وأعلن الجيش الكوري الجنوبي، صباح اليوم الأحد، أن "كوريا الشمالية أطلقت من شمال غرب البلاد صاروخا باليستيا"، في أول تجربة صاروخية للنظام الشيوعي منذ انتخاب رئيس جديد في كوريا الجنوبية.
وحول تفاصيل الصاروخ الجديد، قال مسؤول كبير في الجيش الكوري الجنوبي في بيان إن "الصاروخ، الذي لم يحدد نوعه، أطلق من قاعدة كوسونغ في مقاطعة بيونغان الشمالية قرابة الساعة 05.30 (20.30 بتوقيت غرينتش السبت) واجتاز حوالى 700 كلم".
وأضاف البيان أن "كوريا الجنوبية والولايات المتحدة بصدد إجراء تحليلات للحصول على المزيد من المعلومات عن هذا الصاروخ".
من جانبها، قالت وزيرة الدفاع اليابانية، تومومي إينادا، إن "الصاروخ الذي أطلقته كوريا الشمالية وصل إلى ارتفاع تجاوز ألفي كيلومتر، وقد يكون نوعا جديدا من الصواريخ".
وأضافت إينادا أن "هناك تقديرات بأن الصاروخ سقط في بحر اليابان على بعد نحو 400 كيلومتر من الساحل الشرقي لكوريا الشمالية".
أما قيادة الجيش الأميركي في المحيط الهادي، فذكرت أن "كوريا الشمالية أطلقت صاروخا قرب كوسونغ، ولكن المسافة التي قطعها الصاروخ لا تتوافق مع صاروخ باليستي عابر للقارات".
وقال متحدث باسم القيادة إنه تم رصد إطلاق الصاروخ عند الساعة 10.30 تقريبا بتوقيت هاواي، وإنه سقط في بحر اليابان. وأضاف "تجري دراسة طراز الصاروخ".
وهذه ثاني تجربة صاروخية تجريها بيونغ يانغ في غضون أسبوعين، والأولى لها منذ انتخب مون جاي-إن رئيسا لكوريا الجنوبية هذا الأسبوع.
وإثر هذه التجربة الصاروخية الجديدة أعلن المتحدث باسم الرئاسة في سيول أن "الرئيس الجديد سيعقد اجتماعاً طارئاً مع مستشاريه الأمنيين بهذا الشأن".
ويفضل مون، الذي تسلم مهامه الرئاسية الأربعاء، التقارب مع الشمال من أجل إعادته إلى طاولة الحوار خلافا لأسلافه المحافظين.
دعوة أميركية لعقوبات أقوى
ولم تتأخر الولايات المتحدة عن المحاولة الاستفزازية الجديدة لكوريا الشمالية، حيث دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى فرض "عقوبات أقوى" على كوريا الشمالية، بعد إجرائها تجربة جديدة لإطلاق صاروخ باليستي.
وقال البيت الأبيض في بيان إن "هذا العمل الاستفزازي الأخير يجب أن يشكل دعوة إلى كل الأمم لفرض عقوبات أقوى على كوريا الشمالية".
وأضاف أن الصاروخ سقط "في موقع قريب جدا من الأراضي الروسية، في الواقع أقرب إلى روسيا من اليابان، والرئيس لا يمكن أن يتصور أن روسيا مرتاحة" لذلك.
وأكد البيان أن كوريا الشمالية "تشكل منذ فترة طويلة تهديدا خطيرا"، مشيرا إلى أن "كوريا الجنوبية واليابان تتابعان الوضع عن كثب".
بدوره، قال مسؤول كبير في وزارة الخزانة الأميركية إن الوزارة تدرس كل الوسائل المتاحة لديها لحرمان كوريا الشمالية من الاستفادة من النظام المالي، العالمي لكبح برامجها لتطوير أسلحة وصواريخ نووية.
وأردف المسؤول قائلا للصحافيين قبل معرفة أنباء أن كوريا الشمالية أطلقت صاروخا باليستيا آخر سقط في بحر اليابان "ندرس كل الأدوات الموجودة في ترسانتنا، بما في ذلك البرامج التي تأتي من مكاتب إدارة الاستخبارات المالية والإرهاب ومكتب رقابة الأصول الأجنبية".
وأضاف "لا نعلق على العقوبات التي تفرض في المستقبل، ولكننا سنبحث بشكل واضح كل الأدوات المتوافرة في ترسانتنا لمكافحة أي نشاط غير قانوني وتمويل الإرهاب".
وكان وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين قد قال في وقت سابق، يوم السبت، إنه بذل جهودا لمكافحة الإرهاب والتمويل غير القانوني، تشمل فرض عقوبات على كوريا الشمالية، وهو نقطة تركيز رئيسية لمناقشاته مع نظرائه من مجموعة السبع.
وقال منوتشين للصحافيين على متن طائرته، أثناء عودته إلى واشنطن، إنه بالنسبة له فإن قضايا الإرهاب والتمويل غير القانوني فاقت مناقشاته للسياسات التجارية لإدارة الرئيس دونالد ترامب خلال اجتماع مجموعة السبع في باري بإيطاليا.
وفرض مجلس الأمن الدولي ست مجموعات من العقوبات على بيونغ يانغ منذ 2006، بهدف تكثيف الضغط على النظام الكوري الشمالي، وحرمانه من العائدات الهادفة إلى تطوير برامجه العسكرية.
اليابان تكتفي بالتباحث
أما ردة فعل اليابان، فاكتفت حتى الآن بالتباحث مع كوريا الجنوبية والولايات المتحدة حول المسألة، وقال رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، إن وزيري خارجية اليابان وكوريا الجنوبية أجريا اتصالا هاتفيا اليوم، لبحث إطلاق كوريا الشمالية صاروخا.
وقال آبي أيضا للصحافيين إن شوتارو ياتشي، كبير مستشاريه لشؤون الأمن، أجرى اتصالا هاتفيا مع إتش.آر مكماستر مستشار الأمن القومي الأميركي.
وأضاف آبي "سنواصل التنسيق عن كثب مع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية للرد على موقف كوريا الشمالية".
قلق روسي
من جانبها، عبرت موسكو عن قلقها إزاء التجربة الصاروخية الجديدة لكوريا الشمالية، وقال متحدث باسم الكرملين على هامش زيارة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى بكين إن بوتين قلق إزاء التجربة الصاروخية التي أجرتها كوريا الشمالية اليوم.
دعوة صينية لضبط النفس
بدروها، دعت الصين إلى ضبط النفس، وعدم إقدام أي طرف على فعل شيء يؤدي إلى تفاقم التوتر.
وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان أُرسل إلى "رويترز" إن"قرارات مجلس الأمن ذات الصلة تتضمن قواعد واضحة بشأن استخدام كوريا الشمالية تكنولوجيا الصواريخ الباليستية للقيام بعمليات إطلاق".
وتعارض قيام كوريا الشمالية بأنشطة لها صلة بإطلاق الصواريخ بما يتناقض مع قرارات مجلس الأمن.