تضرب منطقة الشرق الأوسط عاصفة ثلجيّة هي الأقسى منذ سنوات، بحسب ما تفيد هيئات الأرصاد الجويّة المعنيّة. وسورية كسواها من بلدان المنطقة مهدّدة، خصوصاً أن معظم السوريّين يعيشون حياة شبه بدائيّة في ظل الحرب والحصار والقصف المتواصل.
في ريف إدلب على سبيل المثال، لا يعلم الأهالي شيئاً عن العاصفة الثلجيّة، فالكهرباء مقطوعة على الدوام، والأمر كذلك بالنسبة إلى شبكة الإنترنت. بالتالي، لا مجال لمتابعة الأخبار الجويّة، أو منشورات مواقع التواصل الاجتماعي. لكن تساقط الثلج ليس غريباً على المدينة التي اعتادت زيارته كل فصل شتاء. لذا يسعى الأهالي منذ بداية الفصل، إلى تأمين المحروقات أو قطع الخشب للتدفئة كحال بقيّة المناطق السوريّة، بسبب تضاعف أسعار المحروقات بشكل يومي.
كذلك يعمد الأهالي إلى تخزين الخبز قبل أن تبدأ الزحمة على الأفران، وتأمين المواد التموينيّة الأساسية والخضار من الأسواق الاستهلاكيّة القليلة في المدينة خوفاً من فقدانها. إلى ذلك، يعمدون إلى شحن البطاريات الكهربائيّة، كلما حصلوا على تغذية بواسطة اشتراكات المولدات التي تؤمّن الكهرباء يومياً لثماني ساعات. أما آخرون، فيعمدون إلى شراء الشموع، إذ إنهم لا يملكون خيارات أخرى.
على الرغم من الأوضاع الصعبة، يمكن للمرء مشاهدة الأطفال في ريف إدلب وهم يضعون "لفحاتهم" وقفازاتهم الصوفيّة، استعداداً للتراشق بكرات الثلج. فاللعب ينسيهم شيئاً من واقعهم المرّ ويمدّهم بحرارة تدفئ عظامهم الغضّة المتجمّدة.
أما في حلب واستعداداً لأيام الثلج المقبلة، وزّع المجلس المحلي للمدينة قبل أيام مادة "البيرين" وهي عبارة عن نوى الزيتون المطحون والمجفّف. هي تأتي على شكل قوالب، وتؤمّن التدفئة لأطول وقت ممكن.
وجاء ذلك، بعد غلاء المشتقات النفطيّة في المدينة خصوصاً مادة المازوت. فقد ازداد الإقبال على بدائل التدفئة من قبل العائلات الحلبيّة.
يشير الناشط عرب عرب إلى أنه "لا يمكن القول إن مادة المازوت مفقودة. بل على العكس. هو متوفّر وبكميات وفيرة، وإنما بأسعار مرتفعة، نتيجة تحكّم تجار الأزمات فيها. فالسوق السوداء هي التي تحكم أسعار البيع".
ويصل اليوم سعر ليتر المازوت غير المكرّر في المناطق غير الخاضعة لسيطرة النظام في مدينة حلب، إلى نحو 100 ليرة سوريّة (55 سنتاً من الدولار الأميركي). أما المازوت المكرّر فيصل إلى 250 ليرة (1.38 دولار)، وبرميل المازوت إلى 18 ألف ليرة (99.56 دولاراً).
وقد دفع ذلك معظم الأهالي إلى اعتماد وسائل تدفئة بديلة، وفي مقدّمتها قطع الأشجار الذي أصبح أساساً في كل بيت حلبي، بسبب تدنّي أسعاره. فهي تتراوح ما بين 40 ليرة (22 سنتاً) و80 ليرة (44 سنتاً) بحسب تجار الحطب.
لكن بعض الأهالي يفضلون قطع أغصان الأشجار بأنفسهم، من المزارع والحدائق. فيخرجون من المدينة إلى الريف من أجل جمع الحطب في أماكن توفّره.
