سيدتان لبنانيتان تبتكران في تصاميم الأزياء

29 ابريل 2015
مغربي في متجرها الخاص في بيروت (العربي الجديد)
+ الخط -
لم تبدأ صفاء الوزّان ورانيا مغربي مشروعهما التجاري على غرار محلات الألبسة النسائية التقليدية، على رغم أن محلهما يُعنى ببيع الألبسة بشكل أساسي. اعتمدت كلاهما على خبرتها التي زادت عن خمس سنوات قضتاها في أهم متاجر بيروت لبيع الألبسة، لتصبحا "خبيرتان" في العقلية الاستهلاكية النسائية، الأمر الذي شجعهما على افتتاح مشروعهما الخاص.

يعتبر "سيلفي" مشروعاً مميّزاً، فعلى رغم أنه ليس جديداً في الأسواق اللبنانية والعالمية، إلا أن أحداً لا يستطيع الإنكار أن هناك "لمسة مميّزة" في ما تفعلان. وتقول الوزان إن ما يميّز مشروعهما هو التصاميم، حيث تعمد إلى تصميم الملابس، وخياطتها، ومن ثم عرضها وبيعها، فهي لا تلجأ إلى استيراد الملابس من الخارج، بل تعمد إلى استيراد الأقمشة، وتقوم بوضع التصاميم والابتكارات، ومن ثم تصنيعها.

وتضيف الوزان أنها تعتمد على النظرة النسائية للألبسة، إذ تركز على "الأنا" لدى المرأة عبر تميّزها وتفرّدها في ملابسها، موضحة أن التصاميم والملابس التي تختارها السيدة غير متوفرة في الأسواق، ما يضمن لها أن فستانها لن ترتديه أي امرأة أخرى.

بدأت الوزان والمغربي مشروعهما منذ سنوات من داخل منزليهما، حيث كانتا تقضيان الوقت في تصميم الملابس داخل المنزل، ومن ثم إقامة دعوات وحفلات لبعض الصديقات اللواتي أعجبن بالتصاميم الفريدة، إلى أن أصبح لديهما اسماً خاصاً في مجال الأزياء، وباتا مقصداً للعديد من النساء اللبنانيات والخليجيات، الأمر الذي شجعهما لافتتاح مشغل ومن ثم مركز تجاري للبيع".

كباقي المشاريع الصغيرة، يعاني "سيلفي" من مضاربات كبيرة، حيث تشير المغربي إلى أن الأسواق عموماً وأسواق الثياب خصوصاً، تشهد منافسة قوية، إذ أصبح بإمكان أي شخص يملك ألفي دولار أن يسافر بهدف استيراد الألبسة سواء نسائية أو رجالية، وبيعها في الأسواق المحلية، ما يشكل مضاربة على بعض المحال التجارية التي لا تستطيع منافسته نظراً لارتفاع الأكلاف المترتبة عليها، كالإيجارات المرتفعة، إضافة إلى الموظفين، وهو ما ينهك كاهل صاحب المحل.

لذلك، وجدت أن الخروج من المضاربة يكمن في الابتكار، وتقول إنه "كان لا بد من ابتكار فكرة جديدة تشجع الناس على الشراء، ويصعب تأمينها في أي مكان، ما دفعنا إلى اللجوء لتصميم الملابس وتعديلها عبر إضافات خاصة من ابتكاراتنا".

أما بالنسبة إلى تكاليف المشروع، فتقول مغربي: "إن الكلفة الأوليّة للمشروع انقسمت بين رأس المال الثابت، وهو عبارة عن 10 آلاف دولار أميركي، أمّنت به ما يحتاجه المشغل من معدات وأدوات الخياطة والتصميم، عبر الاقتراض من أحد المصارف المحلية، على أن يتم تسديده خلال سنة، ولكن الأوضاع الاقتصادية راكمت المدة، أما رأس المال المتحرك، فأكدت أنه لا يمكن حصره بمبلغ معيّن نظراً لاتساع رقعة المتطلبات التي تفرضها صناعة الأزياء، إذ تختلف بين الحبكات أو الأقمشة ونوعيتها، إضافة إلى الاكسسوارات والمجوهرات، مشيرة إلى أن 30 ألف دولار هو المبلغ الأدنى الذي يتطلبه البدء بمشروع كهذا من دون الدخول بالمشغل سابق الذكر.

وبشان الكلفة، تؤكد المغربي أنه بغض النظر عن الإيجارات المرتفعة أساساً وأزمة المياه والكهرباء ما يرتب أعباءً إضافية، فان الكلفة الأكبر تقع على الرواتب، موضحة أنه نظراً لأننا نصنع الأزياء ونصممها في المشغل، كان لا بد من الاستعانة بمجموعة خياطين، خصوصاً أن خياطاً واحداً لن يستطيع إنهاء العمل وحيداً، في الوقت المحدد، لذا وجدنا أننا بحاجة إلى أربعة خياطين، الأمر الذي يبرر ارتفاع أسعار الموديلات لدينا عن أسعار سوق الألبسة المستوردة العادية.

ولم تخف مغربي مخاوفها على حال البلد الاقتصادي، مشيرة إلى تاثيرات الوضع الأمني والتوترات السياسية على هذا القطاع.

إلى ذلك، تؤكد الوزان أن المشروع يعد مربحاً جداً، إذ إن الثياب بشكل عام تمتاز بمرونة في الأسعار، مشيرة إلى أن الأحلام لا تقف عند هذا المشروع، آملة في فتح مصنع لإنتاج هذا النوع من الملابس، "ولكن الوضع الحالي يجبرنا على البقاء ضمن إمكاناتنا وعدم المجازفة".

ولا يقف إنتاج "سيلفي" عند الحدود اللبنانية، إذ دعيت كل من صفاء ورانيا للمشاركة في معارض عدة في الكويت والإمارات وغيرها من الدول العربية، وتشيران إلى أن هذه المشاركة "تعوّض" خسارة السوق اللبناني، إذ تبلغ نسبة المبيع من الإنتاج المشارك فيها 100% على عكس ما هو حاصل في لبنان.

إقرأ أيضا: المحافظ الاستثمارية وبيانات الربع الأول