وكانت الشرطة الإسرائيلية قد توجّهت، مساء أمس الإثنين، إلى مقرّ لجنة الحراسة في كفر قاسم، وقامت بإهانة رئيس اللجنة والاعتداء عليه، بحسب شهود عيان، مما أدى إلى حالة غليان في أوساط الشباب، الذين تظاهروا ردّاً على هذه الممارسات.
وخلال مواجهات مع الشرطة الإسرائيلية، استُشهد الشاب محمد طه (20 عاماً)، ليقوم الأهالي بإحراق عدة سيارات للشرطة الإسرائيلية، ومحيط مركز الشرطة في كفر قاسم.
وتُعتبر لجنة الحراسة المحلية، التي انطلقت منها شرارة المواجهات بسبب اعتداء الشرطة، لجنة بادر إليها الأهالي واللجنة الشعبية بالتنسيق مع البلدية، في محاولة لحماية المدينة، إذ يشعر سكان كفر قاسم، كما فلسطينيو الداخل في مختلف المناطق، بأنّ الشرطة تتغاضى عن جرائم القتل في المجتمع العربي، ولا تقوم بواجبها في التوصّل إلى المجرمين، كما أنّها لا تجمع السلاح المنتشر، مما يؤدي إلى ارتكاب مزيد من الجرائم.
وكانت كفر قاسم قد فقدت، قبل أيام، اثنين من شبابها، في عملية إطلاق نار، وهو المشهد الذي تكرّر في أكثر من جريمة حصدت أرواحاً، خلال الشهور الأخيرة.
وعقب استشهاد طه، عقدت "لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية"، جلسة طارئة، استمرت حتى ساعات صباح اليوم الثلاثاء، بحثت خلالها الرد على التطورات.
واعتبر المجتمعون، برئاسة رئيس لجنة المتابعة محمد بركة، أنّ "الشرطة الإسرائيلية، قرّرت أن تحارب من يحارب الإجرام، بدل أن تحاربه هي"، مشيرين إلى أنّ "الشرطة لا تتعامل مع المواطنين العرب كأعداء فقط، وسط ارتفاع عدد الشهداء منذ هبّة القدس والأقصى في العام 2000 حتى اليوم، بل تصعّد من قمع المجتمع العربي أيضاً".
وحمّل المجتمعون، الشرطة الإسرائيلية، مسؤولية ما حدث في كفر قاسم، مطالبين بإقالة وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد أردان، والمفتش العام للشرطة وقائد المنطقة.
وأعلنت لجنة المتابعة، في نهاية الاجتماع، حالة طوارئ في المجتمع العربي، وحمّلت الحكومة ورئيسها بنيامين نتنياهو ووزير الأمن الداخلي والشرطة، مسؤولية الإجرام المنظّم في المجتمع العربي بالداخل، ومسؤولية الجريمة التي ارتكبت في كفر قاسم.
كما أعلنت لجنة المتابعة، عن إضراب عام وشامل، في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، يوم غد الأربعاء، ودعت إلى أكبر مشاركة في جنازة الشهيد محمد طه، اليوم الثلاثاء، تعبيراً عن الغضب، ليس على الشرطة الإسرائيلية فحسب، بل لإسماع صرخة أيضاً ضدّ عصابات الإجرام، في الداخل.
ودعت اللجنة، إلى تنظيم تظاهرات، غداً الأربعاء، وتخصيص خطب يوم الجمعة المقبل، لتناول
موضوع الجريمة، فضلاً عن تنظيم مظاهرة مركزية، السبت المقبل، في كفر قاسم.
يُشار إلى أنّ 48 شخصاً من فلسطينيي الداخل، استشهدوا برصاص القوات الإسرائيلية، منذ العام 2002.