ما إن يخسر بعض الرجال في مصر وظائفهم لسبب أو لآخر، يختار بعضهم البقاء في المنزل والاتكال على زوجاتهم لتأمين احتياجات البيت، ومصاريفهم أيضاً
يبدو أن عدداً من الرجال قد رفع شعار "خلّيك في البيت" في مصر، وخصوصاً العاطلين عن العمل منهم. يعتمدُ هؤلاء بشكل كامل على زوجاتهم في تدبير شؤون المنزل، بالإضافة إلى تأمين المصاريف اليومية، على الرغم من أن معظم النساء لم يكنّ يعملن، ما اضطرهنّ إلى تنظيف البيوت خلال النهار، ثم تنظيف منازلهن وإعداد الطعام ورعاية الأولاد مساء.
أحياناً، لا يتردّد بعض الرجال في طلب المال من زوجاتهم للذهاب إلى المقاهي وشراء السجائر. في المقابل، تقول عدد من الزوجات إن الظروف الاقتصادية الصعبة دفعتهن إلى العمل في تنظيف البيوت، وعدم الاتكال على أزواجهن، وقد استطعن التغلّب على متاعب الحياة بالصبر والقوة والشجاعة.
تقول أم محمد، وهي في العقد الرابع من العمر، وتقطن في منطقة بولاق الدكرور، إن زوجها أُصيب بمرض في ظهره ما جعله عاجزاً عن العمل في الورش، ليعتمد فقط على مساعدات أهل الخير. تتابع أن الحاجة دفعتها إلى العمل في تنظيف المنازل. كانت البداية في مسح السلالم، لتعود في آخر النهار مع بضعة جنيهات. ونظراً لقرب منزلها من المناطق الراقية على غرار المهندسين والدقي، تعرفت إلى عدد من الأسر وبدأت العمل في تنظيف منازلهم، أو إعداد الطعام. بعدها، تعود إلى البيت لتلبية احتياجات أطفالها. أكثر ما يضايقها أن زوجها ينتظرها يومياً لأخذ مصروفه، بدلاً من أن يساعدها. تضيف أنه يطلب منها المال يومياً للذهاب إلى المقهى والتسامر مع الأصدقاء ولعب "الدومينو والطاولة"، مشيرة إلى أنه يعود في آخر الليل، ويستيقظ بعد ظهر اليوم التالي.
وتقول سميرة م. (50 عاماً) إنها أم لثلاثة أولاد، وقد تزوجت قبل 17 عاماً. توضح أن زوجها كان يعمل في الخردة، فيما اشترت ماكينة خياطة لمساعدته. تضيف أنه خلال السنوات الأخيرة "تغيّر تماماً وصار يقضي معظم وقته في المقاهي من دون أن يسأل عن أحوالنا". وجدت نفسها مضطرة إلى العمل في خياطة الملابس عشر ساعات يومياً، باستثناء يوم الجمعة. ولا ينتهي الأمر هنا. بعد انتهائها من العمل، تحضّر الطعام لأطفالها في البيت، بالإضافة إلى تدريسهم وغيرها من الأمور، لافتة إلى أن الجيران يهتمون بهم ريثما تعود إلى البيت. وعلى الرغم من ذلك، "يهينني زوجي ويشتمني. وإذا ما رفضت إعطائه المال، لا يتردد في الصراخ في وجهي أمام الجيران".
