شكوك في وصول "إيبولا" السعودية... والبنك الدولي يقاومه

05 اغسطس 2014
فيروس إيبولا بات خطرا يهدد العالم (GETTY)
+ الخط -

قالت وزارة الصحة السعودية اليوم الثلاثاء إن المملكة تفحص عينات رجل يشتبه في إصابته بفيروس الإيبولا بعد أن عاد في الآونة الأخيرة من رحلة عمل في سيراليون. وأضافت أن الرجل وهو سعودي في الأربعينات من عمره نقل "إلى مستشفى متخصص تابع لوزارة الصحة في مدينة جدة."

وذكرت الوزارة أنها اتخذت عددا من الاجراءات الاحترازية منها عزل المريض في مستشفى متخصص وارسال عينات الدم إلى مختبرات دولية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية لإجراء مزيد من الفحوص.

وفي الإطار ذاته، تعهد البنك الدولي بتقديم 200 مليون دولار للمساعدة على احتواء وباء إيبولا الذي يثير الذعر في دول غرب أفريقيا، فيما أعلنت السلطات النيجيرية أن طبيباً في لاجوس أصيب بالمرض، وهي ثاني حالة في هذه المدينة.

ويأتي تأكيد إصابة طبيب رابع في المنطقة بالمرض الاثنين، فيما يتزايد القلق والمخاوف إثر ترك جثث ملقاة في الشوارع بدون دفنها خوفاً من الإصابة بفيروس إيبولا في مونروفيا، ما أدى إلى نزول متظاهرين إلى الشوارع.

وفي هذا الوقت أعلن رئيس سيراليون أن الوباء يهدد الأمة "في الصميم". وأعلن البنك الدولي الاثنين أنه سيقدم مساعدة عاجلة بقيمة 200 مليون دولار إلى غينيا وليبيريا وسيراليون لمساعدة الدول الثلاث على احتواء وباء إيبولا، كما جاء في بيان صدر في مقره في واشنطن.

وأعرب رئيس البنك جيم يونج كيم، وهو طبيب متخصص في الأمراض المعدية، في البيان عن قلقه إزاء هذا الفيروس الوبائي، مؤكداً أن "أرواحاً كثيرة معرضة للخطر إذا لم نتمكن من الحد من وتيرة انتشار وباء إيبولا". وأضاف "أراقب باستمرار الأثر القاتل للمرض وأنا حزين جداً لرؤيته يصيب عاملين في المجال الصحي وعائلات ومجتمعات".

وخلال مؤتمر عبر الهاتف، أوضح رئيس البنك الدولي أنه سيحيل بسرعة هذه المساعدة العاجلة إلى مجلس إدارة البنك للتصويت عليها، مؤكداً أن المجلس أعرب عن "دعمه الكامل" لهذه المساعدة.

من جهته، أوضح نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة أفريقيا مختار ديوب أن إقرار هذه المساعدة رسمياً سيتم بحلول نهاية الأسبوع. وستنفق هذه الأموال على اجراءات قصيرة الأمد تتعلق بالدعم الطبي وأخرى طويلة الأمد تتعلق بالدعم الاقتصادي والاجتماعي والتنموي، بحسب ما أوضح رئيس البنك الدولي.

من جهته، أكد ديوب أن الدول المصابة بالفيروس "هي كلها دول ضعيفة بحاجة إلى رد سريع". وفي هذا الإطار صرح كيم "لقد قالوا لنا نحن بحاجة إلى كل شيء". وأكد المسؤولان أن هذه المساعدة ستتم بـ"تنسيق وثيق الصلة" مع منظمة الصحة العالمية، مشيرين إلى أن الأموال ستذهب إلى الحكومات ولكنها ستمر عبر منظمة الصحة العالمية.

وبحسب بيان البنك الدولي فإن الأموال المخصصة للاجراءات القصيرة الأمد ستنفق على شراء معدات طبية ودفع رواتب أفراد الطواقم الطبية العاملة في معالجة المصابين بالمرض وإقامة مختبرات واستحداث نظام للإنذار الطبي في المناطق المتضررة. كما سيخصص جزء من هذه الأموال لتوفير مساعدة اقتصادية للمجتمعات المتضررة من الفيروس، بحسب ما أوضح البنك الدولي في بيانه.

