شابات غزة يتصدرن المواجهات الحدودية: مناضلات على درب الحرية

16 أكتوبر 2015
تشارك نساء غزة بمختلف الفعاليات النضالية(عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
إلى جانب شباب الانتفاضة الثائر على حدود غزة، كانت فتيات فلسطينيات في العشرينيات من أعمارهن يشاركن في المواجهات من نقاط الصفر مع الاحتلال الإسرائيلي، في مشهد لم يكن مألوفاً في القطاع، قبل الهبّة الجماهيرية الحالية.

رسمت الشابات الفلسطينيات إلى جانب الشبان هذه المرة صورة جديدة من نضال الشعب الفلسطيني، إذ كان الجميع يتشارك في المواجهة ضد مواقع الاحتلال وأبراجه العسكرية، بالحجارة وبالعلم الفلسطيني.

اقرأ أيضاً غزة والانتفاضة: دعم سياسي لا عسكري... حتى إشعار آخر

ميرفت عبدالقادر، واحدة من اللواتي شاركن في المواجهات العفوية شرق مدينة غزة عند موقع "ناحل عوز" العسكري الإسرائيلي. تقول عبدالقادر لـ"العربي الجديد"، "خرجت تضامناً مع أهلنا في المسجد الأقصى وشعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية الذي يتعرض لأبشع أشكال الجرائم الإسرائيلية، لنقول لهم، إننا شعب واحد ضد الظلم والظلام، وأن دماءهم لن تذهب هدراً، وأن الأقصى لن يقسّم".

تضيف الشابة العشرينية الموشحة بالكوفية الفلسطينية: "يليق بنا كفلسطينيات حمل السلاح، ووجود المرأة في المعركة دليل على أن فلسطين لنا جميعاً، وأن المقاومة والنضال ليس حكراً على الرجال، لنكن معهم جنباً إلى جنب، ولنعلنها انتفاضة ثالثة".

تغلبت عبدالقادر، كما تقول، على نظرة المجتمع الفلسطيني المحافظ في غزة لمشاركة المرأة في النضال الشعبي. وتشير إلى أنها وعدداً من الفتيات تغلبن على أي نظرة سلبية، وأصبح لديهن قناعة أنه لا شيء يخجلنا كفتيات يقفن إلى جانب الرجال في النضال "نحمل الحجارة أو السلاح وننطلق".

"الثورة لا تكتمل من دون وجود الثوريات"، تضيف، مشيرةً إلى أنّ المرأة الفلسطينية "كانت ولا تزال شريكة الرجل في نضاله". وتلفت إلى أنّ المرأة الفلسطينية أحدثت استثناءات في نضالها، من خلال عمليات نوعية، سجلت للتاريخ الفلسطيني والعربي لتصبح بطلاته نماذج يحتذى بهن، مثل المناضلة دلال المغربي، ليلى خالد، دارين أبو عيشة، آيات الأخرس، ريم الرياشي، وكذلك الأسيرات على درب الحرية.

وإلى جانب المشاركة في المواجهات المباشرة، خرجت مسيرات مختلفة في غزة شاركت فيها النساء بقوة نصرة لانتفاضة الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، ورفضاً لممارسات الاحتلال وعدوانه المتصاعد ضد الفلسطينيين في أماكن تواجدهم.

إنعام أبو قينص، لم تغب بدورها عن التواجد خلال المواجهات شرق غزة. تقول لـ"العربي الجديد" إن "وجود المرأة في مختلف الأنشطة النضالية والتنظيمية والوطنية لا يقل أهمية عن تواجد الرجل. علينا أن نتكاتف جميعاً في وجه الاحتلال وممارساته العدائية بحق جميع أطياف الشعب الفلسطيني".

تضيف أبو قينص "نحتاج من الجميع أن يكون عوناً لنا، لا علينا، فالطريق معبأ بالأشواك والألغام. لا يجب الاستهانة بالحجر أو المقلاع، فالثورة بدأت بهذه الأدوات البسيطة وفرضت اسم فلسطين في كل المحافل الدولية، علينا أن نقف جنباً إلى جنب حتى يتحقق هدفنا الأسمى بتحرير الأرض والمقدسات".

بالنسبة إلى أبو قينص، فإن المشاركة في هذا النوع من الأنشطة يحمل رسائل عدة، أولها للاحتلال الإسرائيلي أن "دماء حرائر الضفة وما يحدث لهن من إهانة وضرب ونزع حجابهن سيدفع ثمنه، وهو الآن أصلاً بدأ بدفع الثمن، لكنه سيدفع أكثر".

وتخلص أبو قنيص إلى القول، إن "صوت المرأة ثورة وليس عورة، ونضالها ضد الاحتلال لا ينقص من قدرها شيئاً، ولا يلحق العار بها، بل تشرف فلسطين وتكتب لكل العالم أن الفلسطينية ولدت لتكمل الفلسطيني روحاً وفكراً وثورة"، لافتة إلى ضرورة انتفاض كل النساء في وجه الاحتلال.

اقرأ أيضاً: نساء الانتفاضة... مناضلات كاملات العضوية رغم الاحتلال وضغط المجتمع

المساهمون