شكيلا عالمي تنتمي إلى مكانين

04 يونيو 2015
حبّها للرسم يجعلها تنسى أحياناً ألم اللجوء (العربي الجديد)
+ الخط -

من خلف زجاج محل صغير يقع في أحد أشهر أسواق شمال العاصمة الإيرانية طهران، يمكنك معرفة أن ملامحها ليست إيرانية. جاءت شكيلا عالمي، صاحبة هذا المحل في سوق تجريش، من مدينة غزنة الأفغانية، وتنتمي لعرق الهزارة. تتحرّك شكيلا في مساحة صغيرة للغاية بين عدد كبير من اللوحات والمخطوطات التي تبيعها في هذا المكان. حبّها للرسم والخط يجعلها تنسى أحياناً ألم اللجوء، ويمنحها شعوراً بالانتماء كونها تحكي قصة لجوئها في كل ما ترسمه.
ولدت عالمي في طهران عام 1980، وهذا لا ينفي أنها كانت وما زالت لاجئة أفغانية. هاجر والدها وعمّها إلى إيران قبل عقود بسبب الحرب السوفييتية على بلدهما. تقول إن "اللجوء ليس أمراً سهلاً. عندما يولد الإنسان كلاجئ يعني أنه مضطر إلى تقبل واقعه والتأقلم مع شعور عدم الانتماء والحنين للوطن الأم الذي لم يزره يوماً".

تعزو شكيلا الأمر إلى خوفها من أفغانستان، فهي لا تعرف أي شيء عن البلد إلا ما تراه في التلفزيون. تقول إن والدها وعمّها كانا فنانين يصمّمان الأثاث ويرسمان وينحتان على الخشب، وكانا يعملان في أفغانستان مع السفارات والأثرياء الذين يهوون جمع القطع الفنية وشراء الأثاث. ومع بدء الحرب، قرر الرجلان الهرب.
تزوجت شكيلا من محمد مهدي ميرزائي، وهو أيضاً لاجئ أفغاني من "غزنة" وأنجبت طفلتها فاطمة التي تبلغ اليوم 12 عاماً. تقول إنها لم تعانِ يوماً من الفقر، واستطاعت التغلّب على العديد من المصاعب المالية، لكنها تشعر دائماً بالانتماء لمكانين، وفي الوقت نفسه لا تنتمي إلى أي من البلدين بشكل حقيقي.

ليس لديها عائلة في إيران، ولا تستطيع الذهاب للتعرف على بقية أفراد عائلتها في أفغانستان بسبب خوفها من تنظيم القاعدة، والتعامل السلبي مع اللاجئين الأفغان الذين اضطروا للهرب إلى إيران. تتحدث اللغة الفارسية بطلاقة، ما يجعلها عرضة للانتقادات أحياناً من قبل اللاجئين الأفغان، لكن هذا ساعدها على الانسجام أكثر في المجتمع الإيراني.

نالت البكالوريوس في تقنية المعلومات، لكنها عانت مراراً بسبب عدم حيازتها على جواز سفر أفغاني أو أي أوراق ثبوتية، علماً أن القانون الإيراني لا يمنح الجنسية للأجانب. لهذا، لم تستطع أن تشارك في معارض دولية. أخيراً، استطاعت حل المشكلة وحصلت على جواز سفر من سفارتها بسبب "شهرتها". تعلمت شكيلا فن التخطيط بحسب مدرسة "هرات" الأفغانية، وتقول إن أفغانستان حاضرة في كل خط ترسمه، وتخطط اليوم لافتتاح معرض يصوّر صورة المرأة الأفغانية الحقيقية.

اقرأ أيضاً: المفوضيّة الأوروبيّة تطالب دولها باستقبال اللاجئين

المساهمون