شراكة أممية... 6 فائزين بجائزة الشيخ تميم الدولية لمكافحة الفساد

08 ديسمبر 2017
الأمم المتحدة تجدد شراكاتها مع قطر (العربي الجديد)
+ الخط -
عشية اليوم العالمي لمكافحة الفساد، أكدت الأمم المتحدة شراكتها مع دولة قطر في مكافحة الفساد عالميا، وذلك في الاحتفال الذي شهده مكتبها في جنيف، اليوم الجمعة، بتكريم الفائزين بجائزة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية لمكافحة الفساد، في دورتها الثانية لعام 2017، وهم ستة فائزين من الهند وإيطاليا والصين والأردن وإندونيسيا.

وقد تسلم الفائزون الجائزة من الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني، الممثل الخاص لأمير دولة قطر، بحضور وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، والنائب العام لدولة قطر، علي بن فطيس المري، والمدير العام لمكتب الأمم المتحدة في جنيف، مايكل مولر، ويوري فيدوتوف، المدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة.

وتعد جائزة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية لمكافحة الفساد من أهم المبادرات العالمية التي تتعدد أهدافها في إطار الجهود الدولية من أجل مكافحة الفساد، كما أنها تهدف إلى الاعتراف بالأفراد أو الجماعات أو المنظمات الذين عملوا طويلا في مجال محاربة الفساد أو الحد منه.

 وهي إلى ذلك تشجع على زيادة الوعي بسيادة القانون، وأهمية ذلك في إطار تطبيق اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد والتي اعتمدتها الأمم المتحدة في العام 2013، والتي تضم 180 دولة، يتعين على الحكومات تبنيها في مجالات الوقاية من الجريمة، وإنفاذ القانون والتعاون الدولي.

وينظم الجائزة سنويا مركز حكم القانون ومكافحة الفساد في قطر، بدعم وشراكة مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، وهيئاته المتخصصة بمكافحة الفساد.

وقال المدير العام لمكتب الأمم المتحدة في جنيف، مايكل مولر، في كلمته في الاحتفال بتكريم الفائزين: "لقد حددنا لأنفسنا هدفا لتحويل العالم إلى مكان أفضل في غضون جيل واحد من خلال خطة أعمال 2030".

وقال يوري فيدوتوف، المدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في الحفل، إن الفساد عامل قوي في وقوع الجرائم الأخرى، فهو يوفر المجال لجميع أنواع الجرائم المنظمة، من الاتجار بالمخدرات إلى الاتجار بالبشر، ومن الهجرة غير الشرعية إلى الجرائم المتعلقة بالحياة البرية والغابات.

وفي كلمته، شدد النائب العام لدولة قطر، علي بن فطيس المرّي، على التزام بلاده بمبادرتها الهادفة إلى محاربة الفساد، من خلال هذه الجائزة التي تحمل اسم سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد، وأعلن أن جنيف ستكون المدينة التي سينتظم فيها الاحتفال سنويا بتكريم الفائزين سنويا.

وبعد عملية اختيار طويلة ودقيقة، اختارت اللجنة العليا لاختيار الفائزين، بتوصية من المجلس الاستشاري للتقييم، ستة فائزين في أربع فئات. وفي فئة الابتكار في مكافحة الفساد، فاز موقع I Paid A Bribe (أيباب، "أنا دفعت رشوة") من الهند بجائزة الابتكار في مكافحة الفساد تقديراً لهذه المنصة الإلكترونية الابتكارية في الإبلاغ عن الفساد.

ويعدّ الموقع أكبر موقع جماهيري لمكافحة الفساد في العالم، منذ إطلاقه في أغسطس/ آب 2010، وقد رصد أكثر من 36 ألف رشوة تبلغ قيمتها حوالي 430 مليون دولار أميركي، في أكثر من ألف مدينة وبلدة.

