هيمن خبر مقتل علي عبدالله صالح، أمس الاثنين، على المشهد في البلاد عموماً بما في ذلك في جنوب اليمن. وفيما غابت التصريحات الرسمية للمكونات السياسية والقبلية، في انتظار موقف السلطات الشرعية لتتوضح الصورة أكثر، تركزت العديد من التعليقات في الشارع وفي وسائل التواصل الاجتماعي حول مصير المشهد اليمني برمته، ويسود ترقب في محافظات الجنوب والشرق، وفي مقدمتها حضرموت لما ستؤول إليه الأوضاع في صنعاء والمحافظات الشمالية، وانعكاساتها على الجنوب الذي لن يبقى بمنأى عنها، خصوصاً المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يعد أبرز المتأثرين بالتحولات الجديدة في البلاد.
وفيما ذهب بعضهم إلى القول إنه إن لم تنتهِ الحرب قريباً بحسم عسكري أو بتسوية بعد قتل صالح من قبل الحوثيين، فإن الجميع شمالاً وجنوباً سيتجه إلى هِـوّةٍ سحيقة من الفتن، اعتبر آخرون أن اليمن أمام مرحلة جديدة يجب أن تبدأ بإنهاء انقلاب الحوثيين ووقف الحرب والعمل بعد ذلك للتأسيس لحقبة يسودها العدل والمساواة في الشمال والجنوب بعد أكثر من ثلاثة عقود قضاها صالح متحكماً بالمشهد السياسي والعسكري في البلاد وممعناً في إغراق البلاد في الفوضى والاقتتال.
كما ركز آخرون على تأثير هذا التحول على شرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي خلف صالح ضمن اتفاق المبادرة الخليجية، وما إذا كان سينعكس تعزيزاً لقوته في الشمال أم تآكلاً إضافياً على غرار ما يحدث في جنوب اليمن.
اقــرأ أيضاً
وبالرغم من أن السلطات الشرعية ووسائل الإعلام الخارجية كانت تنظر للأحداث الدراماتيكية المتسارعة منذ يوم الأربعاء الماضي حين قرر الحليفان جماعة الحوثي وحزب صالح فك ارتباطهما والدخول في مواجهات من منظور ترجيح كفة الشرعية في مواجهة الحوثيين، إلا أن الشارع في جنوب البلاد كان ينظر من زاوية مخاوف إعادة صالح "العدو التاريخي" للجنوب إلى الواجهة مرة أخرى، عن طريق التحالف العربي، ولذلك فإن قتله من قبل الحوثيين أمس وضع نهاية لهذا السيناريو.
واتسمت علاقة صالح والجنوب بعداوة تاريخية كان منشؤها التفافه على اتفاقية الوحدة وشن حرب على محافظات الجنوب فيما عرف بحرب الانفصال في عام 1994 والتي انتهت بسيطرة قوات ما تُسمّى "الشرعية" حينها، قبل أن يتخذ صالح على إثرها سياسة القمع ومطاردة القيادات الجنوبية والتي شهدت فصلاً إضافياً بعد تصاعد الحراك الجنوبي.
وبالتزامن مع أحداث صنعاء في الأيام الماضية، كرست قيادات جنوبية جهودها للتذكير بأن صالح ليس الخيار المناسب للجنوب، وأن الجنوب ماض في استعادة دولته، بغض النظر عما يحدث في صنعاء. وبدا أن هذا الخطاب كان موجهاً إلى صالح أكثر منه للحوثي، خصوصاً أن الأول قد أكد في آخر خطاب له التمسك بالوحدة.
وفي هذا السياق، قال الناطق باسم المجلس الانتقالي الجنوبي سالم ثابت، إن المجلس "لن يقبل ولن يساوم تحت أي ظرف على إرادة ودماء شهداء أبناء الجنوب وتضحياتهم من أجل تحرير أرضهم واستعادة قرارهم الوطني الحر بلا تبعية بأي شكل من الأشكال لأي نظام سياسي يمني يعيد ترتيب حصص الفرقاء الشركاء في صنعاء". وأكد في تصريح له أن المجلس جاهز لمواجهة الاستحقاقات القادمة، ولن يكون الجنوب فيها إلا رافع الجبين، مضيفاً "وحدة الجبهة الداخلية خلف المجلس الانتقالي كفيلة بتحقيق تطلعات الجنوبيين من المهرة إلى باب المندب".
