قال مسؤولون من شركة "سوكار" للطاقة المملوكة للدولة في أذربيجان إن شركتي "توتال" الفرنسية و"إي.وان" الألمانية تعتزمان الانسحاب من مشروع خط أنابيب الغاز العابر للأدرياتيكي (تاب) الذي يهدف إلى تقليص اعتماد أوروبا على الغاز الروسي.
ومن مصلحة أوروبا إتمام هذا المشروع الضخم لتخفيف حدة الضغوط الروسية عليها والمتمثلة في الغاز الطبيعي، وهو الورقة الرابحة التي دائما ما تلعب بها موسكو في أي نزاع مع أوروبا.
ويمثل الغاز الروسي نحو 20% من إجمالي حجم الاستهلاك الأوروبي للغاز الطبيعي، وهو ما تضعه أوروبا جيدا في حساباتها مع روسيا، وقد ظهر ذلك جليا في إدارة أزمة أوكرانيا.
وقال فاجيف ألييف، رئيس قسم الاستثمار في سوكار للصحافيين على هامش مؤتمر النفط والغاز في بحر قزوين بالعاصمة الأذربيجانية باكو "تعتزم توتال وإي.وان الانسحاب من مشروع تاب". ولم يكشف ألييف عن مزيد من التفاصيل. وقالت رويترز، إن مسؤولا كبيرا آخر في شركة "سوكار" أكد هذه المعلومات.
ويهدف مشروع تاب إلى نقل الغاز من حقل "شاه دنيز-2" الأذربيجاني في بحر قزوين أحد أكبر حقول الغاز في العالم بحلول نهاية العقد الحالي.
ومن المقرر أن يتصل خط الأنابيب الذي يمتد على مسافة 870 كيلومترا مع خط الأنابيب العابر للأناضول (تاناب) قرب الحدود التركية - اليونانية في كيبوي، ثم يعبر اليونان وألبانيا والبحر الأدرياتيكي حتى يصل إلى جنوب إيطاليا.
والمساهمون في تاب هم بي.بي (20%) وسوكار (20%) وشتات أويل (20%) وفلوكسيز (16%) وتوتال (10%) وإي.أون (9%) وأكسبو (5%).
وفي سياق متصل، قالت شركة "وود جروب" البريطانية لخدمات الطاقة اليوم، إنها فازت بعقد من شركة "بي.بي" قيمته 36 مليون جنيه استرليني (60.3 مليون دولار) في مشروع شاه دنيز-2 للغاز في أذربيجان.
وذكرت "وود جروب"، في بيان نشرته رويترز، أن العقد الجديد لعام 2014 يأتي في إطار الاتفاق العالمي الذي أبرمته الشركتان عام 2007 وسيغطي خدمات الهندسة وإدارة المشروع في مرحلة التنفيذ تحت سطح البحر.
وتقدم "وود جروب" خدمات هندسية لـ"بي.بي" منذ عام 2008 في هذا المشروع المتوقع أن ينتج المشروع 16 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، اعتبارا من عام 2019.
وقال ستيف وايمان، الرئيس التنفيذي لشركة "وود جروب": "عملنا مع بي.بي أذربيجان لعدة سنوات، والفوز بهذا العقد، يمكننا من توسيع وتعزيز العلاقات القائمة منذ فترة طويلة".
ويضخ حقل شاه دنيز-1 الغاز منذ عام 2006 وتبلغ قدرته الإنتاجية السنوية نحو عشرة مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي.
ومن غير المرجح أن تنصرف روسيا عن خطط للاستغناء عن الغاز الروسي، وهو ما تدركه موسكو جيدا.
وقالت شركة "جازبروم" الروسية اليوم، إنها تعتزم تصدير 158.4 مليار متر مكعب من الغاز إلى أوروبا وتركيا هذا العام انخفاضا من 161.5 مليار متر مكعب في عام 2013.
وأضافت "جازبروم" أن متوسط سعر الغاز الذي تعاملت به مع عملائها في أوروبا، بما في ذلك تركيا، بلغ 387 دولارا لكل ألف متر مكعب العام الماضي.