يطرقن الأرضية الخشبية بأقدام مكسوة بنايلون. ترتجف أقمشة "التويد" متأثرة بحركتهن، فتتمايل مظهرة هيئة التصميم. لا تمنعهن قطرات المياه المنبعثة من ستة شلالات تحاوط المكان، من المضي حتى نهاية المنصة، فالمعاطف والقبعات والحقائب صنعت أيضاً من النايلون لدرء رؤوسهن من الرذاذ السائل. عندما تنهي إحداهن طريقها، تعود إلى داخل الجبل المصنوع خصيصاً. فتبدو صورة المكان واضحة. بحيرة نبتت فوقها منصة عرض خشبية، جبال شاهقة وشلالات وأشجار عالية تحاوط بفيئها أعين الناظر. هذا ليس عالماً خيالياً فحسب، إنه عرض مجموعة كوكو شانيل لربيع وصيف عام 2018.
كارل لاغيرفيلد، مصمم دار شانيل، أوضح أن الثيمة المائية هي الرمز الأساسي الذي قاد المجموعة والعرض، "إن رذاذ الماء منعش"، قال المصمم مجيباً إحدى الصحافيات التي أكملت مقابلتها بسؤال معا إذا كان للعرض خلفية سياسية؟
لمعرفة الإجابة عن سؤال الصحافية، وعن إمكانية فصل العرض عن السياق السياسي، لا بد من البحث في أربع عناصر أساسية. الأول هو عنصرا الزمان والمكان، عرض شانيل كان في ختام أسبوع الموضة، بعد أن أدلى الجميع بما ومن تأثروا. العرض في "باليه رويال" والمستوحى من وادي جورج دو فيردون مع إضافات أخرى اختارها كارل، يأتي في خضم تحولات سياسية شكلت فيها ثيمة الماء ميزة أساسية، كالصراع الحالي على مصادر الماء، وهو سبب من أسباب الحروب القائمة، ويطرح على أنه سيكون موضوع الحرب العالمية الجديدة، بحسب المفكر براهما شيلاني. الكوارث الإنسانية التي تحول فيها الماء من مصدر للحياة إلى أداة للقتل. فأعداد الغرقى ممن يركبون البحر آملين بالوصول إلى بر آمن تتزايد، وبشكل خاص في السنوات الأخيرة. الكوارث الطبيعية التي انهالت على مناطق واسعة على شكل أعاصير وطوفانات كان فيها الماء نقمة.
الأمر الثاني هو التأثر بالحركة المستقبلية في الموضة، فكارل الذي أوضح في إحدى المقابلات أن نهاية الستينيات عنت بدء المرح في الموضة، تأثر في عرضه الأخير بمجموعة باكو رابان في نهاية الستينيات، والتي ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بالسياق السياسي آنذاك مع بدء الحركات الطلابية والتمرد، وشهدت تحولات سياسية. رابان حلم بمستقبل أفضل آنذاك وطرح النايلون كمادة أساسية في مجموعته، تعبيراً عن المستقبل تماماً كما فعل مصمم دار شانيل، ولكن من دون التطرق للسياق السياسي وكعنصر قريب للماء.
مقولة رابان السياسية غير المباشرة، قابلتها رسالة واضحة خلال أسبوع الموضة في باريس، قدمتها عدة دور أبرزها دار "ديور" التي احتكرت العرض الأول. واختارت ماريا غراتسيا كيوري، مصممة "ديور"، أن تطبع على "تي شيرتات" مجموعتها، عنوانين عريضين اعتُبِرا سياسيين بحسب مجلة "فوغ". الأول يفضي بأنه على الجميع أن يكنّ نسويات والثاني يدعم فكرة تدعيم النساء العاملات في الفن في وقتنا الحالي. فيرا وانغ أيضاً عرضت حالة الإضطهاد وأهمية التحرر الفني في سياق اجتماعي سيئ، في مجموعتها الأخيرة والتي استلهمتها من رواية لمارغريت أتوود بعنوان "حكاية الخادمة". أسبوع الموضة افتتح بعرض جماهيري في شارع الشامب ليزيه للوريال، واستقبل عارضات من مختلف الأحجام. الرسالة الأولى لأسبوع الموضة تمحورت حول موضوع الموضة للجميع من الشارع وإليه، وأن الجمال ليس حكراً على مجموعة واحدة من البشر، وبالتالي المقولات التي تريد الموضة التعبير عنها هي قضايا تهم الجميع. المصمم، شاين أوليفر، قال معلقاً على أسبوع الموضة في باريس، لم نطرح حلولاً للمشكلات، إلا أن الجميع تحدث عن هذا الأمر، مُشيراً إلى الثيمات السياسية التي طرحت خلال أسبوع الموضة.
