مخيم الهول ملاذ الآلاف من النازحين من المعارك شرق سورية التي استمرت أشهراً ودمرت قراهم وبلداتهم، بعد المواجهات الضارية بين تنظيم "داعش" ومليشيا "قسد"، وهو مثال للأزمات والمآسي التي تتوالى وليس آخرها أزمة شح المياه وتلوثها.
ويشكو النازحون في مخيم الهول في الوقت الحالي من شحّ المياه وعدم صلاحيتها للشرب، وتسببها بحالات إسهال وأمراض للأطفال على وجه الخصوص.
ليث الأسدي أحد قاطني المخيم ناشد "المنظمات الدولية والصحة العالمية ومنظمة يونيسف لحل مشكلة المياه الشحيحة والملوثة، خصوصاً أن ثلث أهالي مخيم الهول يشكون من الزحار (التهاب الأمعاء) الذي يصيبهم بالإسهال الشديد بسبب سوء حالة المياه".
وأضاف الأسدي "نطالب بحل هذه المشكلة الملحة، رغم أننا نعلم أن هذه المطالبات لن تجد آذاناً صاغية". وتابع حديثه لـ"العربي الجديد" قائلاً "المنظمات العاملة في المخيم هي المسؤولة عن إيصال المياه وتعلم إن كانت تلك المياه ملوثة أم لا، لكنها تتجاهل هذا الأمر".
وأوضح النازح أحمد الحمداني، لـ"العربي الجديد"، أن النازحين السوريين القاطنين في المخيم ليسوا وحدهم من يعاني من هذه المشكلة، بل هي أزمة تطاول النازحين العراقيين المقيمين هنا أيضاً. وطالب بزيادة حصة المياه للنازحين العراقيين في المخيم، وإجراء تحليل للمياه في المختبر، لأن الحال بات يهدد أرواح البشر.
وعن سبب نقص المياه، أوضحت مصادر لـ"العربي الجديد" أن المسؤولين عن نقل المياه للخزانات الموجودة في المخيم يضخون نصف الكمية المخصصة يومياً فيها، الأمر الذي يتسبب بازدحام في صفوف النازحين للحصول على المياه، إضافة إلى أن المياه التي تنقل إلى المخيم مالحة وغير صالحة للشرب، وعملية النقل تتم بواسطة صهاريج، لأن مخيم الهول يفتقد لشبكة مياه ويعتمد النازحون على الخزانات لتأمين حاجاتهم.
ومع ارتفاع درجات الحرارة، وتفاقم مشكلة المياه، يطالب قاطنو المخيم المنظمات الإنسانية المحلية والدولية بتوفير "مراوح" أو وسائل تبريد للخيم في ظل أجواء الحر الشديد.
وقال محمد خلف، إن درجات الحرارة في المخيم لا تطاق، خصوصاً في ساعات الظهيرة ولا يستطيع الأطفال الحركة من شدة الحرارة التي تسبب لهم الأمراض، خصوصاً حديثي الولادة والأطفال دون الثالثة.
ويتجاوز عدد النازحين في مخيم الهول 70 ألفاً، وسبق لمليشيا قوات سورية الديموقراطية التأكيد أنها سمحت لنازحين من مناطق ريف دير الزور الشرقي بالعودة لبلداتهم وقراهم، ما خفض العدد الإجمالي.