من جهته قال رئيس دائرة العلاقات الخارجية في المجلس أحمد عمر بن فريد "شخصيا لا أرى في أي طرف منتصر في صنعاء خيراً لنا، ومن يطبل للمخلوع عليه أن يتذكر أن غايته بعد ذلك عدن، ومن يرى في الحوثي طرفاً أفضل عليه أن يتذكر ما فعلت مليشياته في عدن". وأضاف "برحيل صالح تنطوي صفحة أحد الطغاة مع أهمية التذكير بأن الأمن والاستقرار لن ينعم به اليمن الشمالي إلا بزوال باقي الطغاة، وعلى رأسهم علي محسن الأحمر وعبدالملك الحوثي".
وكان بن فريد قال قبل أيام إن الجنوب حاضر، ولن يقبل أن يكون حائطا قصيرا لأي منتصر في صنعاء.
أما نائب المجلس الانتقالي الجنوبي، هاني بن بريك، ذو التوجه السلفي فقال إن "وحدة الجبهة الداخلية الجنوبية خلف المجلس الانتقالي كفيلة بتحقيق أماني وطموحات الجنوبيين من المهرة حتى باب المندب ما يجري في صنعاء يجب أن يجعلنا في الجنوب أشد إصراراً وتمسكاً بحقنا في استعادة دولتنا".
وجاءت تصريحات بن بريك، المعروف بأنه رجل الإمارات الأبرز في جنوب اليمن، لتسبق أخرى كان قد ألمح فيها إلى رضوخ المجلس لإرادة التحالف بالتعاون مع صالح بقوله إن الأخير "استخدم الحوثيين للالتفاف على تسليم السلطة لهادي الذي تم بالمبادرة الخليجية وسيعود للواجهة بالالتفاف على الحوثيين كلاهما عدو لنا ولكن حنانيك بعض الشر أهون من بعض، ما يهمنا هو الجنوب وسلامة أراضيه. كشركاء للتحالف منذ أول الحرب فنحن مع توجه التحالف ويبقى الجنوب لأهله"، قبل أن يحاول استدراك ما حملته تغريدته من دلائل بالقول في تغريدة أخرى إن "توجهات المجلس الانتقالي الجنوبي السياسية وموقفه من الأحداث المستجدة لا يؤخذ إلا من رئيس المجلس أو ما يصدر رسمياً في خطابات المجلس والمعني بها المتحدث الرسمي. ولا بد من التفريق بين هذا وبين ما ينقل أو سينقل عن بعض أعضاء هيئة الرئاسة من آراء شخصية في المستجدات على الساحة".
أما في محافظة حضرموت فلم تظهر أي مواقف للمكونات السياسية بشأن ما يجري في صنعاء، سوى تصريح لمستشار محافظ حضرموت السابق محسن نصير الذي قال "معركة الحسم قادمة حتماً، ولكن سيعقبها التفاوض والحوار وسيفرض نفسه من يثبت على الأرض، فهل نحن جاهزون؟". وأضاف "في كافة مراحل الصراعات السابقة منذ 1967 وحضرموت تنتظر نتائج الصراعات بين الأخوة الأعداء لتلتحق بركاب المنتصر".
اقــرأ أيضاً
وفيما ذهب بعضهم إلى القول إنه إن لم تنتهِ الحرب قريباً بحسم عسكري أو بتسوية بعد قتل صالح من قبل الحوثيين، فإن الجميع شمالاً وجنوباً سيتجه إلى هِـوّةٍ سحيقة من الفتن، اعتبر آخرون أن اليمن أمام مرحلة جديدة يجب أن تبدأ بإنهاء انقلاب الحوثيين ووقف الحرب والعمل بعد ذلك للتأسيس لحقبة يسودها العدل والمساواة في الشمال والجنوب بعد أكثر من ثلاثة عقود قضاها صالح متحكماً بالمشهد السياسي والعسكري في البلاد وممعناً في إغراق البلاد في الفوضى والاقتتال.
كما ركز آخرون على تأثير هذا التحول على شرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي خلف صالح ضمن اتفاق المبادرة الخليجية، وما إذا كان سينعكس تعزيزاً لقوته في الشمال أم تآكلاً إضافياً على غرار ما يحدث في جنوب اليمن.
