شباب بغداد... الدراجات النارية وسيلة التنقل الأنجَع

07 نوفمبر 2016
تخلصهم من الزحمة (فيسبوك)
+ الخط -
الباندا، وأوباما، والبطة، وعبد الحليم، وغيرها هي أسماء محلية لأنواع مختلفة من الدراجات النارية المعروفة في العراق بـ(الماطور)، والتي تتغيّر بحسب حجم الدراجة وشكلها ونوعها. وجرت العادة عند العراقيين إطلاق أسماء دلع على أي جهاز يبتاعونه، وينطبق ذلك على الدراجات النارية المنتشرة في شوارع بغداد.

الشاب البغدادي فهد (19 عامًا)، يسعى للحصول على دراجة "الباندا" بعد أن شجعه صديقه محمد جاسم (22 عامًا)، الّذي اقتنى دراجة نارية للتنقل بها بين أحياء وأزقة بغداد المزدحمة، وشوارعها المقطعة الأوصال بجدران إسمنتية عازلة، ونقاط تفتيش تعيق حركة السيارات والمارة.

يقول جاسم لـ"العربي الجديد": "كل من يعيش في بغداد يضطر إلى إيجاد وسيلة تخلصه من الاختناقات المرورية، تكون سريعة وسعرها مناسب، والدراجات النارية تلبي احتياجنا بالوصول إلى عملنا أو التنقل بين المدن".

وأضاف: "قبل ذلك كنت أستخدم سيارة والدي، إلا ان الاختناقات المرورية والشوارع المزدحمة تحول دون إتمام أي عمل، وتؤخر وصولي إلى المكان الذي أقصده، ونقضي وقتا طويلا يصل إلى ثلاث ساعات أو أكثر في شارع مغلق حتى نتمكن من التخلص من الازدحام، وأعتقد أن هذا سببا كافيًا يجعل الشباب يلجأون لاقتناء الدراجات النارية، والتي يزداد انتشارها في بغداد يومًا بعد آخر".

وتنتشر مراكز بيع الدراجات النارية في منطقة الصدرية وشارع فلسطين ومنطقة "الرمبة". وأوضح أبو حسنين، صاحب محل عالم الدراجات النارية، لـ"العربي الجديد"، أن الإقبال كبير على شراء الدراجات النارية خاصة من فئة الشباب الذين يريدون قضاء مشاويرهم اليومية عبر وسيلة تخلصهم من الازدحام اليومي في أغلب شوارع بغداد.

وأضاف: "نستورد في بغداد حاويات كبيرة من مناشئ مختلفة، منها الصين واليابان، إلى المراكز الخاصة ببيع الدراجات في الرمبة والصدرية والسوق العربي وغيرها، وحتى تجار المحافظات يستوردون الدراجات النارية"، لافتًا إلى أنه يبيع شهريًا بين 25 إلى 40 دراجة، في حين أن البيع خفّ بسبب منع استخدام هذه الدراجات تحسبًا من حدوث تفجيرات.




وعن قطع الغيار، يقول أبو حسنين إنها متوفرة في سوق السنك، والطالبية، وفي كثير من مناطق العاصمة، مشيرا إلى أنّ الأسعار تختلف باختلاف نوع وحجم المحرك والإكسسوار.

ويشير إلى أن أسعار الدراجات النارية تبدأ من 600 إلى 2500 دولار وأكثر، فالدراجات الكبيرة، مثل "البطحة" أو "الباندا" أو "أوباما"، ثمنها مرتفع وقيادتها صعبة، أما أسعار الكلاسيكية المعروفة محليا باسم "عبد الحليم"، و"البطة" فهي مناسبة وبمتناول الشباب، أما أسعار الدراجة المستعملة فتراوح بين 50 و750 ألف دينار حسب نظافة الدراجة.

وعن قوانين قيادة الدراجة النارية، قال شرطي المرور في منطقة العامرية، عبد الله جبار، لـ"العربي الجديد": "إنّ قيادة الدراجات النارية تحتاج إلى استمارة، وفحص طبي، واختبار قيادة، وهذه الأمور تنجز خلال أسبوعين ليس أكثر، ولهذه الدراجات قوانين لا تختلف عن قوانين السيارات".

ولفت إلى أن هناك مواسم يُمنع سير الدراجات خلالها، خاصة في أوقات الزيارة (زيارة الأماكن المقدسة)، والأعياد، لتفادي حدوث الاغتيالات، خصوصاً أن نسبة كبيرة من الاغتيالات حصلت باستخدام الدراجات النارية، لسهولة دخولها الشوارع الفرعية المغلقة، كما أنّ عددا كبيرا من الدراجات غير مسجل، إما لأنها دخلت عن طريق التهريب أو بدون دفع القيمة الجمركية.

وأوضح أنّ السبب الرئيس وراء مصادرة الدراجات هو أن أغلب السائقين هم تحت السن القانوني، كما أن هناك مناطق تمنع فيها قيادة الدراجات النارية، مثل العامرية وحي الخضراء واليرموك، لأن تلك الأحياء والمناطق يكون الدخول إليها بحسب بطاقة السكن.



المساهمون