شفرات حادة بمليلية تثير غضباً حقوقياً بالمغرب وإسبانيا

22 فبراير 2018
اعتبروها خطوة تنتهك حقوق الإنسان (Getty)
+ الخط -

أثار تثبيت السلطات الإسبانية لشفرات حادة، قبل أيام قليلة، على السياج المحيط بمدينة مليلية الخاضعة لسيادتها والواقعة فوق الأراضي المغربية، بدعوى منع تسلل مهاجرين قاصرين مغاربة إلى المدينة بشكل غير قانوني، جدلاً ورفضاً حقوقياً في المغرب وإسبانيا أيضا، باعتبار أنه إجراء يمس بالكرامة الإنسانية.

ووفق أرقام غير رسمية، فإن أكثر من 1100 مهاجر، منهم مغاربة وآخرون يتحدرون من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء، حاولوا بلوغ الأراضي الإسبانية انطلاقاً من المغرب، سواء عبر اقتحام السياج الحدودي لمدينتي مليلية وسبتة المحتلتين من طرف إسبانيا، أو عبر سواحل بعض مدن الشمال المغربي القريب من الجارة الإيبيرية.

واعتبر محمد بنعيسى، رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان، الذي يُعنى خاصة بقضايا الهجرة من الشمال المغربي، أن وضع شفرات حادة فوق سياجات بعلو خمسة أمتار، بهدف منع تسلل المهاجرين سواء كانوا قصراً أو كباراً، خطوة تنتهك حقوق الإنسان، وتهدد بحصول جروح وإصابات خطيرة للذين يحاولون الهجرة.

وأورد الناشط الحقوقي ذاته أن إحداث شفرات حادة فوق السياج الشائك المحيط بمدينة مليلية يعتبر حلاً أمنياً محضاً، غير أنه لا يكفي تماماً لصد ظاهرة الهجرة غير النظامية من المغرب إلى الضفة الأخرى، مضيفاً أن المهاجر السري لا تعدمه الحلول والمحاولات للوصول إلى إسبانيا أو الضفة الأوروبية.

من جهته، اعتبر الناشط الجمعوي بمدينة سبتة، مراد معليلو، أن الإجراء الإسباني بوضع شفرات حادة على السياج الشائك المحيط بمليلية "هو تصرف غير إنساني ويتعمد إلحاق الأضرار بالمهاجرين، رغم اختلافنا مع طريقتهم في الهجرة"، مبرزاً أنه "من العار على دولة تدعي الديمقراطية مثل إسبانيا أن تلجأ إلى هذا القرار المتعسف"، وفق تعبيره.

واستطرد المتحدث بأنه "حتى داخل إسبانيا هناك انتقادات من طرف عدد من الأصوات الحرة والمحايدة لهذا الإجراء غير القانوني"، متابعاً "هناك من يزعم بأنه من حق إسبانيا حماية حدودها بهذه الشفرات، لكن الواقع يقول إنها أراض مغربية أولا، ثم إن الشفرات لن تحد من تدفق الهجرة ثانيا"، مطالبا بمقاربة تنموية شاملة تتيح الكرامة للمهاجرين السريين عوض التربص بهم بتلك الشفرات.

الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، انتقد بشدة وضع شفرات حادة فوق سياجات مليلية بهدف منع تسلل المهاجرين السريين للمدينة الواقعة تحت السيادة الإسبانية، واعتبر الإجراء "غير لائق من الناحية الإنسانية، مهما كانت المبررات والمسوغات منطقية وعقلانية".


ويقود الحزب الاشتراكي العمالي الأصوات المعارضة داخل إسبانيا لوضع شفرات حادة فوق السياج الشائك المحيط بمليلية، ويرتقب أن يتجدد النقاش حول الموضوع داخل لجنة حقوق الإنسان في البرلمان الأوروبي، في الوقت الذي شددت فيه المعارضة الإسبانية على ضرورة احترام حقوق المهاجرين في أي قرارات تحاول الحد من تدفقهم إلى الأراضي الإسبانية.

 

 

المساهمون