أما فتحيّة (55 عاماً) أو الخالة أم جمعة كما يناديها زبائنها، وهي زوجة وأم لأربعة أطفال، فقد اضطرت بدورها إلى العمل في تنظيف المنازل وتربية الأطفال. تقول لـ "العربي الجديد" إن زوجها يرتاد المقهى بشكل يومي تقريباً، ويأتي إلى المنزل لتناول وجبة الغداء فقط قبل أن يخرج مجدداً إلى المقهى. تضيف: "لا نجد وقتاً لرؤيته أو الجلوس معه، وهذا دليل على لامبالاته بالحياة الأسرية"، مشيرة إلى أن زوجها يعتمد عليها وعلى ابنها البكر الذي يعملُ حداداً، بعدما ترك الدراسة بسبب ظروف الحياة القاسية. تضيف أنه بدأ يعتمد عليها بشكل كامل، بعدما فصل من عمله. وعلى الرغم من كبر سنها، ما زالت تعمل في المنازل لتعيل أسرتها، موضحة أن زوجها يأخذ منها مالاً كثيراً لينفقه على شراء السجائر والجلوس في المقاهي، لافتة إلى أنه ليس لديه أي حرج في مد يده لأخذ مصروفه اليومي.
إلى ذلك، يرى أستاذ الطب النفسي في جامعة عين شمس أحمد سعد أن الإنفاق على الأسرة يقع ضمن مسؤولية الزوج أو الأبناء الذكور. أما اعتماد الرجل على زوجته، مهما كان عملها، لتأمين مصاريف البيت، فيناقض العادات التي كانت سائدة في المجتمع المصري. يضيف أنه ليس هناك مشكلة في حال اضطرت المرأة إذا ما مرض زوجها أو غير ذلك، شرط أن يقابل ذلك بنوع من الاحترام من قبل الزوج.
يتابع سعد: "نحن أمام أزواج تخلّوا عن مسؤولياتهم في الحياة، ويسعون فقط إلى الحصول على المال من زوجاتهم اللواتي يعملن في ظروف صعبة"، علماً أنه يجب على الزوج المساعدة في تأمين لقمة العيش، والبحث عن أي عمل. ويلفت إلى أن الحياة العصرية أدت إلى خروج المرأة إلى سوق العمل، وبالتالي اتكال بعض الرجال على النساء في مسألة الإنفاق بشكل كامل، حتى أنهم باتوا يفضّلون البقاء في المنزل طالما أنهم يحصلون على المال من زوجاتهم.
إقرأ أيضاً: "قيد عائلي" لكشف الزواج السري
يبدو أن عدداً من الرجال قد رفع شعار "خلّيك في البيت" في مصر، وخصوصاً العاطلين عن العمل منهم. يعتمدُ هؤلاء بشكل كامل على زوجاتهم في تدبير شؤون المنزل، بالإضافة إلى تأمين المصاريف اليومية، على الرغم من أن معظم النساء لم يكنّ يعملن، ما اضطرهنّ إلى تنظيف البيوت خلال النهار، ثم تنظيف منازلهن وإعداد الطعام ورعاية الأولاد مساء.
أحياناً، لا يتردّد بعض الرجال في طلب المال من زوجاتهم للذهاب إلى المقاهي وشراء السجائر. في المقابل، تقول عدد من الزوجات إن الظروف الاقتصادية الصعبة دفعتهن إلى العمل في تنظيف البيوت، وعدم الاتكال على أزواجهن، وقد استطعن التغلّب على متاعب الحياة بالصبر والقوة والشجاعة.
تقول أم محمد، وهي في العقد الرابع من العمر، وتقطن في منطقة بولاق الدكرور، إن زوجها أُصيب بمرض في ظهره ما جعله عاجزاً عن العمل في الورش، ليعتمد فقط على مساعدات أهل الخير. تتابع أن الحاجة دفعتها إلى العمل في تنظيف المنازل. كانت البداية في مسح السلالم، لتعود في آخر النهار مع بضعة جنيهات. ونظراً لقرب منزلها من المناطق الراقية على غرار المهندسين والدقي، تعرفت إلى عدد من الأسر وبدأت العمل في تنظيف منازلهم، أو إعداد الطعام. بعدها، تعود إلى البيت لتلبية احتياجات أطفالها. أكثر ما يضايقها أن زوجها ينتظرها يومياً لأخذ مصروفه، بدلاً من أن يساعدها. تضيف أنه يطلب منها المال يومياً للذهاب إلى المقهى والتسامر مع الأصدقاء ولعب "الدومينو والطاولة"، مشيرة إلى أنه يعود في آخر الليل، ويستيقظ بعد ظهر اليوم التالي.
