سوق الحرف..بيروت تعيد إحياء مهن لم تتمكّن منها الحداثة

17 ديسمبر 2015
حرف تستحضر الأصالة والتراث (فيسبوك)
+ الخط -



تشهد العاصمة اللبنانية حتى نهاية الأسبوع الجاري لحظات تستحضر الأصالة والتراث من خلال مبادرة (سوق الحرف)، وهي تعيد إحياء بعض المهن الحرفية التي كانت تحتضنها بيروت في القرن الماضي.

ويجتمع 30 حرفياً في منطقة الصيفي، بوسط العاصمة، ليصنعوا ابتكاراتهم مباشرة أمام الزوار وليحثوا البعض على إضافة لمساتهم الشخصية على تصاميمهم الخاصة، بمساعدة الحرفيين بهدف خلق أجواء ترتكز على التفاعل.

ويمكن أن يصنع الزائر مراكب خشبية، كما باستطاعته انتقاء بعض الأقمشة بغية تحويلها لأشكال حرفية وفنية، يزيّن من خلالها منزله أو مكتبه. ويمضي الأولاد الوقت في الرسم والعمل على ابتكاراتهم الشخصية بإشراف من الحرفيين.

يتضمن هذا السوق - الذي من المنتظر أن يتحوّل إلى نشاط منتظم نظراً لإقبال الناس عليه - صناعة آلة العود ومهنة تجارة الأقمشة وحرفة الخزف اليدوي وصناعة الغليون والحفر على الخشب، وتصميم مختلف الأدوات إلى جانب حرف أخرى.

كما يعرض بعض الطهاة المأكولات العضوية والخالية من المواد الحافظة التي تُصنع في المنازل، ويُقبِل عليها الجيل الجديد في لبنان بشكل ملحوظ. وأشرف على هذه المبادرة نتالي المير وزياد حلواني ورين محفوظ، بعدما ارتأوا منذ فترة قصيرة أنه لا بد من إعادة إحياء الحرف التي كانت في الماضي محور اهتمام الكبار والصغار.

وطوال أشهر راحوا يبحثون في مختلف أنحاء لبنان عن حرفيين ما زالوا حتى الآن - ورغم اقتحام التكنولوجيا للحياة الحديثة - يؤمنون بحرفهم التي ورثوها عن جدودهم وهم متمسكون بعراقتها.

وفي زاوية من السوق، تجلس فتاة صغيرة تدعى جوانا غرة (7 أعوام) أرضاً وهي ترسم وتلوّن الأشكال التي ستزيّن من خلالها غرفتها، بحسب ما تقول. أما مايا خطيب (40 عاماً)، فهي تمضي نهارها في حياكة الكماليات على أنواعها، من القبعات إلى القفازات مروراً بالأوشحة الزاهية.

وقالت إنها كانت لسنوات طويلة تعمل في أحد المصارف الذائعة الصيت في البلد، واكتشفت فن الحياكة عن طريق المصادفة، وأضافت "بعدما مللت رتابة العمل في المصرف، اخترت الحياكة هواية، فإذا بها تتحوّل نمط حياة بفضل إقبال الكثيرين عليها".

وهي تدعم هذه الهواية بعشرات الكتب التي تختارها من مختلف أنحاء العالم، فتضيف إلى ابتكاراتها لمسات مأخوذة من هذا الكتاب، وأخرى مستوحاة من ذاك.



اقرأ أيضاً: التراث في صيدا... على الخشب

دلالات
المساهمون