حددت المعابر الحدودية بين تركيا وسورية، موعد زيارة اللاجئين السوريين بلدهم خلال عيد الفطر، والذي يمتد طوال أسبوعين، مع توقعات بعبور 8 آلاف لاجئ يومياً باتجاه سورية، من خلال المعابر الثلاثة المفتوحة
نشر معبر باب السلامة الحدودي تفاصيل دخول السوريين المقيمين في تركيا والراغبين بقضاء إجازة العيد (يصادف في 4 أو 5 يونيو/ حزيران المقبل) في المناطق المحررة التابعة للمعارضة السورية أو التي تسيطر عليها أحزاب كردية أو حتى النظام السوري، في محافظتي الرقة والحسكة. ويستمر الدخول طوال 15 يوماً، بدءاً من نهار أمس الجمعة 17 مايو/ أيار، حتى 31 من الشهر نفسه، على أن تكون العودة إلى تركيا ابتداء من 10 يونيو/ حزيران وحتى الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني. وحددت المعابر أنّ الدخول إلى سورية يتمّ عبر الحجز المسبق على الموقع الإلكتروني لمعبر باب السلامة، وذلك يقتصر على حاملي بطاقة الحماية المؤقتة "كيملك"، أما حاملو الإقامات التركية أو إذن العمل أو الجنسية التركية فلا يعبرون من خلال باب الهوى.
في حديث إلى "العربي الجديد" يؤكد المدير العام للمعبر (الجهة السورية الحرة) العميد قاسم القاسم، أنّ الدخول من هناك خاص بحاملي بطاقة اللجوء المؤقتة، وحول حملة الإقامات السياحية والحاصلين على الجنسية، يشير مدير المعبر: "يمكنهم الدخول من المعبرين الآخرين؛ جرابلس وباب السلامة، لكن يمكنهم العودة إلى تركيا من أيّ معبر يريدون". يتابع: "التعليمات تأتي من وزارة الداخلية، لكنّ التعليمات التنفيذية يمكن أن تكون من صلاحية الوالي، ومعبر باب السلامة يتبع لولاية كِلّس، والوالي اشترط مغادرة من يحمل الكيملك فقط من هذا المعبر".
يشير العميد القاسم إلى أنّ مدة 14 يوماً ليست كافية ليتمكن السوريون الراغبون بقضاء عطلة العيد مع ذويهم، من الدخول إلى سورية، إذ لا يمكن لمعبر السلامة، خصوصاً مع محدودية الحجز عبر الموقع الإلكتروني، أن يدخل أكثر من 20 ألف سوري خلال هذه المدة، وهذا العدد كان يدخل خلال يوم واحد خلال السنوات الماضية.
ورداً على سؤال حول ما قام به المعبر ليتمكن أكبر عدد من السوريين من زيارة بلدهم ورؤية أهلهم، يقول: "تقدمنا كمعبر بكتاب رسمي إلى المعنيين في تركيا لكي تكون الزيارات على مدار العام، ليتسنى لأيّ راغب بزيارة أهله ورؤية بيته ومتابعة شؤون ممتلكاته، وهكذا نتخلص من الازدحام خلال الأعياد، لكن لم يأتنا أيّ ردّ من السلطات التركية".
يشير مدير المعبر أنّ هناك خمسة معابر بين تركيا وسورية، ثلاثة منها مفعّلة اليوم وهي: جرابلس، وباب الهوى، وباب السلامة، ويمكن لأيّ سوري الحصول على إذن زيارة لمدة شهر خلال الأعياد، لكن عبر الحجز المسبق على مواقع إلكترونية حددتها تركيا، شريطة أن يتقدم الراغب حصراً بالطلب عبر كتابة المعلومات الخاصة به، بعد حصوله على إذن سفر من الولاية التي يقيم فيها.
وتشهد تركيا التي يقيم فيها نحو 3 ملايين و644 ألف لاجئ سوري مسجل، عودة كبيرة للاجئين إلى المناطق المحررة شمال غربي سورية، قبل أن تتراجع وتيرة العودة أخيراً، بسبب المعارك التي يشنها النظام وروسيا، على ريفي حماة وإدلب، والتي أدت بحسب آخر الإحصاءات إلى نزوح أكثر من 300 ألف سوري، من منازلهم، إلى المزارع والمناطق القريبة من تركيا.
