شموسٌ ليبيّة

24 ديسمبر 2014
المرأة الليبية.. سيرة نضال لا تنتهي (أ.ف.ب)
+ الخط -

كثيرة هي التحدّيات التي واجهتها وتواجهها المرأة الليبية في طريق تحقيق طموحاتها، وحتى البسيطة منها، كإنهاء دراستها مثلاً، أوالحصول على عمل، ولكن هذا لم يمنعها يوماً من المواصلة في البحث والاستمرار في التألّق.

منذ أيام قليلة مضت، سمعت بخبر وفاة قائدة فرقة الكشاف عالية الشركسي، وهي التي كانت إحدى النساء اللواتي لهن الأثر الواضح في حياة كثيرات، منهن والدتي، وقد أمضت الردح الأعظم من عمرها في الكشافة، لتلهم العديد من الشابات، جعلني موتها أفكّر في تلك البصمة التي عليّ أن أتركها.

بحكم دراستي تأثّرت جدّاً بمعرفة طبيبات عديدات في المستشفيات، ممن يكافحن، كلّ يوم، من أجل المرضى، ومع وضع المستشفيات في ليبيا يواجهن مشاكل كثيرة ومركبة، لكن طريقي تقاطعت بالأخص مع "رحاب شمبش". الطبيبة الشابة في قسم الأورام السرطانية في المستشفى. في هذا القسم، ومع النقص في عدد الطبيبات، استطاعت وزميلاتها تشخيص وعلاج عدد كبير من المرضى في القسم الوحيد الذي يستقبل الحالات من معظم مناطق ليبيا. واستطاعت مع زميلاتها أن يطلقن الحملة الأولى من نوعها للتوعية بسرطان الثدي "الحملة الوردية "، حيث يوفّرن الفحص المجاني أياماً عدة في الأسبوع وفي عيادات عدة.

ثم ومع انفجار ثورة الثقافة المدنية، تقاطعت طريقي بـ"ملاك بوعود" طالبة في كلية العلوم، حلمها أن تصبح كابتن، طيّاراً. ملاك أول من أسّس نادي للمناظرة، فساعدت بذلك العديد من الشباب والشابات، على اعتياد فنّ الحوار، واكتساب الثقة بالنفس والتعبير عن وجهات النظر في العلن. مازالت ملاك تكمل تعليمها، وفي سنّها الصغيرة حققت هذا الإنجاز المهم.

وسرّني التعرّف على علا الشويهدي، وهي طالبة في كلية اللغة الإنجليزية، تميّزت بشخصيتها المميّزة، فأصبحت مذيعة في الراديو، لتطلق أول برنامج إذاعي يتحدّث بصوت طلبة الجامعات، قدّمت بذلك الدّعم للنشاط الطلابي.

وأنا أكتب عن شخصيات نسوية مميزة من ليبيا عليّ أن أذكر "زهراء لنقي"، صاحبة البطاقة الرهيبة، والإخلاص لقضيتها، أي حقوق المرأة الليبية، وإسماع صوتها، والمشاركة في صنع القرار، فكانت من منظمي "منبر المرأة الليبية للسلام" المنبر الذي سمح للعديد من ذوات الأدوار الإيجابية في المجتمع اكتساب الخبرة العملية، وألهمت العديد من النساء لخوض النشاط السياسي، كما كان لها خطاب رائع على مسرح الـ" تيد توك" عن الثورة الليبية والتحديات التي تواجه مسار الثورة الليبية وتحرر المرأة بشكل خاص.

هذه فقط عينة من مَن يجب أن أكتب عليهن، لا لشيئ، إلا للتأكد أني أعرفهن.


*ليبيا

المساهمون