فيما تواصل أسعار النفط انهيارها، تزداد شراسة الحرب بين منظمة "أوبك" ومنتجي النفط خارجها، خاصة شركات النفط العالمية الكبرى التي خسرت أسهمها مليارات الدولارات في أسواق المال وتستعجل تعافي الأسعار.
وبينما واصلت هذه الشركات هجومها على دول "أوبك"، دافعت منظمة البلدان المصدرة للنفط في دافوس عن قرارها عدم التدخل لوقف انهيار الأسعار.
ووجهت شركات الطاقة الكبرى تحذيراتها على هامش منتدى دافوس من عواقب سياسة "أوبك"، وقالت إنها ربما تؤدي إلى نقص كبير في الإمدادات مع نضوب الاستثمارات. وأعرب كبار رؤساء الشركات النفطية، في مناقشات على هامش المنتدى، عن قلقهم من انخفاض الاستثمارات في الصناعة النفطية، وتأثير ذلك على مستقبل الإمدادات العالمية من النفط.
وبينما واصلت هذه الشركات هجومها على دول "أوبك"، دافعت منظمة البلدان المصدرة للنفط في دافوس عن قرارها عدم التدخل لوقف انهيار الأسعار.
ووجهت شركات الطاقة الكبرى تحذيراتها على هامش منتدى دافوس من عواقب سياسة "أوبك"، وقالت إنها ربما تؤدي إلى نقص كبير في الإمدادات مع نضوب الاستثمارات. وأعرب كبار رؤساء الشركات النفطية، في مناقشات على هامش المنتدى، عن قلقهم من انخفاض الاستثمارات في الصناعة النفطية، وتأثير ذلك على مستقبل الإمدادات العالمية من النفط.
ويتزامن هذا الهجوم مع تزايد الضغوط على المنتجين داخل "أوبك"، من جراء هبوط أسعار النفط بنحو النصف في دافوس. وأصبحت هذه الضغوط واضحة للعيان، حين وجهت سلطنة عمان، وهي غير عضو في "أوبك"، انتقاداً مباشراً وعلنياً لقرار المنظمة عدم خفض الإنتاج للحفاظ على حصتها في السوق.
وهوت أسعار النفط إلى أقل من 50 دولاراً للبرميل، جراء الوفرة الكبيرة في المعروض. ويرجع ذلك في معظمه إلى الزيادة الكبيرة في إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة، إضافة إلى ضعف الطلب العالمي. وأدى الهبوط السريع في الأسعار إلى زيادة معاناة الدول المنتجة للخام، ودفع شركات النفط إلى تقليص ميزانياتها.
تحذير
في أحاديث أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا، حذر رئيسا اثنتين من أكبر شركات النفط العالمية من أن انخفاض الاستثمارات في الإنتاج المستقبلي سيؤدي إلى نقص الإمدادات وارتفاع حاد في الأسعار.
وقال كلاوديو دسكالزي رئيس شركة "إيني" الإيطالية للطاقة، إذا لم تتحرك "أوبك" لإعادة الاستقرار إلى أسعار النفط فربما ترتفع الأسعار إلى 200 دولار للبرميل بعد عدة أعوام.
وقال دسكالزي لتلفزيون رويترز "ما نريده هو الاستقرار.. أوبك بمثابة البنك المركزي للنفط الذي يجب عليه أن يحافظ على استقرار أسعار النفط، حتى تنتظم الاستثمارات". وتوقع أن تستمر الأسعار عند مستويات منخفضة لمدة 12-18 شهراً ثم تبدأ في التعافي تدريجياً، مع بدء هبوط الإنتاج الصخري في الولايات المتحدة.
لكن "أوبك" والسعودية، أكبر منتج في المنظمة، تمسكا بموقفهما.
وقال عبد الله البدري، الأمين العام لـ"أوبك"، في دافوس لو أن المنظمة كانت قد خفّضت الإنتاج لاضطرت إلى الخفض مراراً بعد ذلك؛ لأن الدول غير الأعضاء كانت ستزيد الإنتاج. وأضاف "الجميع يقولون لنا خفّضوا الإنتاج. هل ننتج بتكلفة أعلى أم بتكلفة أقل؟ فلننتج النفط الأقل تكلفة أولاً، ثم بعد ذلك الأعلى تكلفة". وتابع "الأسعار ستتعافى. شهدت هذا ثلاث أو أربع مرات في حياتي". وشدد على أن سياسة الإنتاج التي تنتهجها "أوبك" ليست موجهة ضد روسيا أو إيران أو الولايات المتحدة.
