تمكنت إدارة دونالد ترامب، أمس الأربعاء، من عبور "مطبّ" الكونغرس الأميركي، في ما يتعلق بالدعم المتواصل الذي تقدمه الولايات المتحدة إلى حرب الإمارات والسعودية على اليمن.
ودافع وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، عن مساندة بلاده للحرب التي يشنها "التحالف" السعودي – الإماراتي، إذ قال إن هذين البلدين "يعملان على تفادي الإضرار بالمدنيين في اليمن"، ما يمهد الطريق أمام استمرار تقديم الدعم الأميركي لهما، في الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، والتي بدأت تزيد من إحراج الدول الغربية المساندة لـ"التحالف"، خاصة تلك الموردة لها بالأسلحة، بسبب ارتفاع عدد الضحايا المدنيين الذين يقتلون جراء الضربات الجوية التي ينفذها، وتفاقم المعاناة الإنسانية.
لكن هذا الدعم الأميركي، يبدو أن سجالاً حوله لا يزال يتعالى داخل أروقة الكونغرس، خصوصاً من جانب الحزب الديمقراطي، الذي كان قد طالب بشهادة رسمية من إدارة الرئيس الأميركي الجمهوري، لمواصلة تقديم الدعم للحرب على اليمن.
ووجه المشرعون الديمقراطيون، أمس الأربعاء، انتقاداً شديداً إلى إدارة ترامب، بسبب وقوفها إلى جانب سلوك حليفتيها الإمارات والسعودية في الحرب على اليمن، معتبرين أن الدعم الأميركي المتجدد يتغاضى عن الهجمات التي استهدفت المدنيين، والممارسات الأخرى التي عمقت الأزمة الإنسانية في هذا البلد.
ورأت السيناتورة الديمقراطية جان شاهين أن قرار الدعم الأميركي الرسمي لما تقول إدارة ترامب إن التحالف السعودي – الإماراتي يعمل عليه لحماية المدنيين وتسهيل مرور المساعدات الإنسانية إلى اليمن، والمقدم إلى الكونغرس أمس، يناقض سجل هاتين الدولتين في اليمن.
وقالت شاهين، التي ساهمت في سنّ التشريع الذي يطالب إدارة ترامب بتقرير مفصل لمواصلة دعم التحالف في اليمن إن "حملات القصف العشوائي الذي يقودها هذا تحصد أرواح الأبرياء وتفاقم الوضع الإنساني في هذا البلد"، مضيفة أن من الواضح أن التحالف لا يلتزم بقوانين الحرب، وأن الإدارة الأميركية تتعمد تحييد إشراف ومراقبة الكونغرس لهذا الدعم.
إدانة شاهين ومشرعين ديمقراطيين آخرين لقرار بومبيو تقديم الدعم الكامل لـ"التحالف" السعودي – الإماراتي، تسلط الضوء على مدى المغامرة التي تخوضها إدارة ترامب في سياسة دعمها للحرب. وتسمح شهادة بومبيو التي قدمها بشكل رسمي إلى الكونغرس، للإدارة الأميركية، بمواصلة تقديم الدعم لـ"التحالف" السعودي – الإماراتي، عبر تزويد طائراته بالوقود.
وجاء قرار بومبيو بعد نقاش داخل إدارة دونالد ترامب حول ما إذا اكن يجب تقديم الدعم علناً لطريقة إدارة التحالف للحرب على اليمن. وقد ارتفعت وتيرة الانتقادات لنشاط هذا التحالف، وللدعم الأميركي له مؤخراً، في ظلّ ارتفاع نسبة الضحايا المدنيين جراء قصف التحالف في اليمن، خصوصاً بعد مجزرة صعدة التي راح ضحيتها عشرات الأطفال.