شباب اليمن.. الضرب بسيف السلم

18 فبراير 2015
انقلب الحوثيون على الشرعية وأهانوا المجتمع الدولي (الأناضول)
+ الخط -

جدد الشباب اليمني تمسكهم بـ"السلمية" في مواجهة عنف جماعة الحوثي، بحيث تتكررت منذ أيام، حوادث اعتداء مسلحي الجماعة على وجوه المتظاهرين السلميين، مستخدمةً السلاح الأبيض والناري، غير أن تلك الانتهاكات التي تخلف عادةً جرحى وقتلى، لن تثني الشباب عن مواصلة مسيرتهم النضالية السلمية، ضد ما أسموه "الانقلاب الحوثي"، على حد قولهم.

ويواصل الشباب اليمنيون احتجاجاتهم السلمية، بمختلف شوارع وساحات المحافظات اليمنية، رافعين شعارات منددة بإجراءات الحوثيين، وداعين إلى عودة الشرعية، وانسحاب مسلحي جماعة "أنصار الله" الحوثية من مختلف المرافق السيادية، التي سيطروا عليها بقوة السلاح في العاصمة صنعاء وغيرها من المحافظات.

وبدأت احتجاجات الشباب مع اقتحام مسلحي جماعة الحوثي لدار الرئاسة بصنعاء، وحصار منزل هادي وإجباره على الاستقالة في الـ21 من يناير/كانون الثاني الفائت، حيث خرجت في تعز وصنعاء وعدن والحديدة وإب والبيضاء، مظاهرات حاشدة نددت بالعملية الانقلابية، التي اكتملت أركانها مع إعلان جماعة الحوثي في الـ7 من فبراير/شباط الحالي، لما سمي بـ"إعلان دستوري" ورفض التحاور مع الأطراف السياسية اليمنية، بغية إيجاد حل لأزمة الفراغ الدستوري.

ومع كل اعتداء مسلح تقدم عليه مليشيات جماعة الحوثي، بهدف إرهاب وإرعاب المسيرات السلمية الإحتجاجية، تتزايد أعداد الشباب الذين يؤكدون لـ"جيل العربي الجديد"، أنهم ماضون في ثورتهم السلمية ضد ما أسموها "ثورة مضادة"، في واجهتها الحوثيون، وفي باطنها بقايا نظام "صالح" الذي خلعته ثورتهم في فبراير/شباط 2011.

وطبقاً لنشطاء، فإن المظاهرات الأخيرة التي واجهها الحوثيون بقوة السلاح في صنعاء وغيرها من المحافظات، وعمدت فيها الجماعة إلى تنفيذ حملة اعتقالات للشباب المحتج سلمياً، شهدت تزايداً يوماً عن آخر، ما يعني أن آلة القمع ليست مجدية.

وأكد عدد من شباب الثورة السلمية، الذين شهدوا فبراير/شباط 2011 ضد صالح، وفبراير/شباط 2015 ضد الحوثيين، أنهم مثلما قهروا آلة صالح القمعية وواجهوا بصدروهم العارية سياسته العنفية، سيواجهون الحوثي أيضاً، وسينتصرون.

يقول الناشط الشبابي ابراهيم دبوان، "إن شباب فبراير سيواصلون الضرب بسيف السلمية وسينتصرون في النهاية، لأن سياسة القمع وآلات القتل لا يمكن أن تصنع مشروعاً يعول عليه، مهما كانت قوة وقدرة من يقوم بذلك العنف". والدليل ما حدث في 2011، حيث كانت كل الإمكانت المادية والمالية بيد صالح ونظامه، لكنه أجبر لاحقاً، على ترك السلطة"، على حد قوله.


آلة القمع تتشابه

وأوضح دبوان أن مشهد 2011 ذاته يتكرر الآن، وخصوصاً أن جماعة الحوثي تستدعي مسلحين مدنيين، يحملون ذات الأسلحة البيضاء والنارية، ويعتدون على المتظاهرين بذات الطريقة القلقة التي كان عليها نظام صالح، مبيناً أن هذه جماعة مليشاوية غاصبة، تتجاوز في تخبطها وعنفها أخطاء نظام قمع شرعي.

وسجل نشطاء يمنيون سقوط قتيل واحد على الأقل، وعشرت الجرحى، بسبب عنف جماعة الحوثي التي تعتدي بالضرب المبرح، وبمختلف آلات التعذيب على من تقوم باعتقالهم أثناء المسيرات.

وتزداد مشاعر الغضب اليمني ضد جماعة الحوثي، بحيث تجري تنسيقات بين قوى مجتمعية وشبابية وسياسية، تهدف لاستحداث أساليب ترفض مشروع الجماعة الانقلابية الذي يقال إنه مشروع فارسي دخيل على اليمن. وزادت حدة هذه المشاعر الغاضبة مع موقف إقليمي ودولي، اعتبر الجماعة قد انقلبت على الشرعية، وأهانت المجتمع الدولي الذي كان يقود وفاقاً في مرحلة التحول السياسي التي خلفت رحيل صالح، وبدأت مع مجيء هادي لكرسي الحكم في انتخابات توافقية أواخر فبراير 2012.

المساهمون