وبدا خالد الفالح، الرئيس التنفيذي لـ"أرامكو" السعودية، غير منزعج، وقال إن الأمر سيستغرق بعض الوقت كي تتوازن سوق النفط، لكنها ستحقق ذلك من تلقاء نفسها في نهاية المطاف.
لكن تصريحات الرئيس التنفيذي لـ"توتال" الفرنسية، باتريك بويان، جسدت تحذيرات دسكالزي. وقال بويان "يوجد انخفاض طبيعي 5.0% سنوياً (في الإنتاج) من الحقول القائمة حول العالم. هذا يعني أنه بحلول 2030 سيختفي أكثر من نصف الإنتاج العالمي الحالي من النفط. هناك حاجة إلى استثمار أموال ضخمة لضمان إنتاج جديد بنحو 50 مليون برميل يومياً".
وأضاف: من المنتظر أن تخفض "توتال" الإنفاق الرأسمالي 10% هذا العام من 26 مليار دولار في 2014، وهو ما سيقلص الاستثمارات في بحر الشمال، وإنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة.
وانضمت "توتال" إلى مجموعة من الشركات النفطية العالمية، من بينها "بي.بي"، و"كونوكو فيليبس" التي خفضت ميزانياتها لعام 2015، نظراً لهبوط أسعار النفط.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة "توتال" إن الشركة ستخفض إنفاقها على الحقول المتقادمة في بحر الشمال وعلى إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة، بعد الانهيار الأخير في أسعار النفط. وأضاف، في جلسة بمنتدى دافوس بسويسرا، إنه يتوقع أن تبقى أسعار النفط منخفضة في النصف الأول من 2015، بعد أن نزلت نحو 60% منذ يونيو/حزيران إلى ما دون 50 دولاراً للبرميل.
وكان بويان قد ذكر في تصريحات لصحيفة فايننشال تايمز يوم الثلاثاء أن "توتال" تعتزم خفض إنفاقها الرأسمالي 10% هذا العام من 26 مليار دولار في 2014، كما تدرس تجميد التوظيف في 2015.
وقال بويان في دافوس إن الشركة ستخفض الإنفاق في بحر الشمال الذي ينتج مزيج برنت خام القياس العالمي مع تراجع الربحية.
كما سيتم تقليص الإنفاق على إنتاج النفط والغاز الصخريين في الولايات المتحدة الذي تزايد في السنوات القليلة الماضية، مما تسبب في ارتفاع إمدادات النفط العالمية.
وأضاف بويان "لدينا حقول في الساحل الشرقي الأميركي، وتعليماتي كانت واضحة... سنقلص استثماراتنا... يمكن أن نعود خلال عام مع تحسن الأسعار".
وفي تصريحات للتلفزيون الفرنسي، قال بويان إن توتال عززت إجراءات الأمن في العديد من الدول المسلمة، في أعقاب هجمات نفذها متشددون إسلاميون في باريس قبل أسبوعين، وأسفرت عن مقتل 17 شخصاً. وأضاف أن توتال تواجه تهديدات على نحو خاص في اليمن، حيث تمتلك منشأة للغاز الطبيعي المسال. وتابع "نشرنا قوات من الجيش اليمني لحماية منشآتنا".
توقعات الأسعار
قال الرئيس التنفيذي لشركة النفط العملاقة "بريتيش بتروليم- بي بي" بوب دادلي: إن أسعار النفط قد تظل منخفضة لمدة تصل إلى 3 سنوات، وهو ما قد يؤدي إلى وصول أسعار البنزين في المملكة المتحدة إلى أدنى من جنيه إسترليني للتر.
وصرح "دادلي" لهيئة الإذاعة البريطانية في دافوس قائلاً: "تاريخياً، شهدت أسعار النفط تقلبات، وفي بعض الأحيان ظلت منخفضة لعدة سنوات"، كما توقع أن يرى الأسعار الحالية المنخفضة لمدة عام على الأقل، وأن "بي بي" لديها خطة لذلك.