النقطة الأخيرة، هي إعادة إحياء كوكو شانيل، الدار التي بدأت بالترويج لشانيل، وفيما بعد لكوكو شانيل، أطلقت حملتها الأخيرة باسم غابريال، كما أوضح المسؤول عن الدار، برونو بافلوفسكي، الذي أضاف لـ"الغارديان"، بأن الإلهام الأصلي هو المرأة الحقيقية قبل أن تصبح كوكو وهي غابريال رمزاً للحرية ومقاومة السائد.
اقــرأ أيضاً
كارل لاغيرفيلد، مصمم دار شانيل، أوضح أن الثيمة المائية هي الرمز الأساسي الذي قاد المجموعة والعرض، "إن رذاذ الماء منعش"، قال المصمم مجيباً إحدى الصحافيات التي أكملت مقابلتها بسؤال معا إذا كان للعرض خلفية سياسية؟
لمعرفة الإجابة عن سؤال الصحافية، وعن إمكانية فصل العرض عن السياق السياسي، لا بد من البحث في أربع عناصر أساسية. الأول هو عنصرا الزمان والمكان، عرض شانيل كان في ختام أسبوع الموضة، بعد أن أدلى الجميع بما ومن تأثروا. العرض في "باليه رويال" والمستوحى من وادي جورج دو فيردون مع إضافات أخرى اختارها كارل، يأتي في خضم تحولات سياسية شكلت فيها ثيمة الماء ميزة أساسية، كالصراع الحالي على مصادر الماء، وهو سبب من أسباب الحروب القائمة، ويطرح على أنه سيكون موضوع الحرب العالمية الجديدة، بحسب المفكر براهما شيلاني. الكوارث الإنسانية التي تحول فيها الماء من مصدر للحياة إلى أداة للقتل. فأعداد الغرقى ممن يركبون البحر آملين بالوصول إلى بر آمن تتزايد، وبشكل خاص في السنوات الأخيرة. الكوارث الطبيعية التي انهالت على مناطق واسعة على شكل أعاصير وطوفانات كان فيها الماء نقمة.
الأمر الثاني هو التأثر بالحركة المستقبلية في الموضة، فكارل الذي أوضح في إحدى المقابلات أن نهاية الستينيات عنت بدء المرح في الموضة، تأثر في عرضه الأخير بمجموعة باكو رابان في نهاية الستينيات، والتي ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بالسياق السياسي آنذاك مع بدء الحركات الطلابية والتمرد، وشهدت تحولات سياسية. رابان حلم بمستقبل أفضل آنذاك وطرح النايلون كمادة أساسية في مجموعته، تعبيراً عن المستقبل تماماً كما فعل مصمم دار شانيل، ولكن من دون التطرق للسياق السياسي وكعنصر قريب للماء.
مقولة رابان السياسية غير المباشرة، قابلتها رسالة واضحة خلال أسبوع الموضة في باريس، قدمتها عدة دور أبرزها دار "ديور" التي احتكرت العرض الأول. واختارت ماريا غراتسيا كيوري، مصممة "ديور"، أن تطبع على "تي شيرتات" مجموعتها، عنوانين عريضين اعتُبِرا سياسيين بحسب مجلة "فوغ". الأول يفضي بأنه على الجميع أن يكنّ نسويات والثاني يدعم فكرة تدعيم النساء العاملات في الفن في وقتنا الحالي. فيرا وانغ أيضاً عرضت حالة الإضطهاد وأهمية التحرر الفني في سياق اجتماعي سيئ، في مجموعتها الأخيرة والتي استلهمتها من رواية لمارغريت أتوود بعنوان "حكاية الخادمة". أسبوع الموضة افتتح بعرض جماهيري في شارع الشامب ليزيه للوريال، واستقبل عارضات من مختلف الأحجام. الرسالة الأولى لأسبوع الموضة تمحورت حول موضوع الموضة للجميع من الشارع وإليه، وأن الجمال ليس حكراً على مجموعة واحدة من البشر، وبالتالي المقولات التي تريد الموضة التعبير عنها هي قضايا تهم الجميع. المصمم، شاين أوليفر، قال معلقاً على أسبوع الموضة في باريس، لم نطرح حلولاً للمشكلات، إلا أن الجميع تحدث عن هذا الأمر، مُشيراً إلى الثيمات السياسية التي طرحت خلال أسبوع الموضة.
النقطة الأخيرة، هي إعادة إحياء كوكو شانيل، الدار التي بدأت بالترويج لشانيل، وفيما بعد لكوكو شانيل، أطلقت حملتها الأخيرة باسم غابريال، كما أوضح المسؤول عن الدار، برونو بافلوفسكي، الذي أضاف لـ"الغارديان"، بأن الإلهام الأصلي هو المرأة الحقيقية قبل أن تصبح كوكو وهي غابريال رمزاً للحرية ومقاومة السائد.