفصل وإنهاء عقودهم، الإشعارات التي أرسلتها لهم أونروا، في الوقت الذي قررت فيه الإذاعة اتخاذ سلسلة من الخطوات والفعاليات الاحتجاجية الصادرة عن المؤسسة الأممية.
(عبد الحكيم أبو رياش)
من جانبه، يؤكد مدير إذاعة فرسان الإرادة خالد أبو شعيب، في كلمة له خلال الوقفة الاحتجاجية، أن قرار وقف العقود الخاصة بالعاملين في الإذاعة تم بصورة أحادية وبخطوة منفردة من مدير عمليات أونروا ماتيس شمالي، وبشكل مخالف لكل الحوارات التي جرت.
ويوضح أبو شعيب أن الفترة الماضية شهدت عقد 6 لقاءات مختلفة مع إدارة أونروا في غزة، وكانت المؤسسة تنكر حقوق العاملين ضمن الإذاعة التي افتتحت عام 2006 بموافقة من المفوض العام ومدير العمليات الأسبق جون كنغ.
ويبين أن العقود التي تم تعيين العاملين داخل الإذاعة بها هي عقود بطالة متجددة، إلا أنه كان يتم التجديد لغالبية الطاقم نظراً لثبات الطاقم منذ تلك الفترة، وشهدت الجلسات المختلفة سلسلة اقتراحات لحل الأزمة والمشكلة إلا أن أونروا اتخذت قراراً مختلفاً ومغايراً.
من جانبه، يقول نائب رئيس نقابة الصحافيين الفلسطينيين تحسين الأسطل إن النقابة تدعم مطالبات العاملين في إذاعة فرسان الإرادة، التي تعتبر جسماً للأشخاص ذوي الإعاقة على مستوى فلسطين والشرق الأوسط وستضغط لاستمرار عملها.
ويؤكد الأسطل في كلمة له خلال الوقفة الاحتجاجية، أن النقابة سبق وأن تلقت سلسلة من الوعود بتحسين أوضاع العاملين في الإذاعة وتغيير آلية العقود، غير أن الجميع صدم بقرار تسريح العاملين في الإذاعة وإنهاء عقودهم بشكل مفاجئ من أونروا.
ويشدد النقابي الفلسطيني على أن النقابة ستتخذ سلسلة من الخطوات والإجراءات وصولاً إلى إعادة حقوق العاملين في الإذاعة وتحسين أوضاعهم الوظيفية، لا سيما وأن العقود التي يعملون بها هي ذاتها منذ انطلاقة الإذاعة عام 2006.
ومنذ وقف الولايات المتحدة الأميركية دعمها السنوي المقدم إلى المؤسسة الأممية عام 2018، والمقدر بـ360 مليون دولار أميركي، تصاعدت حدة الأزمة المالية للوكالة التي تقدم خدماتها لأكثر من 5.3 ملايين لاجئ في فلسطين والأردن ولبنان وسورية.
(عبد الحكيم أبو رياش)