من جانبها قالت روسيا إن إنتاجها من النفط سيتراجع. وقال أركادي دفوركوفيتش نائب رئيس الوزراء الروسي في مناقشات على هامش المنتدى إن إنتاج بلاده من النفط قد يشهد تراجعاً طبيعياً لن يزيد على حوالى مليون برميل يومياً، لكن موسكو لا تنوي خفض الإنتاج.
واستبعد أركادي خفض الإنتاج حتى إذا قررت أوبك ذلك، رغم تراجع أسعار النفط إلى أدنى مستوى في خمس سنوات.
وأبلغ رويترز على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس أن روسيا قادرة على ضبط ميزانيتها عند أي مستوى لسعر النفط الذي توقع أن يظل منخفضا لفترة طويلة.
ولكن تظل مخاوف انخفاض الأسعار على مستويات الإنتاج فيما بعد عام 2020، أحد أكبر مصادر القلق من انعكاسات انهيار أسعار النفط حالياً. ومن المتوقع أن يرتفع الطلب العالمي خلال السنوات المقبلة بمستويات كبيرة، في حين أن الشركات النفطية الكبرى والدول تخفض من ميزانيات الإنفاق في الكشوفات وتعلق المشاريع النفطية. وفي هذا الصدد توقع وزير النفط العراقي، عادل عبدالمهدي، أن يرتفع الطلب العالمي على النفط إلى 110 ملايين برميل يومياً بحلول عام 2025، مؤكداً في الوقت نفسه أن الوقود الأحفوري سيظل المصدر الرئيسي للطاقة خلال السنوات المقبلة.
وكان مصرف غولدمان ساكس قد توقع تعليق مشاريع نفطية وغازية، بسبب انهيار الأسعار تقدر قيمتها بحوالى 980 مليار دولار.
ورغم التفاؤل حول أن أسعار النفط ربما تتعافى قريباً، تظل المصارف مترددة في المضي قدماً في تمويل العديد من المشاريع التي تمت إجازتها في العام الماضي على أساس أن سعر النفط لن يخفض عن 90 دولاراً للبرميل. ومن غير المتوقع حتى في حال تحسن الأسعار في النصف الأول من العام الجاري أن تقدم البنوك على تمويل مشاريع نفطية جديدة. وحتى دول الخليج الغنية بالفوائض المالية، تجد صعوبة في تمويل بعض مشاريع التوسع، مع تواصل خسائرها من مبيعات النفط الخام.
وكان صندوق النقد الدولي قد ذكر أن الخسائر الناجمة عن انخفاض صادرات النفط قد تستنزف ما يصل إلى 300 مليار دولار من اقتصادات دول الخليج هذا العام، في وقت تسود فيه توقعات بأن تستمر أسعار النفط في مستويات منخفضة طوال العام الجاري.
وذكر الصندوق في تحديث لتوقعاته لمنطقتي الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، نقلته وكالة "رويترز"، أن الاقتصادات التي تعتمد، بشكل كبير، على صادرات النفط، ومنها السعودية والعراق وقطر وليبيا، ستكون الأكثر تضرراً من هبوط أسعار الخام.
وهوت أسعار النفط إلى أقل من 50 دولاراً للبرميل، جراء الوفرة الكبيرة في المعروض. ويرجع ذلك في معظمه إلى الزيادة الكبيرة في إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة، إضافة إلى ضعف الطلب العالمي. وأدى الهبوط السريع في الأسعار إلى زيادة معاناة الدول المنتجة للخام، ودفع شركات النفط إلى تقليص ميزانياتها.
تحذير
في أحاديث أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا، حذر رئيسا اثنتين من أكبر شركات النفط العالمية من أن انخفاض الاستثمارات في الإنتاج المستقبلي سيؤدي إلى نقص الإمدادات وارتفاع حاد في الأسعار.
وقال كلاوديو دسكالزي رئيس شركة "إيني" الإيطالية للطاقة، إذا لم تتحرك "أوبك" لإعادة الاستقرار إلى أسعار النفط فربما ترتفع الأسعار إلى 200 دولار للبرميل بعد عدة أعوام.