واتسمت علاقة صالح والجنوب بعداوة تاريخية كان منشؤها التفافه على اتفاقية الوحدة وشن حرب على محافظات الجنوب فيما عرف بحرب الانفصال في عام 1994 والتي انتهت بسيطرة قوات ما تُسمّى "الشرعية" حينها، قبل أن يتخذ صالح على إثرها سياسة القمع ومطاردة القيادات الجنوبية والتي شهدت فصلاً إضافياً بعد تصاعد الحراك الجنوبي.
وبالتزامن مع أحداث صنعاء في الأيام الماضية، كرست قيادات جنوبية جهودها للتذكير بأن صالح ليس الخيار المناسب للجنوب، وأن الجنوب ماض في استعادة دولته، بغض النظر عما يحدث في صنعاء. وبدا أن هذا الخطاب كان موجهاً إلى صالح أكثر منه للحوثي، خصوصاً أن الأول قد أكد في آخر خطاب له التمسك بالوحدة.
وفي هذا السياق، قال الناطق باسم المجلس الانتقالي الجنوبي سالم ثابت، إن المجلس "لن يقبل ولن يساوم تحت أي ظرف على إرادة ودماء شهداء أبناء الجنوب وتضحياتهم من أجل تحرير أرضهم واستعادة قرارهم الوطني الحر بلا تبعية بأي شكل من الأشكال لأي نظام سياسي يمني يعيد ترتيب حصص الفرقاء الشركاء في صنعاء". وأكد في تصريح له أن المجلس جاهز لمواجهة الاستحقاقات القادمة، ولن يكون الجنوب فيها إلا رافع الجبين، مضيفاً "وحدة الجبهة الداخلية خلف المجلس الانتقالي كفيلة بتحقيق تطلعات الجنوبيين من المهرة إلى باب المندب".
من جهته قال رئيس دائرة العلاقات الخارجية في المجلس أحمد عمر بن فريد "شخصيا لا أرى في أي طرف منتصر في صنعاء خيراً لنا، ومن يطبل للمخلوع عليه أن يتذكر أن غايته بعد ذلك عدن، ومن يرى في الحوثي طرفاً أفضل عليه أن يتذكر ما فعلت مليشياته في عدن". وأضاف "برحيل صالح تنطوي صفحة أحد الطغاة مع أهمية التذكير بأن الأمن والاستقرار لن ينعم به اليمن الشمالي إلا بزوال باقي الطغاة، وعلى رأسهم علي محسن الأحمر وعبدالملك الحوثي".
وكان بن فريد قال قبل أيام إن الجنوب حاضر، ولن يقبل أن يكون حائطا قصيرا لأي منتصر في صنعاء.
أما نائب المجلس الانتقالي الجنوبي، هاني بن بريك، ذو التوجه السلفي فقال إن "وحدة الجبهة الداخلية الجنوبية خلف المجلس الانتقالي كفيلة بتحقيق أماني وطموحات الجنوبيين من المهرة حتى باب المندب ما يجري في صنعاء يجب أن يجعلنا في الجنوب أشد إصراراً وتمسكاً بحقنا في استعادة دولتنا".
وجاءت تصريحات بن بريك، المعروف بأنه رجل الإمارات الأبرز في جنوب اليمن، لتسبق أخرى كان قد ألمح فيها إلى رضوخ المجلس لإرادة التحالف بالتعاون مع صالح بقوله إن الأخير "استخدم الحوثيين للالتفاف على تسليم السلطة لهادي الذي تم بالمبادرة الخليجية وسيعود للواجهة بالالتفاف على الحوثيين كلاهما عدو لنا ولكن حنانيك بعض الشر أهون من بعض، ما يهمنا هو الجنوب وسلامة أراضيه. كشركاء للتحالف منذ أول الحرب فنحن مع توجه التحالف ويبقى الجنوب لأهله"، قبل أن يحاول استدراك ما حملته تغريدته من دلائل بالقول في تغريدة أخرى إن "توجهات المجلس الانتقالي الجنوبي السياسية وموقفه من الأحداث المستجدة لا يؤخذ إلا من رئيس المجلس أو ما يصدر رسمياً في خطابات المجلس والمعني بها المتحدث الرسمي. ولا بد من التفريق بين هذا وبين ما ينقل أو سينقل عن بعض أعضاء هيئة الرئاسة من آراء شخصية في المستجدات على الساحة".