نقل محاميا هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، هبة مصالحة، ولؤي عكة، شهادات أسرى أطفال تعرضوا خلال أسرهم واستجوابهم لعمليات تنكيل وحشي وضرب وتعذيب ومعاملة قاسية ومهينة على يد جنود الاحتلال الإسرائيلي ومحققيه.
ووفق تقرير عن هيئة الأسرى الفلسطينية، أفاد جهاد عماد كباريه (16 سنة)، من طولكرم شمال الضفة الغربية، والأسير منذ السادس من الشهر الماضي، أنه اعتقل من الشارع في الخامسة فجرا، ضمن حملة اعتقالات بينما كان متوجها إلى أرض زراعية لعائلته، وأنه بسبب حملة الاعتقالات حدثت مواجهات مع الجنود في المنطقة، فأمسك به الجنود واتهموه برمي الحجارة.
ولفت إلى أن الجنود طرحوه أرضاً وانهالوا عليه بالضرب المبرح بأيديهم وأرجلهم، ثم أوقفوه وقيدوا يديه، وأدخلوه إلى الجيب العسكري وتوجهوا إلى مستوطنة أرائيل المقامة على أراضي الفلسطينيين شمال الضفة الغربية، وحوالي التاسعة صباحا أدخلوه إلى المحقق، والذي حقق معه لمدة ساعة وهو مقيد اليدين، وبعد انتهاء التحقيق نقل إلى سجن حوارة جنوب نابلس، ليبقى هناك حتى ساعات المساء، ومن ثم نقل إلى قسم الأطفال في سجن مجدو.
وأفاد فارس مجدي صبحي مبروك (17 سنة)، من سكان مخيم العين في نابلس، والأسير منذ الرابع من الشهر الماضي، أنه اعتقل من على حاجز الكونتينر شمال بيت لحم جنوب الضفة، في ساعات العصر، بعد أن مر في سيارة من جانب الحاجز مع مجموعة من أصدقائه، فأوقفوهم وفتشوا السيارة واعتقلوا الشبان الستة الموجودين فيها.
ولفت مبروك، إلى أنهم أنزلوه من السيارة وأدخلوه غرفة، وهناك هجم عليه خمسة جنود وانهالوا عليه بالضرب المبرح بأيديهم وأرجلهم وبالبنادق، فأصيب بالعديد من الكدمات والرضوض، ثم أمسكه اثنان من الجنود وأخرجوه إلى الساحة، وأجبروه على أن ينام على بطنه ووجهه على الأرض، ويداه مقيدتان إلى الخلف لمدة ساعتين تحت الشمس.
وفي ساعات المساء، نقل إلى مركز التحقيق في عوفر، وبعد تفتيشه، أدخلوه غرفة التحقيق، وحقق معه لمدة ساعة، وبعد انتهاء التحقيق نقل إلى غرف سجن عوفر ليبقى هناك يومين، وبعدها نقل إلى سجن مجدو، وبعد يومين نقل إلى معسكر سالم لاستكمال التحقيق.
أطفال القدس
وأفاد محمد خالد صلاح شريفة (16 سنة)، من سكان البلدة القديمة بالقدس، والأسير يوم 18 يونيو/حزيران الماضي، أنه اعتقل من جانب باب حطة في القدس، حوالي الرابعة فجرا، حين هجم عليه عدد من رجال المخابرات الإسرائيلية، واقتادوه إلى بيته القريب، وعند دخولهم البيت فتشوه تفتيشا دقيقا، ولم يتركوا شيئا مكانه، ثم أخذوا بعض ملابسه كدليل ضده، وبعد ساعتين من التفتيش اعتقلوه، وقيدوا يديه إلى الأمام بمرابط بلاستيكية، ثم أدخلوه إلى السيارة العسكرية، وطوال الطريق ضربوه على رأسه وظهره بأيديهم.
واستمر الضرب حتى وصلوا غرفة التحقيق في مركز تحقيق المسكوبية في القدس، وأدخلوه للتحقيق من السابعة صباحا حتى السادسة مساء، ووجه له المحقق تهمة حرق بيت مستوطن في الحارة، وبعد انتهاء التحقيق نقل إلى المحكمة لتمديد توقيفه، ومن المحكمة نقل إلى غرف سجن المسكوبية، وبقي في المسكوبية 22 يوما، أدخل خلالها خمس مرات أخرى لغرف التحقيق، وخلال التحقيق الثاني والثالث تعرض للضرب المبرح ليعترف بما وجّه له من تهم.
وقبل التحقيق الرابع، دخل شخص وأخذ يضربه، وهو يصرخ أنه إذا لم يعترف اليوم سينال عقابا أكبر، وبعد 22 يوما في سجن المسكوبية نقل إلى سجن مجدو.
إهمال طبي
وأفاد يعقوب نضال محمد القواسمي (16 سنة)، من سكان مخيم شعفاط شمال القدس، والأسير منذ التاسع من يونيو/حزيران الماضي، أنه اعتقل من جانب برج المراقبة في حي رأس خميس في المخيم في ساعات العصر، كان في سيارة مع أصدقائه، فأوقفهم مجموعة من الجنود وأنزلوهم من السيارة، وفتشه أحد الجنود ومن ثم ضربه بقوة على ركبته، ثم قيد يديه إلى الأمام بمرابط بلاستيكية، وأدخله إلى الجيب العسكري، ونقل إلى مركز التحقيق في عتروت شمال غرب القدس، وحقق معه هناك ساعتين، وبعد انتهاء التحقيق نقل إلى سجن المسكوبية.
بقي يعقوب في المسكوبية 14 يوماً، أدخل خلالها 3 مرات أخرى لمركز التحقيق في عتروت، وبعد 14 يوما في سجن المسكوبية نقل إلى سجن مجدو.
ويعاني يعقوب من مرض في العظم منذ طفولته، ويقول في إفادته إن عظامه لم تتطور حسب سنّه وإنما ظلت ملائمة لسن أصغر، وأنه يخضع للعلاج الطبيعي بأجهزه طبية خاصة، وقبل 4 أشهر وقع وانكسرت يده، وتم إجراء 4 عمليات فيها، وما زالت تؤلمه حتى اليوم، ونقل قبل أيام إلى عيادة سجن الجلبوع ليفحصه الطبيب، وأخبره أنه لا يوجد علاج ملائم له في السجن، وأن عليه متابعة حالته في الخارج.
وقال أيوب أيمن إدريس (16 سنة)، من سكان الخليل جنوب الضفة، والأسير منذ 21 من الشهر الماضي، إنه اعتقل من حارة الشيخ في مدينة الخليل، واقتيد للتحقيق في مركز شرطة مستوطنة (كريات أربع) المقامة على أراضي الخليل، وهناك تعرض للضرب الشديد على يد أحد المحققين بواسطة سلك كهربائي معدني، على كافة أنحاء جسده، مما سبب له رضوضا وكدمات وجروحا وآلاما شديدة، وذلك لإجباره على الاعتراف بإلقاء الحجارة.
ولفت أيوب، إلى أنه نقل إلى سجن المسكوبية، ومكث هناك 13 يوماً، واقتيد إلى التحقيق أكثر من مرة ولساعات طويلة، وخلال التحقيق كان يتعرض للضرب على أنحاء جسده.