أباحت قناة "الجديد" اللبنانية لنفسها السخرية من اللاجئين السوريين الموجودين على الأراضي اللبنانية، وذلك في برنامجها الترفيهي المنوع "قدح وجم"، حيث تضمنت الحلقة الأخيرة من البرنامج، التي بثت قبل يومين، "أغنية" بعنوان "نحن صرنا المغتربين"، تتذمر فيها مؤدية الأغنية اللبنانية من كثرة تعداد السوريين الموجودين في بلدها، وتسخر منهم بسبب فقرهم وحياة البؤس التي يعيشها اللاجئون في لبنان، وتسخر من "تخلفهم وإنجابهم لعدد كبير من الأطفال"؛ ما يؤدي إلى ازدياد عددهم وتحولهم لأكثرية في لبنان، وتتذمر أيضاً من أنها تصادف الكثير من السوريين أثناء تنقلها في لبنان، حيث إن سائق التكسي والناطور وغيرهما، يحملون الجنسية السورية.
تساهم هذه "الأغنية" في ترسيخ الصورة النمطية للاجئين السوريين، فمن خلالها يبدو السوريون كجماعة من الناس البدائيين، تقتصر حياتهم على إنجاب الأطفال وممارسة المهن الخدمية البسيطة. أثار هذا الفيديو العنصري غضب الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، فاعتبر البعض أن السخرية من مأساة شعب كامل هي أسوأ أنواع الحقد البشري، كما أن هناك من انتقد القناة وسياستها ومحاولة خلق الترفيه والكوميديا وجذب الجمهور من خلال إثارة الجدل واللجوء للقضايا الشائكة والعنصرية.
ومن الغريب بمكان، أن "الأغنية" التي تهدف لإثارة النعرات الطائفية بين الشعبين السوري واللبناني، تستخدم موسيقى الأغنية التراثية "عالعين موليتين" كلحن لها! وأغنية "عالعين موليتين" هي من أغاني بلاد الشام التراثية، وتعتبر إحدى القواسم المشتركة بين الشعبين، حيث يرددها السوريون واللبنانيون في أفراحهم منذ عقود طويلة، قبل أن تكون هناك حدود بين البلدين.
لكن كلمات الأغنية تم تحريفها اليوم بشكل جذري، لتتناسب مع حالة الانقسام، واستبدل اللباس الفلكلوري التقليدي بلباس من دون هوية، واستعيض عن الدبكة وتشابك الأيدي برقصات معاصرة تخلو من أي معنى وأي قيمة جمالية؛ لتشكل هذه العناصر، بالإضافة للأداء الرديء للكلمات غير المتسقة ذات المضمون غير الإنساني، إساءة لتاريخ الأغنية التي تناقلتها الناس أجيالا بعد أجيال، في بلاد الشام والعراق، من دون أن تهتم باسم الكاتب أو هويته أو دينه أو عرقه، ومن دون أن يحاول كبار المطربين الذين توارثوها وتناقلوها وأضافوا إليها، أمثال سميرة توفيق وجبار عكار وياس خضر، أن يسيسوا الأغنية التراثية العريقة. فعليًا، يبدو هذا الفيديو، الذي لا يرقى إلى أن يكون أغنية، مجرّد عرض سيرك لم يستطع حتى أن يبلغ من السخرية شيئاً.
جدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تقوم بها وسائل الإعلام اللبنانية باستعراض عنصريتها ضد اللاجئين السوريين؛ فمنذ أن توافد السوريون إلى لبنان هرباً من تداعيات الحرب في بلادهم، تناولت وسائل الإعلام اللبنانية، سواءً المكتوبة أو السمعية أو البصرية، قضية اللاجئين السوريين بشكل عنصري وهزلي، كالمقال الذي نشرته جريدة "النهار" العام الماضي حول تلوث الهواء، محملةً اللاجئين جزءًا من المسؤولية، وكذلك التقارير الدورية التي تنتشر بشكل دوري على قناة الـ"إم تي في" والتي تحمل السوريين مسؤولية أي مشكلة في لبنان، كالعنوسة والتعليم وغيرها، بالإضافة لعشرات البرامج التي تسخر من السوريين ولهجتهم وأسلوب حياتهم.
ومن الغريب بمكان، أن "الأغنية" التي تهدف لإثارة النعرات الطائفية بين الشعبين السوري واللبناني، تستخدم موسيقى الأغنية التراثية "عالعين موليتين" كلحن لها! وأغنية "عالعين موليتين" هي من أغاني بلاد الشام التراثية، وتعتبر إحدى القواسم المشتركة بين الشعبين، حيث يرددها السوريون واللبنانيون في أفراحهم منذ عقود طويلة، قبل أن تكون هناك حدود بين البلدين.
لكن كلمات الأغنية تم تحريفها اليوم بشكل جذري، لتتناسب مع حالة الانقسام، واستبدل اللباس الفلكلوري التقليدي بلباس من دون هوية، واستعيض عن الدبكة وتشابك الأيدي برقصات معاصرة تخلو من أي معنى وأي قيمة جمالية؛ لتشكل هذه العناصر، بالإضافة للأداء الرديء للكلمات غير المتسقة ذات المضمون غير الإنساني، إساءة لتاريخ الأغنية التي تناقلتها الناس أجيالا بعد أجيال، في بلاد الشام والعراق، من دون أن تهتم باسم الكاتب أو هويته أو دينه أو عرقه، ومن دون أن يحاول كبار المطربين الذين توارثوها وتناقلوها وأضافوا إليها، أمثال سميرة توفيق وجبار عكار وياس خضر، أن يسيسوا الأغنية التراثية العريقة. فعليًا، يبدو هذا الفيديو، الذي لا يرقى إلى أن يكون أغنية، مجرّد عرض سيرك لم يستطع حتى أن يبلغ من السخرية شيئاً.
جدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تقوم بها وسائل الإعلام اللبنانية باستعراض عنصريتها ضد اللاجئين السوريين؛ فمنذ أن توافد السوريون إلى لبنان هرباً من تداعيات الحرب في بلادهم، تناولت وسائل الإعلام اللبنانية، سواءً المكتوبة أو السمعية أو البصرية، قضية اللاجئين السوريين بشكل عنصري وهزلي، كالمقال الذي نشرته جريدة "النهار" العام الماضي حول تلوث الهواء، محملةً اللاجئين جزءًا من المسؤولية، وكذلك التقارير الدورية التي تنتشر بشكل دوري على قناة الـ"إم تي في" والتي تحمل السوريين مسؤولية أي مشكلة في لبنان، كالعنوسة والتعليم وغيرها، بالإضافة لعشرات البرامج التي تسخر من السوريين ولهجتهم وأسلوب حياتهم.