 كما تم تعميمه في جميع أنحاء آسيا وأفريقيا وأوروبا وأميركا الجنوبية وأميركا الشمالية إلى جانب 30 بلداً. وفي فئة البحث والمواد التعليمية الأكاديمية لمكافحة الفساد، تشارك فائزان الجائزة، البروفسورة زيومي وانغ من الصين والبروفسور توماس سبيدي رايس من الولايات المتحدة الأميركية.

وقالت لجنة التحكيم إن زيومي وانغ أدت دوراً محورياً في توجيه وتعزيز ممارسات وبروتوكولات مكافحة الفساد، من خلال موقعها مناصرة أكاديمية وحكومية.

 وكانت أول شخص في الصين يحصل على الدكتوراه في القانون الجنائي الدولي، والأولى في تأسيس مركز يعنى بمكافحة الفساد تعاون بين جامعة صينية والأمم المتحدة.

وتحظى زيومي باعتراف وتقدير كبير بفضل معرفتها وثقافتها البحثية القوية وخبرتها التطبيقية.

وقدّم البروفسور توماس سبيدي رايس مساهمات كبيرة في سبل تعزيز المعرفة بمكافحة الفساد، من خلال الأعمال المتعلقة بالتعليم.

وكان لدوره تأثير كبير في رفع مستوى الوعي بين المجتمع الأكاديمي لمكافحة الفساد حول العالم.

وفي فئة إبداع الشباب وتفاعلهم لمكافحة الفساد، فازت مؤسسة "سباك" (أنا امرأة ضد الفساد) بالجائزة، وهي حركة تحارب الفساد في إندونيسيا.
وقد عززت "سباك" الوعي العام بمكافحة الفساد في المجتمعات المحلية في إندونيسيا، وتعمل بوصفها منصة إيجابية لصنع التغييرات في المفاهيم والممارسات، وعلى تعزيز مكافحة الفساد من خلال نهج قائم على أساس الأسرة. وتهتم "سباك" في مرحلة التواصل بقيم: الصدق، والإنصاف، والتعاون، والاستقلال، والانضباط، والمسؤولية، والمثابرة، والشجاعة، والرعاية. 

وفي فئة إنجاز العمر/ الإنجاز المتميز في مكافحة الفساد، تم اختيار جيراردو كولومبو (إيطاليا)، ومحيي الدين توق (الأردن). وعلى مدى أكثر من أربعين عاما، كرّس البروفسور جيراردو كولومبو حياته لمكافحة الفساد، بوصفه قاضياً معارضاً للفساد وجرائم المسؤولين الكبار، ثم معلماً للشباب.

وكرس توق مسيرته المهنية في مجالات السياسة والدبلوماسية والحوكمة.

وقد تولى مناصب عليا في هيئات تابعة للأمم المتحدة وعدة منظمات دولية، وترأس اللجنة المتخصصة بالتفاوض بشأن اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد التي صدقتها 183 دولة. واتفاقية مكافحة الفساد هي الاتفاقية الوحيدة الشاملة الملزمة عالميا لمكافحة الفساد، وتشمل آلية التنفيذ الآن جميع الدول الأطراف في الاتفاقية.

ويذكر أن المشاركة من مختلف أنحاء العالم أمام الهيئات مفتوحة لترشيح أي مؤسسات أو مجموعات أو أفراد من أي جنسية ممن يظهرون التزاماً واضحاً ومساهمات كبيرة بمكافحة الفساد والحد منه. وتبدأ عملية استقبال الترشيحات بدعوة من مركز حكم القانون ومكافحة الفساد.

والمرشحون المخولون هم من الشخصيات الرسمية من الإدارات والوكالات الحكومية، والمنظمات الدولية، والمؤسسات الأكاديمية، والمنظمات غير الحكومية، واتحادات مهنية ومؤسسات من القطاع الخاص. وهناك عدة مستويات من لجان التحكيم التي تحدد الفائزين بجائزة، حيث تتشكل اللجنة الاستشارية لاختيار الفائزين من أعضاء فاعلين، وخبراء متخصصين في كل فئة من فئات الجائزة.

المساهمون