وقدرت إدارة معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا، عودة 4065 لاجئاً سورياً من تركيا طواعية إلى شمال سورية، بهدف الاستقرار النهائي، مشيرة في بيان أصدرته في إبريل/ نيسان الماضي، إلى أنّ الذين عادوا طواعية إلى سورية من معبر باب السلامة فقط، بلغ عددهم 4065 لاجئاً سورياً، في حين يصل العدد الإجمالي للسوريين العائدين إلى بلادهم من تركيا إلى نحو 315 ألف سوري منذ عام 2015 حتى نهاية شهر إبريل/ نيسان الماضي.
تقدر مصادر خاصة لـ"العربي الجديد" أنّ القدرة الاستيعابية لمعبر باب الهوى، تصل، نظراً إلى الحجز الإلكتروني المسبق، إلى ألفي عابر يومياً. تتابع المصادر أنّ معبري جرابلس وباب السلامة، يسمحان بدخول حاملي الإقامات السياحية والسوريين الحاصلين على إذن عمل أو جنسية تركية، بشرط وجود جواز سفر سوري، متوقعة العدد اليومي للعابرين من كلّ منهما بنحو 3 آلاف سوري.
تقول مصادر خاصة من الرابطة السورية لحقوق اللاجئين لـ"العربي الجديد" إنّ مدة 15 يوماً للسماح بالدخول إلى سورية، ليست قصيرة، لأنّ الناس جاهزة منذ فترة، لكنّ المشكلة هي في التسجيل الإلكتروني الذي لا يقبل إلاّ عدداً محدداً كلّ يوم، وهذا العدد لا يزيد عن 3 آلاف عائد محتمل.
تتابع المصادر من منطقة الريحانية بولاية هاتاي على الحدود التركية - السورية، أنّ معظم الداخلين إلى سورية هذا العام، سيتوجهون إلى مناطق درع الفرات: جرابلس وعفرين والغدورة والراعي، وبعضهم إلى مدينتي الرقة والحسكة، لأنّ مناطق ريف إدلب تشهد قصفاً متواصلاً هذا العام.
وحول شرط توفر جواز السفر السوري، تؤكد المصادر أنّ الغاية عدم التعامل مع الداخل إلى سورية على أنّه غير سوري، إن كان من حاملي الجنسية التركية، ما يعرّضه ربما للاعتقال، خصوصاً في المناطق التي يسيطر عليها النظام أو التنظيمات الكردية. وتشير إلى أنّ صلاحية جواز السفر ليست شرطاً، وتركيا تغض الطرف عن هذه المسألة، حتى خلال التنقل جواً بين المدن التركية.
وحول لمّ شمل السوريين في تركيا، أي الدخول العكسي، من سورية إلى تركيا، تشير مصادر الرابطة إلى أنّ الحكومة التركية، وافقت أخيراً على دفعة جديدة من طلبات لمّ الشمل التي قدمها اللاجئون السوريون لأسرهم وذويهم.
وأرسلت إدارة معبر جلفاغوز الحدودي المقابل لباب الهوى السوري، رسائل نصية إلى العديد من السوريين الذين قدموا ملفاتهم وقاموا بإجراء المقابلات في معبر جلفاغوز، مشيرة إلى أنّ باب التقديم للمّ الشمل، ما زال مفتوحاً لكنّ موقع الحجز ما زال مغلقاً منذ أكثر من شهر، ومن المتوقع أن يبقى كذلك إلى ما بعد إجازتي عيدي الفطر والأضحى.
يذكر أن الحكومة التركية تسمح للاجئين السوريين المقيمين تحت نظام الحماية المؤقتة بإجراء لمّ شمل لأقاربهم من الدرجة الأولى حصراً (الزوج، الزوجة، والأبناء ما دون سن الثامنة عشرة)، وذلك بتقديم طلب على الموقع الإلكتروني لمعبر جلفاغوز.