سيف عبدالفتاح: "ثورة الجياع" السيناريو الرابع

23 فبراير 2014
+ الخط -

 

 نجاح الانقلاب وما يترتب عنه من إخماد للثورة واستئصال رموزها وإبادة قواها، أو فشل الانقلاب والوصول إلى تسوية سياسية، أو اندلاع حالة من الفوضى والاقتتال الداخلي يترتب عليها التدخل الأجنبي، ثلاث سيناريوهات توقعت قيادات في "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" أن تؤول إليها الأمور في مصر بعد احتجاجات دخلت شهرها الثامن على التوالي.

قال التحالف، في ورقة أعدها بعنوان "آليات إدارة الصراع"، "يمكن التركيز على عدد من مواطن الضعف، التي يعاني منها معسكر الانقلاب، لإضعافه أبرزها المجازر التي ارتكبها، والانهيار الاقتصادي، وضعف الاعتراف الشعبي، وعدم الاعتراف الدولي، ووجود بعض الوطنيين في صفوف الجيش، بالإضافة إلى وجود تحالف وطني على رأس الرافضين له".

وتابع التحالف، في ورقته التي حصل "العربي الجديد" على نسخة منها، "تمثل نقطة الضعف الأخيرة أحد عناصر قوة الثوار مع تواصل حراكهم في الشارع والجامعات في ظل وجود شهداء ومصابين ومعتقلين في كل قرية وحي، فضلا عما يتمتعون به من دعم دولي على المستويين الرسمي والشعبي، ووجود بعض القيادات حرة وبعض القنوات الإعلامية"، مؤكدا، في الوقت نفسه، أن "وجود امتداد خارجي للثورة من المصريين، وحفاظ الحراك على سلميته وطول نـَفـَس الرافضين للانقلاب، ومن بينهم بعض الدعاة، تعزز من موقف الثوار في معركتهم التي تبدو أنها طويلة الأمد"، بحسب الورقة.

وأكمل: "لا نستطيع أن ننكر غياب الرؤية الكلية عن واقع ومستقبل الحالة المصرية، وضعف التواصل بين الجهات المحركة للمشهد، وضعف الترويج الإعلامي للثورة بشكل جيد، فضلا عما يتعرض له معارضو الانقلاب من ملاحقات أمنية مما تسبب في غياب نسبة منهم عن الفعاليات".

"يحدث هذا في الوقت الذي يتمتع فيه الانقلاب ببعض القوة نتيجة لتحالف الجيش والشرطة والإعلام والقضاء والمؤسسات الدينية، المتمثلة في الأزهر والأوقاف والكنيسة والإفتاء، أو ما يسمى بـ "الكتلة المتماسكة"، فضلا عن تأييد مثلث العداء، أمريكا وإسرائيل ودول الخليج، له"، أضاف التحالف في ورقته.

وأكد التحالف ضرورة العمل لإنجاح السيناريو الثاني وإفشال الانقلاب العسكري بكل الوسائل الممكنة، على أساس سلمية الثورة والمقاومة الشعبية طويلة النـَفـَس إلى أن ينكسر والعودة إلى الشرعية الدستورية وإحياء المسار والتحول الديمقراطي".

وأوضح "هذا يعني إفشال مساعي الانقلاب في القضاء على الحركة الإسلامية واستمرار تحكم العسكر في مقدرات الدولة وحماية أمن إسرائيل وإعطاء دور سياسي للقوات المسلحة بأن تكون حامية الشرعية السياسية والدستورية وتعميق استقلالها كمؤسسة مستقلة لا رقابة عليها ولا سلطة مدنية عليها".

 

وواصل التحالف "هذا يعني أيضا فشل مخطط ترسيخ سيطرة الدولة العميقة على أجهزة الدولة وتأمين شبكات الفساد وملفات النظام السابق من أي ملاحقة أو محاسبة من سلطة منتخبة، واعتماد سياسات أمنية وبوليسية للسيطرة على العملية السياسية وإخضاعها للرقابة الأمنية".

"كل سيناريو قابل للتحقيق بشروط ويتوقف أيضا على قدرة القوى المتدافعة على الأرض على استثمار الوضع"، هذا ما قاله أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، الدكتور سيف عبد الفتاح، في تصريحات خاصة لمراسل "العربي الجديد".

وأوضح عبد الفتاح أن "هناك مؤشرات تنبىء بنجاح الانقلاب، وهذا لا يعني استمراره وتمكينه فالوضع قد يستمر فترة من الزمن لكنه سرعان ما سيتغير، خاصة مع اقتراب إجراء الانتخابات الرئاسية التي ستضع العسكر في مواجهة حقيقية مع مشاكل الناس، مما قد يتسبب في فشلهم".

 

وتابع: "الحديث عن نجاح الانقلاب أو فشله يرتبط بقدرة قوى الصراع على إضعاف بعضها، فهناك مساع ٍ يقودها الانقلابيون لتفكيك تحالف دعم الشرعية، في الوقت الذي يحاول فيه التحالف إضعاف كتلة 30 يونيو و3 يوليو".

وأشار عبد الفتاح إلى احتمال لجوء النظام الحاكم إلى إثارة الفوضى لإحكام  قبضته وفرض حزمة من الأحكام الاستثنائية، وهو السيناريو الثالث، يضاف إليه سيناريو رابع يتمثل في اندلاع ثورة جياع خاصة مع تفاقم الأزمات الاقتصادية واتخاذ الحكومة الانقلابية إجراءات لمنع استيراد التوك توك والمتوسيكل مما يوسع رقعة الغضب"، حسب توقعاته.

ووصف أستاذ العلوم السياسية استمرار الحراك الاحتجاجي في الشارع لأكثر من 7 شهور بـ "الحالة غير المسبوقة"، "قد تكون الأعداد قـلـّتْ بسبب الهجمة الأمنية لكن الاحتجاجات الفئوية والاعتصامات العمالية، التي تتصاعد حدتها يوما بعد يوما، تحقق التوزان المطلوب مما يربك الانقلاب"، أوضح عبد الفتاح.

 من جانبها، استبعدت الدكتورة نادية مصطفى، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، حدوث السيناريو الثالث باندلاع "اقتتال أهلي"، مشيرة، في تصريحات خاصة، إلى أن "طبيعة الشعب المصري والتزام المتظاهرين بالمقاومة السلمية، فضلا عن وجود تحولات داخل صفوف الانقلاب لرفض العنف، يقلل من فرص حدوثه"، على حد قولها.

دلالات
المساهمون