وبحسب تقديرات أولية لمعهد التنمية وصندوق النقد الدولي، فإن غينيا قد تخسر نقطة مئوية من معدل نمو إجمالي ناتجها القومي بسبب هذا الوباء. وعن تداعيات الفيروس على الدول الاخرى، قال ديوب إن تقييم هذه التداعيات لا يزال سابقاً لأوانه، وإن تقييماً أولياً سيصدر خلال الأسابيع المقبلة، ولا سيما لجهة تداعيات الوباء على قطاعات السياحة والتجارة والاستيراد.

وفي الدول الثلاث المصابة بالفيروس، تضررت الزراعة بشكل خاص، مع فرار المزارعين من المناطق المصابة، كما تباطأت التجارة العابرة للحدود اضافة إلى إغلاق عدد من المناجم وإلغاء كثير من الرحلات الجوية.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية يوم الاثنين، أن حصيلة الوفيات بفيروس إيبولا في أفريقيا ارتفعت إلى 887 شخصاً. وأعلنت نيجيريا عن إصابة طبيب في لاجوس قام بمعالجة مصاب بإيبولا، بالفيروس في ثاني حالة تسجل في كبرى مدن غرب أفريقيا.

وحذرت الحكومة الليبيرية من جهتها، من لمس جثث الموتى أو أي شخص مصاب بعوارض يمكن أن تكون عوارض إيبولا، وبينها الحمى والتقيؤ وآلام الرأس الحادة.

وفي الولايات المتحدة، تشهد حالة الطبيب الأميركي الذي أصيب بالفيروس كنت برانتلي "تحسنا" كما أعلن مركز مراقبة الأمراض في أتلانتا حيث يعالج الطبيب. وعاد أميركي ثان أصيب بالفيروس أثناء عمله في ليبيريا إلى الولايات المتحدة الثلاثاء.

وفي سياق متصل، حذرت السلطات المصرية، اليوم الثلاثاء، من السفر إلى كل من سيراليون وغينيا وليبيريا بعد تفشي فيروس "إيبولا" في تلك الدول.

وقالت وزارة الصحة في بيان "نحذّر من السفر إلى كل من سيراليون وغينيا وليبيريا إلا في حالة الضرورة القصوى حرصاً على سلامتهم (المسافرين) وسلامة المجتمع المصري، وذلك بعد انتشار مرض إيبولا في تلك الدول بغرب أفريقيا ووجود حالات محتملة بنيجيريا واحتمال انتشاره فى دول أخرى مجاورة".

ولفت البيان إلى "خلو مصر من فيروس إيبولا حتى الآن، وأنه يتم مناظرة جميع القادمين من تلك الدول لاكتشاف أى حالات مشتبه بها"، مضيفاً أن وزارة الصحة "تتابع الموقف الوبائي العالمي أولاً بأول لاتخاذ ما يلزم من اجراءات وقائية".

وفي تصريحات للصحافيين السبت الماضي، قال بهاء القوصي، المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية في مصر، إن "الفيروس لا يمثل تهديدا لمصر والدول العربية، وأنه يختلف تماماً عن فيروس كورونا الذي انتشر عبر السعودية، وأثر على أعداد كبيرة في دول الجوار".

وأضاف القوصي، أنه يجب على مصر "اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية تجاه المسافرين القادمين من أفريقيا، ولاسيما القادمين من غينيا، وسيراليون، ونيجيريا، وليبيريا لمنع دخول الفيروس للبلاد".

وإيبولا هي حمى نزفية فيروسية تصيب البشر، وتم تسجيل أولى حالات الإصابة بها يوم 9 فبراير/ شباط الماضي في غينيا الاستوائية قبل أن تمتد إلى البلدان المجاورة، وفقاً لمنظمة الصحة الدولية.

وللمرة الأولى، تم الكشف عن هذا الفيروس عام 1976 في إحدى المقاطعات الاستوائية الغربية بالسودان، وفي منطقة مجاورة لزائير (الآن جمهورية الكونغو الديمقراطية) وذلك عقب انتشار أوبئة كبرى في منطقة نزارا بجنوب السودان وفي يامبوكو شمالي الكونغو. ويبلغ معدل الوفيات بفيروس إيبولا 90 في المئة من حالات الإصابة.

المساهمون