انتشرت في الآونة الأخيرة في مصر "شهادات علمية مضروبة" صادرة عن الجامعات المصرية المعروفة مثل جامعة "القاهرة" وجامعة "عين شمس" وجامعة "الإسكندرية" وجامعة "الأزهر" وغيرها. لا تقتصر الشهادات المضروبة على اختصاص واحد أو على مؤهل أكاديمي محدد، بل تشمل مختلف الاختصاصات والمؤهلات العليا من البكالوريوس والليسانس وصولاً إلى الماجستير والدكتوراه. هي شهادات مزورة كشفت عنها نقابتا الصحافيين والمحامين. وذلك بعدما تبين صدور كارنيهات (بطاقات) عمل باسم النقابتين بالرغم من أنّ أصحابها لا يحملون شهادات عليا حقيقية، إذ إنّ قانون النقابتين يشترط ذلك.
كثير من المصالح الحكومية في مصر التحق بها شباب لا يحملون مؤهلات عليا، ووصل الأمر إلى تقديم الحاصلين على مؤهلات متوسطة أثناء عملهم بتلك المصالح، شهادات مزورة تفيد بأنّهم حصلوا على مؤهل عالٍ أثناء عملهم في تلك المصلحة، وذلك بهدف زيادة راتبهم من ناحية، والوصول إلى السلم الوظيفي الأعلى بعد رفعهم من الدرجة الرابعة إلى الثالثة في التدرج الوظيفي عن طريق الترقية التي تستند إلى المؤهل الأعلى.
تنتشر هذه الحالات، التي قد تشكل ظاهرة، في مختلف المحافظات المصرية. باتت هناك إمبراطوريات لتزوير و"ضرب" الشهادات الجامعية. أما كلفة العملية فتتفاوت بحسب نوع الشهادة، وتتراوح ما بين 30 ألف جنيه و50 ألفاً (نحو 2800 دولار أميركي). وحتى الأجانب يستفيدون من تلك الشهادات ذات المنشأ المصري "الرسمي" لكن المزوّرة والمدفوعة الثمن، شريطة عدم الاستفسار عن تلك الشهادة من الجامعة المصرية التي "صدرت" عنها، فالجامعة في هذه الحالة ستنفي حصول فلان على تلك الشهادة من كلياتها. وتؤكد مصادر مطلعة أنّ هناك الكثير من شباب الدول الإسلامية، خصوصاً باكستان وإندونسيا وماليزيا وإيران، حصلوا على شهادات "مضروبة" سواء من كليات جامعة "الأزهر" أو كلية دار العلوم في جامعة "القاهرة" مختومة بختم الجمهورية والكلية. وقد وصل الأمر إلى حصول البعض على تقدير جيد جداً.
اقــرأ أيضاً
يصف كثير من خبراء التعليم في مصر هذا الوضع بالوباء الذي ضرب المنظومة الجامعية في مقتل، فتحولت الجامعات المصرية إلى "سبّوبة" ترتزق منها فئات كثيرة.
في هذا الإطار، تقول أستاذة علم الاجتماع في جامعة "عين شمس" الدكتورة سامية الساعاتي إنّ الشهادات المضروبة المعروضة للبيع من جامعات مصرية، تشكل سوقاً جديداً ظهر في البلاد منذ سنوات في ظل غياب الرقيب. وتؤكد أنّ تلك الشهادة الوهمية باتت وسيلة يتحول فيها العاطل من العمل وصاحب المؤهل المتوسط إلى "دكتور أو مهندس أو محاسب أو صحافي أو محامٍ بحسب رغبته ونقوده أيضاً". تتابع أنّ ذلك يتيح له "تغيير مجرى حياته بالكامل". وعلى الرغم من العقوبة المنصوص عليها في القانون المصري تجاه التزوير، إلا أنّها "كمعظم القوانين تملأ الفراغات فقط، ولا يجري تفعيلها على أرض الواقع إلا في حالات معدودة" بحسب الساعاتي، مشيرة إلى أنّنا "في حاجة إلى تطبيق وتفعيل القانون لمواجهة تلك الظاهرة الخطيرة".
من جهته، يقول الخبير التربوي الدكتور كمال مغيث إنّ تلك التجاوزات أساءت كثيراً إلى التعليم الجامعي في الداخل والخارج، كونها أعطت الشهادة الجامعية لمن لا يستحقها، فتمكن من مزاولة مهنة اختصاص بواسطتها، في مقابل الخريجين الحقيقيين ذوي المستوى العالي من تلك الكليات. يتساءل: "كيف يتساوى الخريج الأكاديمي مع ذلك المزوّر في الشهادة العلمية؟ السبب هي مافيا الشهادات العلمية التي ليس لها همّ سوى جمع المال". يلفت إلى أنّ "من الضروري تطبيق القانون في ما يتعلق بالشهادات المضروبة لمواجهتها بعدما انتشرت بطريقة مخيفة في مصر داخل المصالح الحكومية، كما يستفيد البعض من الشهادة المزورة للعمل خارج البلاد".
