أمس، وكما في كلّ يوم جمعة في مدينة الخليل، جنوبيّ الضفة الغربية المحتلة، اختلطت أصوات الطيور بكلّ أنواعها بأصوات الباعة وأسئلة الهواة ومحبّي الطيور ومربّيها، وذلك في مشهد اعتاده أهل المدينة حتى صار من تراثها وتراثهم.
منذ أكثر من 50 عاماً، يجتمع مربّو الطيور والهواة في مثل هذا اليوم من الأسبوع، في منطقة وادي الهرية في مدينة الخليل، ويعرضون طيورهم على بعضهم البعض، بغرض بيعها. يُذكر أنّ السوق هنا يضمّ مختلف أنواع الطيور سواء للتربية أو للاستهلاك.
وما يميّز السوق، بحسب ما يقول مربّي الطيور محمد أبو صبيح لـ"العربي الجديد"، هو "المزاد العلني الذي يُنظَّم في كلّ يوم جمعة، إذ تُعرض الطيور المميّزة، ومنها الحمام الشامي أو الألماني، مثلما حصل في سوق يوم الجمعة الماضي، وقد يصل ثمن الطير الواحد فيه بحسب نوعه إلى نحو ألف دولار أميركي". أمّا الأكثر غرابة في السوق، فهو المزاد العلني الشهري الذي يُنظَّم في قاعات خاصة بين مربّي الطيور، وهناك قد يصل ثمن الطير الواحد إلى أكثر من ثلاثة آلاف و500 دولار أميركي.
والسوق، بحسب أبو صبيح، هو "للصغار والكبار من مختلف الأعمار. فتلك المساحة الصغيرة تجمع الهواة من مختلف أنحاء المدينة، وهو المكان الأكثر شهرة للباحثين عن الطيور أو المرّبين ومصدر رزق لهم".
تجدر الإشارة إلى أنّ السوق لا يقتصر على بيع الطيور، فثمّة من يبحث عن طعام لطيوره التي يربّيها فيه. الجميع هنا يلتقط رزقه وينتظر كلّ يوم جمعة على أحرّ من الجمر.