حوادث إرهابية عدة شهدتها مدينة العريش المصرية، على مدار السنوات القليلة الماضية، جعلتها في بؤرة الأحداث، آخرها هجوم شنه مسلحون واستهدفوا مسجد "الروضة" التابع للطرق الصوفية، وراح ضحيته 308 قتلى و120 مصاباً. بدأ الهجوم بإلقاء قنبلة انفجرت في قلب المسجد، ثم تبعه إطلاق النار على الفارين منه، بعد أن حاصره مسلحون يستقلون 4 سيارات رباعية الدفع.
وفي 19 نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، ذبح تنظيم "داعش" الإرهابي الشيخ، سليمان أبوحراز (98 عاماً)، بعد اختطافه واتهامه بـ "التكهن وادعاء معرفة الغيب والإشراك"، علماً أنه أحد أكبر مشايخ الطرق الصوفية في سيناء. وفي 24 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2015، استهدفت عملية إرهابية عدداً من القضاة المشرفين على الانتخابات البرلمانية في العريش، وقتلوا القاضي عمر حمّاد.
وفي فبراير/شباط الماضي، شهدت العريش تهجير عشرات الأسر المسيحية إلى مدينة الإسماعيلية، بعدما قتل مسلحون مجهولون سبعة مسيحيين في حوادث متفرقة استهدفتهم شمال سيناء.
هذه العمليات الإرهابية كلها التي شهدتها العريش وغيرها من مدن سيناء، حصلت في غياب شبه تام للتغطية الإعلامية المصرية. إذ تخضع شبه جزيرة سيناء المصرية لحصار إعلامي مشدد يجعلها خارج حدود التغطية، منذ صدور قرار حالة الطوارئ والتجول الليلي في شمال سيناء، إذ فرض للمرة الأولى عام 2014 بعد هجوم نفذه مسلحون على نقطة تفتيش قرب "الشيخ زويد" أعقبه اشتباك مع قوات الجيش، مما أدى إلى سقوط 33 عسكرياً، وصاحب هذا القرار مرسوم ينص على إقامة منطقة عازلة في رفح هدمت إثره الحكومة المصرية منازل عدة، وعوضت أصحابها بأخرى.
لكن كل هذه الدماء لم تشفع للقنوات الفضائية المصرية الحكومية منها والخاصة، أن تغير من خريطة البث المقررة فيها، حداداً على أرواح الضحايا. بل اكتفت القنوات الفضائية المصرية بوضع شارة الحداد أعلى شاشاتها، فور إعلان الرئاسة المصرية الحداد 3 أيام على الضحايا.
وفي خلفية شارة الحداد، كانت البرامج والمسلسلات تتعاقب، منذ وقوع الحادث وحتى إذاعة كلمة الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي. حينها فقط، قررت القنوات التلفزيونية المصرية قطع بث خريطتها من أجل إذاعة الكلمة التي قال فيها السيسي "صامدون في مواجهة المخطط الإجرامي الخطير الذي يستهدف منطقتنا العربية".
وسائل الإعلام التزمت الصمت خلال الساعات الأولى من وقوع الحادث، إذ خرج البيان الرسمي الأول الذي أفاد بعدد أولي عن المصابين فقط، ونكران وجود قتلى، بينما كانت وسائل إعلام عربية ودولية، والصفحات التابعة لقبائل سيناء والعريش، وحدها تبث لجموع المصريين تفاصيل ما يدور في قلب المدينة، وتبث تحديثات متتالية بأعداد القتلى والمصابين.
حتى إن قناة "الحدث" السعودية استشهدت على شاشتها بخبر نشرته شبكة "رصد" المصنفة "إرهابية" في مصر رسمياً، نتيجة عدم وجود أي معلومات أو صور عن تطورات الوضع في سيناء.
وبعد ساعات من وقوع الاعتداء، نصبت فضائيات مصرية خاصة استديوهاتها للمحليين والخبراء الاستراتيجيين، كما فعلت قناتا "سي بي سي إكسترا" و"أون تي في"، ورغم ذلك، فالأخبار القادمة من العريش كانت محدودة تماماً، خاصة أن وزارة الصحة المصرية لم تعلن عن حصيلة القتلى والمصابين إلا بعد الخامسة من منتصف يوم الجمعة، بعد صدور بيان الرئاسة المصرية.