وقال دسكالزي لتلفزيون رويترز "ما نريده هو الاستقرار.. أوبك بمثابة البنك المركزي للنفط الذي يجب عليه أن يحافظ على استقرار أسعار النفط، حتى تنتظم الاستثمارات". وتوقع أن تستمر الأسعار عند مستويات منخفضة لمدة 12-18 شهراً ثم تبدأ في التعافي تدريجياً، مع بدء هبوط الإنتاج الصخري في الولايات المتحدة.
لكن "أوبك" والسعودية، أكبر منتج في المنظمة، تمسكا بموقفهما.
وقال عبد الله البدري، الأمين العام لـ"أوبك"، في دافوس لو أن المنظمة كانت قد خفّضت الإنتاج لاضطرت إلى الخفض مراراً بعد ذلك؛ لأن الدول غير الأعضاء كانت ستزيد الإنتاج. وأضاف "الجميع يقولون لنا خفّضوا الإنتاج. هل ننتج بتكلفة أعلى أم بتكلفة أقل؟ فلننتج النفط الأقل تكلفة أولاً، ثم بعد ذلك الأعلى تكلفة". وتابع "الأسعار ستتعافى. شهدت هذا ثلاث أو أربع مرات في حياتي". وشدد على أن سياسة الإنتاج التي تنتهجها "أوبك" ليست موجهة ضد روسيا أو إيران أو الولايات المتحدة.
وبدا خالد الفالح، الرئيس التنفيذي لـ"أرامكو" السعودية، غير منزعج، وقال إن الأمر سيستغرق بعض الوقت كي تتوازن سوق النفط، لكنها ستحقق ذلك من تلقاء نفسها في نهاية المطاف.
لكن تصريحات الرئيس التنفيذي لـ"توتال" الفرنسية، باتريك بويان، جسدت تحذيرات دسكالزي. وقال بويان "يوجد انخفاض طبيعي 5.0% سنوياً (في الإنتاج) من الحقول القائمة حول العالم. هذا يعني أنه بحلول 2030 سيختفي أكثر من نصف الإنتاج العالمي الحالي من النفط. هناك حاجة إلى استثمار أموال ضخمة لضمان إنتاج جديد بنحو 50 مليون برميل يومياً".
وأضاف: من المنتظر أن تخفض "توتال" الإنفاق الرأسمالي 10% هذا العام من 26 مليار دولار في 2014، وهو ما سيقلص الاستثمارات في بحر الشمال، وإنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة.
وانضمت "توتال" إلى مجموعة من الشركات النفطية العالمية، من بينها "بي.بي"، و"كونوكو فيليبس" التي خفضت ميزانياتها لعام 2015، نظراً لهبوط أسعار النفط.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة "توتال" إن الشركة ستخفض إنفاقها على الحقول المتقادمة في بحر الشمال وعلى إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة، بعد الانهيار الأخير في أسعار النفط. وأضاف، في جلسة بمنتدى دافوس بسويسرا، إنه يتوقع أن تبقى أسعار النفط منخفضة في النصف الأول من 2015، بعد أن نزلت نحو 60% منذ يونيو/حزيران إلى ما دون 50 دولاراً للبرميل.
وكان بويان قد ذكر في تصريحات لصحيفة فايننشال تايمز يوم الثلاثاء أن "توتال" تعتزم خفض إنفاقها الرأسمالي 10% هذا العام من 26 مليار دولار في 2014، كما تدرس تجميد التوظيف في 2015.
وقال بويان في دافوس إن الشركة ستخفض الإنفاق في بحر الشمال الذي ينتج مزيج برنت خام القياس العالمي مع تراجع الربحية.
كما سيتم تقليص الإنفاق على إنتاج النفط والغاز الصخريين في الولايات المتحدة الذي تزايد في السنوات القليلة الماضية، مما تسبب في ارتفاع إمدادات النفط العالمية.
وأضاف بويان "لدينا حقول في الساحل الشرقي الأميركي، وتعليماتي كانت واضحة... سنقلص استثماراتنا... يمكن أن نعود خلال عام مع تحسن الأسعار".
