في مزرعة العائلة التي تنتج الكاكاو العضوي في البيرو، يقف توماس بارداليس أمام مصوّر وكالة "فرانس برس" الذي يلتقط له صورة تذكاريّة. وبارداليس من سكان المنطقة الأصليين، وينتمي تحديداً إلى قبيلة أشانينكا التي تسكن حوض الأمازون.
يُقدَّر عدد السكان الأصليين في العالم بنحو 370 مليوناً يعيشون في 90 بلداً، توماس بارداليس واحد منهم. ويمثّل هؤلاء أقلّ من خمسة في المائة من سكان العالم و15 في المائة من أفقرهم. هذا ما تفيد به الأمم المتحدة في آخر بياناتها التي نشرتها بمناسبة اليوم العالمي للشعوب الأصلية الذي يحلّ بعد غد الأربعاء في التاسع من أغسطس/ آب الجاري. يُذكر أنّ العالم يحتفل هذا العام بالذكرى السنوية العاشرة لإعلان الأمم المتحدة حول حقوق الشعوب الأصلية.
والشعوب الأصلية التي تتحدّث بمعظم لغات العالم المقدّرة بسبعة آلاف لغة، تمثّل خمسة آلاف ثقافة مختلفة وفريدة احتفظت بخصائص اجتماعية وثقافية واقتصادية وسياسية تختلف عن خصائص المجتمعات التي تعيش فيها. وعلى الرغم من الاختلافات الثقافية بين تلك الشعوب الأصلية، فإنّها تشترك في مشكلات تتعلّق بحماية حقوقها كشعوب متميّزة.
لطالما سعت الشعوب الأصلية إلى الاعتراف بهوياتها وطريقة عيشها وحقها في الأراضي والأقاليم والموارد الطبيعية التقليدية لسنوات، غير أنّ حقوقها تُنتهَك دائماً، وهذا واضح جليّ عبر التاريخ. ويمكن القول إنّ الشعوب الأصلية هي اليوم من بين أشدّ الفئات حرماناً وضعفاً في العالم، ولا بدّ من اتخاذ تدابير خاصة لحماية حقوقها والحفاظ على ثقافاتها وطريقة عيشها المتميّزة.
(العربي الجديد)