وتقول سميرة م. (50 عاماً) إنها أم لثلاثة أولاد، وقد تزوجت قبل 17 عاماً. توضح أن زوجها كان يعمل في الخردة، فيما اشترت ماكينة خياطة لمساعدته. تضيف أنه خلال السنوات الأخيرة "تغيّر تماماً وصار يقضي معظم وقته في المقاهي من دون أن يسأل عن أحوالنا". وجدت نفسها مضطرة إلى العمل في خياطة الملابس عشر ساعات يومياً، باستثناء يوم الجمعة. ولا ينتهي الأمر هنا. بعد انتهائها من العمل، تحضّر الطعام لأطفالها في البيت، بالإضافة إلى تدريسهم وغيرها من الأمور، لافتة إلى أن الجيران يهتمون بهم ريثما تعود إلى البيت. وعلى الرغم من ذلك، "يهينني زوجي ويشتمني. وإذا ما رفضت إعطائه المال، لا يتردد في الصراخ في وجهي أمام الجيران".
أما فتحيّة (55 عاماً) أو الخالة أم جمعة كما يناديها زبائنها، وهي زوجة وأم لأربعة أطفال، فقد اضطرت بدورها إلى العمل في تنظيف المنازل وتربية الأطفال. تقول لـ "العربي الجديد" إن زوجها يرتاد المقهى بشكل يومي تقريباً، ويأتي إلى المنزل لتناول وجبة الغداء فقط قبل أن يخرج مجدداً إلى المقهى. تضيف: "لا نجد وقتاً لرؤيته أو الجلوس معه، وهذا دليل على لامبالاته بالحياة الأسرية"، مشيرة إلى أن زوجها يعتمد عليها وعلى ابنها البكر الذي يعملُ حداداً، بعدما ترك الدراسة بسبب ظروف الحياة القاسية. تضيف أنه بدأ يعتمد عليها بشكل كامل، بعدما فصل من عمله. وعلى الرغم من كبر سنها، ما زالت تعمل في المنازل لتعيل أسرتها، موضحة أن زوجها يأخذ منها مالاً كثيراً لينفقه على شراء السجائر والجلوس في المقاهي، لافتة إلى أنه ليس لديه أي حرج في مد يده لأخذ مصروفه اليومي.
إلى ذلك، يرى أستاذ الطب النفسي في جامعة عين شمس أحمد سعد أن الإنفاق على الأسرة يقع ضمن مسؤولية الزوج أو الأبناء الذكور. أما اعتماد الرجل على زوجته، مهما كان عملها، لتأمين مصاريف البيت، فيناقض العادات التي كانت سائدة في المجتمع المصري. يضيف أنه ليس هناك مشكلة في حال اضطرت المرأة إذا ما مرض زوجها أو غير ذلك، شرط أن يقابل ذلك بنوع من الاحترام من قبل الزوج.
يتابع سعد: "نحن أمام أزواج تخلّوا عن مسؤولياتهم في الحياة، ويسعون فقط إلى الحصول على المال من زوجاتهم اللواتي يعملن في ظروف صعبة"، علماً أنه يجب على الزوج المساعدة في تأمين لقمة العيش، والبحث عن أي عمل. ويلفت إلى أن الحياة العصرية أدت إلى خروج المرأة إلى سوق العمل، وبالتالي اتكال بعض الرجال على النساء في مسألة الإنفاق بشكل كامل، حتى أنهم باتوا يفضّلون البقاء في المنزل طالما أنهم يحصلون على المال من زوجاتهم.
إقرأ أيضاً: "قيد عائلي" لكشف الزواج السري