شتاء قاس بمخيم قرطبة للنازحين في الشمال السوري

10 يناير 2019
كل مخيمات الشمال السوري غرقت (فيسبوك)
+ الخط -

شتاء قاس يمر به النازحون في مخيم "قرطبة"، على الطريق الواصل بين بلدتي أبين وباتبو، في ريف حلب الغربي، بعد أن أغرقت السيول عددا كبيرا من خيام المخيم الذي يضم أكثر من 100 خيمة.

وحولت السيول الطرق الطينية إلى برك من الوحل تعيق حركة السيارات باتجاه المخيم، وتسببت في أزمة تنقل للنازحين، وزادت من صعوبة حصولهم على متطلبات حياتهم اليومية، ووصول أطفالهم إلى المدارس.

وقال النازح محمد الرج لـ"العربي الجديد": "غالبية الخيام اقتلعتها العاصفة التي ضربت المخيم قبل يومين، والخيام غير المتضررة أصبحت تؤوى عائلتين أو ثلاثا، والخيام المتضررة يحاول أصحابها إعادة تجهيزها، لكن الأمر بالغ الصعوبة، وصيانتها مكلفة".

وأضاف الرج: "المشكلة الأكبر هي في الطرق الداخلية بالمخيم، والطرق التي تربط المخيم بالبلدات المحيطة. ونطالب بحل المشكلة التي أصبحت أكبر عائق للنازحين، فالطرق طينية وموحلة، ويمكن فرشها بالحصى، أو تعبيدها بأي طريقة تسمح للأهالي بالتنقل، ودخول السيارات".

وتوجد في المخيم مدرسة تعمل وفق دوامين للطلاب، صباحي ومسائي، وهي عبارة عن خيمتين متصلتين، وتفتقران للعوازل والتجهيزات التعليمية، ويقوم عليها مدرسون من المقيمين في المخيم.

وقالت سمية، وهي أم لطفلين يتلقيان التعليم في مدرسة المخيم، لـ"العربي الجديد": "أولادي يذهبون إلى المدرسة والوحل يغطيهم، والمرض هو معاناتنا الحقيقية بسبب البرد، والأحذية العادية لا تنفع مطلقا في هذه الطرق، وأفضل وسيلة هي الأحذية البلاستيكية، فهي رخيصة السعر نوعا ما، وتقيهم الأوحال. الأمطار زادت الطين بلّة كما يقال".


وأضافت سمية: "نعيش صقيعا حقيقيا في الخيمة، ونتدبر أمور التدفئة بالمازوت أو الحطب، إن توفر لنا، لكن بمجرد توقف نار المدفأة يعود الصقيع والبرد، فغطاء الخيمة المصنوع من البلاستيك لا يحفظ الدفء أبدا، ونريد عازلا للخيام يحمينا، كما نريد مساعدتنا في رفع الخيام عن الأرض كي لا تصلها مياه الأمطار مجددا".

ولا تتوقف المشاكل عند المدرسة، أو السيول، فالحصول على مياه الشرب أصبح بالغ الصعوبة، بعد توقف وصول صهاريج المياه إلى المخيم. وقال محمد أبو موسى، لـ"العربي الجديد"، إن "المياه يتم نقلها الآن سيرا على الأقدام بالأواني البلاستيكية، فالجرارات التي تقطر الصهاريج تعلق بسهولة في الطين على الطريق المؤدي إلى المخيم، ويضطر النازحون إلى نقلها، وغالبا النساء والأطفال هم من يقومون بهذه المهمة".