عقبة التصديق
يمكن لأيّ كان الحصول على شهادة علمية معتمدة من أيّ كلية مصرية خلال ساعات. وليس في الإمكان اكتشاف ذلك التزوير إلاّ في حال طلب تصديقها عبر وزارة الخارجية المصرية. هذه الوزارة تراجع ديوان كليات الجامعة، التي تخرّج منها الطالب، وتصدّقها بناء على سجلّه في الكلية. لكنّ طلب التصديق هذا قد لا يحتاج إليه معظم الأشخاص الذين اشتروا شهاداتهم المضروبة بهذه الطريقة.
اقــرأ أيضاً
كثير من المصالح الحكومية في مصر التحق بها شباب لا يحملون مؤهلات عليا، ووصل الأمر إلى تقديم الحاصلين على مؤهلات متوسطة أثناء عملهم بتلك المصالح، شهادات مزورة تفيد بأنّهم حصلوا على مؤهل عالٍ أثناء عملهم في تلك المصلحة، وذلك بهدف زيادة راتبهم من ناحية، والوصول إلى السلم الوظيفي الأعلى بعد رفعهم من الدرجة الرابعة إلى الثالثة في التدرج الوظيفي عن طريق الترقية التي تستند إلى المؤهل الأعلى.
تنتشر هذه الحالات، التي قد تشكل ظاهرة، في مختلف المحافظات المصرية. باتت هناك إمبراطوريات لتزوير و"ضرب" الشهادات الجامعية. أما كلفة العملية فتتفاوت بحسب نوع الشهادة، وتتراوح ما بين 30 ألف جنيه و50 ألفاً (نحو 2800 دولار أميركي). وحتى الأجانب يستفيدون من تلك الشهادات ذات المنشأ المصري "الرسمي" لكن المزوّرة والمدفوعة الثمن، شريطة عدم الاستفسار عن تلك الشهادة من الجامعة المصرية التي "صدرت" عنها، فالجامعة في هذه الحالة ستنفي حصول فلان على تلك الشهادة من كلياتها. وتؤكد مصادر مطلعة أنّ هناك الكثير من شباب الدول الإسلامية، خصوصاً باكستان وإندونسيا وماليزيا وإيران، حصلوا على شهادات "مضروبة" سواء من كليات جامعة "الأزهر" أو كلية دار العلوم في جامعة "القاهرة" مختومة بختم الجمهورية والكلية. وقد وصل الأمر إلى حصول البعض على تقدير جيد جداً.
في هذا الإطار، تقول أستاذة علم الاجتماع في جامعة "عين شمس" الدكتورة سامية الساعاتي إنّ الشهادات المضروبة المعروضة للبيع من جامعات مصرية، تشكل سوقاً جديداً ظهر في البلاد منذ سنوات في ظل غياب الرقيب. وتؤكد أنّ تلك الشهادة الوهمية باتت وسيلة يتحول فيها العاطل من العمل وصاحب المؤهل المتوسط إلى "دكتور أو مهندس أو محاسب أو صحافي أو محامٍ بحسب رغبته ونقوده أيضاً". تتابع أنّ ذلك يتيح له "تغيير مجرى حياته بالكامل". وعلى الرغم من العقوبة المنصوص عليها في القانون المصري تجاه التزوير، إلا أنّها "كمعظم القوانين تملأ الفراغات فقط، ولا يجري تفعيلها على أرض الواقع إلا في حالات معدودة" بحسب الساعاتي، مشيرة إلى أنّنا "في حاجة إلى تطبيق وتفعيل القانون لمواجهة تلك الظاهرة الخطيرة".
من جهته، يقول الخبير التربوي الدكتور كمال مغيث إنّ تلك التجاوزات أساءت كثيراً إلى التعليم الجامعي في الداخل والخارج، كونها أعطت الشهادة الجامعية لمن لا يستحقها، فتمكن من مزاولة مهنة اختصاص بواسطتها، في مقابل الخريجين الحقيقيين ذوي المستوى العالي من تلك الكليات. يتساءل: "كيف يتساوى الخريج الأكاديمي مع ذلك المزوّر في الشهادة العلمية؟ السبب هي مافيا الشهادات العلمية التي ليس لها همّ سوى جمع المال". يلفت إلى أنّ "من الضروري تطبيق القانون في ما يتعلق بالشهادات المضروبة لمواجهتها بعدما انتشرت بطريقة مخيفة في مصر داخل المصالح الحكومية، كما يستفيد البعض من الشهادة المزورة للعمل خارج البلاد".
عقبة التصديق
يمكن لأيّ كان الحصول على شهادة علمية معتمدة من أيّ كلية مصرية خلال ساعات. وليس في الإمكان اكتشاف ذلك التزوير إلاّ في حال طلب تصديقها عبر وزارة الخارجية المصرية. هذه الوزارة تراجع ديوان كليات الجامعة، التي تخرّج منها الطالب، وتصدّقها بناء على سجلّه في الكلية. لكنّ طلب التصديق هذا قد لا يحتاج إليه معظم الأشخاص الذين اشتروا شهاداتهم المضروبة بهذه الطريقة.