واعتقل رجال الشرطة ثمانية متظاهرين خلال مواجهات محدودة، عندما حاول متظاهرون من الطرفين اختراق الجدار البشري الذي شكّله رجال الشرطة، والذين ردّوا بتفريق الحشود بالقوة. وباستثناء هذه الحادثة لم تسجل أي أعمال عنف خلال المسيرتين.
وتحسبًا لتكرار سيناريو أعمال العنف التي شهدتها مدينة تشارلوتسفيل في فرجينيا الأسبوع الماضي، وأسفرت عن سقوط قتلى ومصابين؛ انتشر نحو 500 رجل شرطة في شوارع بوسطن وأقاموا حواجز أمنية لتحديد مسارات التظاهرتين.
والملفت في تظاهرات بوسطن أنها أظهرت تفوقًا عدديًا كبيرًا لصالح مجموعات اليسار، وقد احتفل الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بهذا الفرق العددي، واعتبروه علامة على أن المتطرفين عنصريًّا هم الأقلية في أميركا، واعتبروا تظاهرة بوسطن ردًّا على ما جرى في تشارلوتسفيل.
وقد حرصت المجموعة الداعية لتظاهرة "حرية التعبير" في بوسطن على التأكيد على سلميتها، ونفت، في بيان نشرته على مواقع التواصل الاجتماعي، أن تكون لها أي علاقة بـ"النازيين الجدد"، مؤكدة أنه لن يكون في مسيرة اليوم أي أعلام نازية أو شعارات لاسامية معادية لليهود، على غرار ما جرى في فرجينيا.
في المقابل أعلنت مجموعات من منظمة "kkk" العنصرية أنها ستشارك في التظاهرة، ما عزز مخاوف السلطات من تحولها إلى مواجهات عنصرية، في ظل تصاعد حدة الاحتقان العنصري في الولايات المتحدة بشكل عام، وفي بوسطن على وجه الخصوص، والتي كانت قد شهدت، قبل أيام، حادثة اعتداء على مركز يهودي يخلد ذكرى الهولوكست.
وقال قائد شرطة بوسطن، وليامز أدامس، إن السلطات الأمنية اتخذت كافة الإجراءات الوقائية للحفاظ على الأمن في المدينة، ولمنع أي أعمال شغب ومواجهات عنيفة محتمل وقوعها اليوم بين متظاهري اليمين واليسار.
ومن بين هذه الإجراءات منع المتظاهرين من حمل أي حقائب أو عصي أو أدوات يمكن استخدامها كسلاح.