شاهد رواية قاتل السوريين الأسد حول عمران والقبعات البيضاء

22 أكتوبر 2016
حازت الصورة على اهتمام عالمي (تويتر)
+ الخط -

أعلن رئيس النظام السوري، بشار الأسد، أن صورة الطفل عمران دقنيش، الذي أنقذه عناصر الدفاع المدني السوري المعروفون بـ"أصحاب القبعات البيضاء" من تحت الأنقاض في حلب في أغسطس/آب الماضي، "غير حقيقية"، خلال مقابلة مع التلفزيون السويسري.

وكان مذيع قناة SRF1 السويسرية أخرج، الأربعاء الماضي، صورة الطفل عمران من جيبه، وقال: "هذا الصبي الصغير أصبح رمزاً للحرب، أعتقد أنك تعرف هذه الصورة، اسمه عمران، عمره 5 أعوام، إنه مغطى بالدم وخائف ومصدوم، هل لديك أي شيء تقوله لعمران وأسرته؟".

فردّ الأسد: "بالطبع رأيت الصورة. ثمة ما أريد أن أقوله لك أولاً وقبل كل شيء، لأني أريدك أن تعود بعد هذه المقابلة وتبحث عبر الإنترنت عن الصورة نفسها للطفل نفسه مع شقيقه، أنقذهما ما يسمى في الغرب بالقبعات البيضاء، وهم في الواقع الوجه المجمّل لجبهة النصرة، لقد تمّ إنقاذهما مرتين، كل مرة في حادث منفصل، فقط من أجل الترويج لمن يسمون القبعات البيضاء. لم تكن أي من هذه الحوادث حقيقية، يمكن التلاعب بالصور، وهذه الصورة تمّ التلاعب بها، سأرسل لك هاتين الصورتين وهما موجودتان على الإنترنت، فقط لترى أن هذه الصورة بالتحديد مزورة وليست حقيقية".

ونفى الأسد استهداف قواته والقوات الروسية الحليفة له للمستشفيات والمراكز الطبية، ونفى أيضاً استخدام الأسلحة الكيماوية.

وسأل المذيع: "هل تعتبر اعتبار العالم لك مجرم حرب مجرد كذبة؟"، فرد الأسد: "ذلك يعتمد على المرجعية التي يعتمد عليها تعريف تلك الكلمة". وعندما سُئل إذا كان يزعجه تشبيهه بزعيم ألمانيا النازي أدولف هتلر والرئيس العراقي الراحل صدام حسين، أجاب الأسد: "لا، بالنسبة لي كرئيس، ما أهتم به أولاً وقبل كل شيء هو كيف ينظر إليّ الشعب السوري، وثانياً كيف ينظر إلينا أصدقاؤنا حول العالم، مثل روسيا وإيران والصين".

في السياق نفسه، سألت زوجة الأسد، أسماء الأسد، مع قناة "روسيا اليوم"، أمس، "لماذا لم يحظَ مصير أطفال زهراء بالتغطية الإعلامية نفسها التي حظيت بها مآسي الطفلين إيلان وعمران؟"، في محاولة للمقارنة للتغطية على جرائم زوجها.

ولا يبدو مستغرباً إنكار الأسد لجرائمه بحق الشعب السوري، فهو لم يتوقف حتى الآن عن إنكار الهجوم الكيماوي على الغوطة الذي خلّف 1400 قتيل في 2013. ولا تنقطع الاتهامات الموجهة ضد "أصحاب القبعات البيضاء" من قبل النظام ومؤيديه، ووصفهم إما بالإرهابيين أو المحرضين على النظام. وعامة، لا يبدو كذب النظام السوري مستغرباً أبداً، فمن يرتكب المجازر صباحاً بحق الشعب السوري، ثم يقيم المهرجانات والأمسيات السياحية مساءً، لا يشكل الكذب عنده أي فرق.

يذكر أن صورة الطفل السوري عمران دقنيش التقطت بعد قصف جوي على حي القاطرجي في حلب في 17 أغسطس/آب الماضي، وقتل حينها 6 أشخاص وجرح 12 آخرون، واجتاحت الصورة الصحف العالمية ومواقع التواصل الاجتماعي، علها تلفت نظر العالم مجدداً إلى معاناة الأطفال السوريين.



المساهمون