وفي تصريحات للتلفزيون الفرنسي، قال بويان إن توتال عززت إجراءات الأمن في العديد من الدول المسلمة، في أعقاب هجمات نفذها متشددون إسلاميون في باريس قبل أسبوعين، وأسفرت عن مقتل 17 شخصاً. وأضاف أن توتال تواجه تهديدات على نحو خاص في اليمن، حيث تمتلك منشأة للغاز الطبيعي المسال. وتابع "نشرنا قوات من الجيش اليمني لحماية منشآتنا".
توقعات الأسعار
قال الرئيس التنفيذي لشركة النفط العملاقة "بريتيش بتروليم- بي بي" بوب دادلي: إن أسعار النفط قد تظل منخفضة لمدة تصل إلى 3 سنوات، وهو ما قد يؤدي إلى وصول أسعار البنزين في المملكة المتحدة إلى أدنى من جنيه إسترليني للتر.
وصرح "دادلي" لهيئة الإذاعة البريطانية في دافوس قائلاً: "تاريخياً، شهدت أسعار النفط تقلبات، وفي بعض الأحيان ظلت منخفضة لعدة سنوات"، كما توقع أن يرى الأسعار الحالية المنخفضة لمدة عام على الأقل، وأن "بي بي" لديها خطة لذلك.
من جانبها قالت روسيا إن إنتاجها من النفط سيتراجع. وقال أركادي دفوركوفيتش نائب رئيس الوزراء الروسي في مناقشات على هامش المنتدى إن إنتاج بلاده من النفط قد يشهد تراجعاً طبيعياً لن يزيد على حوالى مليون برميل يومياً، لكن موسكو لا تنوي خفض الإنتاج.
واستبعد أركادي خفض الإنتاج حتى إذا قررت أوبك ذلك، رغم تراجع أسعار النفط إلى أدنى مستوى في خمس سنوات.
وأبلغ رويترز على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس أن روسيا قادرة على ضبط ميزانيتها عند أي مستوى لسعر النفط الذي توقع أن يظل منخفضا لفترة طويلة.
ولكن تظل مخاوف انخفاض الأسعار على مستويات الإنتاج فيما بعد عام 2020، أحد أكبر مصادر القلق من انعكاسات انهيار أسعار النفط حالياً. ومن المتوقع أن يرتفع الطلب العالمي خلال السنوات المقبلة بمستويات كبيرة، في حين أن الشركات النفطية الكبرى والدول تخفض من ميزانيات الإنفاق في الكشوفات وتعلق المشاريع النفطية. وفي هذا الصدد توقع وزير النفط العراقي، عادل عبدالمهدي، أن يرتفع الطلب العالمي على النفط إلى 110 ملايين برميل يومياً بحلول عام 2025، مؤكداً في الوقت نفسه أن الوقود الأحفوري سيظل المصدر الرئيسي للطاقة خلال السنوات المقبلة.
وكان مصرف غولدمان ساكس قد توقع تعليق مشاريع نفطية وغازية، بسبب انهيار الأسعار تقدر قيمتها بحوالى 980 مليار دولار.
ورغم التفاؤل حول أن أسعار النفط ربما تتعافى قريباً، تظل المصارف مترددة في المضي قدماً في تمويل العديد من المشاريع التي تمت إجازتها في العام الماضي على أساس أن سعر النفط لن يخفض عن 90 دولاراً للبرميل. ومن غير المتوقع حتى في حال تحسن الأسعار في النصف الأول من العام الجاري أن تقدم البنوك على تمويل مشاريع نفطية جديدة. وحتى دول الخليج الغنية بالفوائض المالية، تجد صعوبة في تمويل بعض مشاريع التوسع، مع تواصل خسائرها من مبيعات النفط الخام.
وكان صندوق النقد الدولي قد ذكر أن الخسائر الناجمة عن انخفاض صادرات النفط قد تستنزف ما يصل إلى 300 مليار دولار من اقتصادات دول الخليج هذا العام، في وقت تسود فيه توقعات بأن تستمر أسعار النفط في مستويات منخفضة طوال العام الجاري.
وذكر الصندوق في تحديث لتوقعاته لمنطقتي الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، نقلته وكالة "رويترز"، أن الاقتصادات التي تعتمد، بشكل كبير، على صادرات النفط، ومنها السعودية والعراق وقطر وليبيا، ستكون الأكثر تضرراً من هبوط أسعار الخام.