في هذه الأثناء، كان اتحاد قبائل سيناء، من خلال صفحته على موقع "فيسبوك"، يتابع تطورات الحادث، ويعلن أن "شباب قبيلة الترابين يعلنون عن إغلاق كامل المناطق الشرقية ويدعون الجيش لبدء عملية مشتركة مكبرة تمتد من الشرق حتى البحر ويدعون باقي القبائل لإحاطة سيناء وبدء التمشيط مترا مترا حتى لو استمرت الحملة سنة كاملة من الآن".
وانشغلت استديوهات القنوات الفضائية المصرية، بإيجاد مبررات لعمليات القتل، كما فعلت المذيعة على قناة "صدى البلد"، رشا مجدي التي تساءلت "أنا عقلي مش قادر يستوعب الحادث، شفنا هجمات بين الإرهابيين والشرطة والجيش، وقلنا إنه عنف متبادل معاهم، وهذه الجماعات المتطرفة بتهاجم العديد من الكنائس، وقلنا آه معتبرين إنه دين غير الدين الإسلامي وعدو ليهم برضه، وقلنا ماشي، لكن مسلمين إزاي".
كما أن الكاتب الصحافي، رئيس "الهيئة العامة للاستعلامات" الحكومية، ضياء رشوان، رأى في حديث تلفزيوني مع الإعلامي أسامة كمال، أن "اختيار الإرهابيين لمسجد، لتنفيذ عملية إرهابية به، يدل على أنهم اختاروا هدفاً سهلاً، ولم يعد لهم القدرة على الاشتباك مع قوات الأمن، وأن ما حدث في مسجد الروضة أقرب للتطهير العرقي".
ورمى رشوان في المؤتمر الصحافي الذي عقدته "الهيئة العامة للاستعلامات"، مساء الجمعة، إلى أن الهجوم "هدفه زعزعة استقرار مصر وانقسام الشعب المصري، وأن جريمة اليوم تحمل رسالة إلى بعض وسائل الإعلام التي حاولت تمييع ما يحدث من إرهاب مسلح، بأن مصر مستمرة في محاربة الإرهاب نيابة عن الإنسانية".
كما اهتمت وسائل الإعلام المصرية برد الفعل السعودي والأميركي المنددين بالحادث والداعمين لمحاربة مصر للإرهاب.
قضت القنوات الفضائية المصرية الخاصة والحكومية، في استقبال المكالمات الهاتفية من المسؤولين والخبراء، وإذاعة بيانات الشجب والإدانة، بينما كان أهالي العريش يدفنون أكثر من 300 جثة في 3 مقابر جماعية، وفق ما أفاد صحافيون في سيناء عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
اقــرأ أيضاً
وفي فبراير/شباط الماضي، شهدت العريش تهجير عشرات الأسر المسيحية إلى مدينة الإسماعيلية، بعدما قتل مسلحون مجهولون سبعة مسيحيين في حوادث متفرقة استهدفتهم شمال سيناء.
هذه العمليات الإرهابية كلها التي شهدتها العريش وغيرها من مدن سيناء، حصلت في غياب شبه تام للتغطية الإعلامية المصرية. إذ تخضع شبه جزيرة سيناء المصرية لحصار إعلامي مشدد يجعلها خارج حدود التغطية، منذ صدور قرار حالة الطوارئ والتجول الليلي في شمال سيناء، إذ فرض للمرة الأولى عام 2014 بعد هجوم نفذه مسلحون على نقطة تفتيش قرب "الشيخ زويد" أعقبه اشتباك مع قوات الجيش، مما أدى إلى سقوط 33 عسكرياً، وصاحب هذا القرار مرسوم ينص على إقامة منطقة عازلة في رفح هدمت إثره الحكومة المصرية منازل عدة، وعوضت أصحابها بأخرى.
لكن كل هذه الدماء لم تشفع للقنوات الفضائية المصرية الحكومية منها والخاصة، أن تغير من خريطة البث المقررة فيها، حداداً على أرواح الضحايا. بل اكتفت القنوات الفضائية المصرية بوضع شارة الحداد أعلى شاشاتها، فور إعلان الرئاسة المصرية الحداد 3 أيام على الضحايا.
