التزمت السلطات المصرية الصمت تجاه التسريب الذي أذاعته قناة "مكملين" الفضائية، ويظهر أفراداً قيل إنهم "جنود مصريون"، يقومون بإطلاق النار على مدنيين عُزل وتصفيتهم وهم ملقون على الأرض في سيناء.
وكان المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة، قد نشر صوراً لنفس القتلى الذين ظهروا في تسريب "مكملين"، وادعى أنه تم قتلهم خلال مواجهات مع عناصر إرهابية.
وأظهر شريط مصور، قيام عدد من الأفراد يرتدون الزي الرسمي لقوات الجيش المصري، بتصفية المدنيين العزل في محافظة شمال سيناء.
وعرضت قناة "مكملين" الفضائية، مساء الخميس، مقطعاً مصوراً يكشف، عمليات قتل لثلاثة من أبناء قبائل سيناء المدنيين.
واعتاد المتحدث الرسمي العسكري باسم الجيش المصري، تصوير تصفية عدد من المدنيين، وبثها عبر صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك"، باعتبار أنهم عناصر إرهابية قتلت خلال مواجهات مع قوات الجيش.
ويوضح الشريط المصور، قيام قوات ترتدي زي الجيش، باستجواب أحد المدنيين بعد وضع غمامة على عينيه، ثم طرحه أيضا في منطقة صحراوية وإطلاق عدة أعيرة نارية عليه.
ويثير هذا الشريط الشكوك، لناحية تصوير المدنيين العزل الذين تتم تصفيتهم وبث صورهم عبر صفحة المتحدث الرسمي العسكري باعتبارهم عناصر إرهابية، خاصة أن من يرتدون الزي الرسمي لقوات الجيش، رفعوا الغمامة عن عين الشاب قبل تصفيته.
كما يظهر تعمد هؤلاء، تصفية عدد من الشباب في المنطقة نفسها، ولكن على مسافات متباعدة. ولم يوضح المقطع، زمن التصوير وفي أي منطقة بالضبط في محافظة شمال سيناء. لكنه يكشف عن عدم مقتل هؤلاء الشباب خلال مواجهات مسلحة، ولكن تم القبض عليهم أولا ثم تصفيتهم.
وأعلنت منظمة سيناء لحقوق الإنسان، عن مقتل ما لا يقل عن 107 مدنيين، وإصابة نحو 111 آخرين في سيناء خلال الربع الأول من 2017.
وتعرض المئات من المدنيين إلى الاعتقال العشوائي بعضهم تمت تصفيته في مناطق صحراوية، بدعوى مقتلهم في مواجهات مع قوات الجيش.
ويفرض الجيش المصري حظراً على نشر أي أخبار تتعلق بسيناء إلا في إطار السيطرة التامة عليها، واعتقال أي صحافي ينشر أي أخبار على غير هوى المؤسسة العسكرية، وآخرهم أحمد أبو دراع.
وسبق لقوات الجيش، القيام بتصفية أحد الناشطين على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وكان يدير صفحة "سيناء العز"، وذلك لنشره أخباراً تكشف الانتهاكات التي يتعرض لها أهالي سيناء.
وتتعدد الانتهاكات التي تقوم بها قوات الجيش والشرطة، لناحية القصف الجوي والمدفعي الذي يسفر عن مقتل العشرات، أغلبهم نساء وأطفال، فضلا عن الاعتقالات العشوائية والاختفاء القسري.
ودشن نشطاء من محافظة شمال سيناء حملة على مواقع التواصل الاجتماعي، لإجلاء مصير المختفين قسرياً، وجميعهم من المدنيين الذين تم اعتقالهم من كمائن الجيش أو خلال مداهمات المنازل.
ودخلت قوات الجيش والشرطة في صدام مع أهالي سيناء منذ ما يزيد عن ثلاثة أعوام، مع تزايد وطأة الانتهاكات التي تطاول الأهالي العزل، بما يعرقل أي محاولة للتقارب مع القبائل لمواجهة تنظيم "ولاية سيناء" التابع لما يعرف بتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
ولم يتمكن الجيش المصري من السيطرة على الأوضاع في شمال سيناء، في ظل تطور تكتيكات وعمليات التنظيم المسلح النوعية، التي تسفر عن عدد كبير من القتلى والمصابين من الجيش والشرطة، مع توسع عملياته إلى مدينة العريش.