وفي خلفية شارة الحداد، كانت البرامج والمسلسلات تتعاقب، منذ وقوع الحادث وحتى إذاعة كلمة الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي. حينها فقط، قررت القنوات التلفزيونية المصرية قطع بث خريطتها من أجل إذاعة الكلمة التي قال فيها السيسي "صامدون في مواجهة المخطط الإجرامي الخطير الذي يستهدف منطقتنا العربية".
وسائل الإعلام التزمت الصمت خلال الساعات الأولى من وقوع الحادث، إذ خرج البيان الرسمي الأول الذي أفاد بعدد أولي عن المصابين فقط، ونكران وجود قتلى، بينما كانت وسائل إعلام عربية ودولية، والصفحات التابعة لقبائل سيناء والعريش، وحدها تبث لجموع المصريين تفاصيل ما يدور في قلب المدينة، وتبث تحديثات متتالية بأعداد القتلى والمصابين.
حتى إن قناة "الحدث" السعودية استشهدت على شاشتها بخبر نشرته شبكة "رصد" المصنفة "إرهابية" في مصر رسمياً، نتيجة عدم وجود أي معلومات أو صور عن تطورات الوضع في سيناء.
وبعد ساعات من وقوع الاعتداء، نصبت فضائيات مصرية خاصة استديوهاتها للمحليين والخبراء الاستراتيجيين، كما فعلت قناتا "سي بي سي إكسترا" و"أون تي في"، ورغم ذلك، فالأخبار القادمة من العريش كانت محدودة تماماً، خاصة أن وزارة الصحة المصرية لم تعلن عن حصيلة القتلى والمصابين إلا بعد الخامسة من منتصف يوم الجمعة، بعد صدور بيان الرئاسة المصرية.
في هذه الأثناء، كان اتحاد قبائل سيناء، من خلال صفحته على موقع "فيسبوك"، يتابع تطورات الحادث، ويعلن أن "شباب قبيلة الترابين يعلنون عن إغلاق كامل المناطق الشرقية ويدعون الجيش لبدء عملية مشتركة مكبرة تمتد من الشرق حتى البحر ويدعون باقي القبائل لإحاطة سيناء وبدء التمشيط مترا مترا حتى لو استمرت الحملة سنة كاملة من الآن".
وانشغلت استديوهات القنوات الفضائية المصرية، بإيجاد مبررات لعمليات القتل، كما فعلت المذيعة على قناة "صدى البلد"، رشا مجدي التي تساءلت "أنا عقلي مش قادر يستوعب الحادث، شفنا هجمات بين الإرهابيين والشرطة والجيش، وقلنا إنه عنف متبادل معاهم، وهذه الجماعات المتطرفة بتهاجم العديد من الكنائس، وقلنا آه معتبرين إنه دين غير الدين الإسلامي وعدو ليهم برضه، وقلنا ماشي، لكن مسلمين إزاي".
كما أن الكاتب الصحافي، رئيس "الهيئة العامة للاستعلامات" الحكومية، ضياء رشوان، رأى في حديث تلفزيوني مع الإعلامي أسامة كمال، أن "اختيار الإرهابيين لمسجد، لتنفيذ عملية إرهابية به، يدل على أنهم اختاروا هدفاً سهلاً، ولم يعد لهم القدرة على الاشتباك مع قوات الأمن، وأن ما حدث في مسجد الروضة أقرب للتطهير العرقي".
ورمى رشوان في المؤتمر الصحافي الذي عقدته "الهيئة العامة للاستعلامات"، مساء الجمعة، إلى أن الهجوم "هدفه زعزعة استقرار مصر وانقسام الشعب المصري، وأن جريمة اليوم تحمل رسالة إلى بعض وسائل الإعلام التي حاولت تمييع ما يحدث من إرهاب مسلح، بأن مصر مستمرة في محاربة الإرهاب نيابة عن الإنسانية".
كما اهتمت وسائل الإعلام المصرية برد الفعل السعودي والأميركي المنددين بالحادث والداعمين لمحاربة مصر للإرهاب.
قضت القنوات الفضائية المصرية الخاصة والحكومية، في استقبال المكالمات الهاتفية من المسؤولين والخبراء، وإذاعة بيانات الشجب والإدانة، بينما كان أهالي العريش يدفنون أكثر من 300 جثة في 3 مقابر جماعية، وفق ما أفاد صحافيون في سيناء عبر مواقع التواصل الاجتماعي.