وفي الأحياء المنكوبة، يُجمع الخشب والبلاستيك من مخلفات الدمار والبيوت المهدّمة. وثمّة منظمات عدّة أطلقت مبادرات محدودة، على شكل توزيع مادة المازوت بما يعادل 25 لتراً لكل عائلة، في حين وزّعت أخرى البطانيات.
ولأن الوصول إلى حلب المدينة صعب بسبب الحواجز والحصار، يتركز عمل معظم المنظمات في الريف، ما يزيد من صعوبة الأوضاع في المدينة.
ويقول الناشط باسم الغريب إن "الجميع اليوم يبحث عن طرق للتدفئة بأقل تكلفة. معظم الذين يملكون المال يستخدمون مدافئ الحطب، والحطب عمره أطول من سواه. وبعض الأهالي باتوا يحرقون أثاث منازلهم". يضيف: "الواقع مؤلم أساساً، ولم يكن ينقصه إلا العاصفة".
حملة "عيون سورية"
في مخيّمات اللاجئين السوريّين في البقاع (القادريّة والصويري وبرّ إلياس) في لبنان، يستعدّ فريق "عيون سورية" لحملة إغاثيّة بهدف جمع الأموال من أجل شراء الحطب وتوزيعه على الأهالي. ويقول منسّق الفريق طارق عواد إن "الأهالي اعتادوا الواقع المرير. وهم بدأوا بتجهيز الشوادر لتغطية خيمهم، وحمايتها من الأمطار والثلوج". ويلفت إلى أن كثيرا منهم غير قادر على تحمّل كلفة ذلك بعدما تلفت شوادرهم.
في ريف إدلب على سبيل المثال، لا يعلم الأهالي شيئاً عن العاصفة الثلجيّة، فالكهرباء مقطوعة على الدوام، والأمر كذلك بالنسبة إلى شبكة الإنترنت. بالتالي، لا مجال لمتابعة الأخبار الجويّة، أو منشورات مواقع التواصل الاجتماعي. لكن تساقط الثلج ليس غريباً على المدينة التي اعتادت زيارته كل فصل شتاء. لذا يسعى الأهالي منذ بداية الفصل، إلى تأمين المحروقات أو قطع الخشب للتدفئة كحال بقيّة المناطق السوريّة، بسبب تضاعف أسعار المحروقات بشكل يومي.
كذلك يعمد الأهالي إلى تخزين الخبز قبل أن تبدأ الزحمة على الأفران، وتأمين المواد التموينيّة الأساسية والخضار من الأسواق الاستهلاكيّة القليلة في المدينة خوفاً من فقدانها. إلى ذلك، يعمدون إلى شحن البطاريات الكهربائيّة، كلما حصلوا على تغذية بواسطة اشتراكات المولدات التي تؤمّن الكهرباء يومياً لثماني ساعات. أما آخرون، فيعمدون إلى شراء الشموع، إذ إنهم لا يملكون خيارات أخرى.
على الرغم من الأوضاع الصعبة، يمكن للمرء مشاهدة الأطفال في ريف إدلب وهم يضعون "لفحاتهم" وقفازاتهم الصوفيّة، استعداداً للتراشق بكرات الثلج. فاللعب ينسيهم شيئاً من واقعهم المرّ ويمدّهم بحرارة تدفئ عظامهم الغضّة المتجمّدة.
أما في حلب واستعداداً لأيام الثلج المقبلة، وزّع المجلس المحلي للمدينة قبل أيام مادة "البيرين" وهي عبارة عن نوى الزيتون المطحون والمجفّف. هي تأتي على شكل قوالب، وتؤمّن التدفئة لأطول وقت ممكن.
وجاء ذلك، بعد غلاء المشتقات النفطيّة في المدينة خصوصاً مادة المازوت. فقد ازداد الإقبال على بدائل التدفئة من قبل العائلات الحلبيّة.
يشير الناشط عرب عرب إلى أنه "لا يمكن القول إن مادة المازوت مفقودة. بل على العكس. هو متوفّر وبكميات وفيرة، وإنما بأسعار مرتفعة، نتيجة تحكّم تجار الأزمات فيها. فالسوق السوداء هي التي تحكم أسعار البيع".
ويصل اليوم سعر ليتر المازوت غير المكرّر في المناطق غير الخاضعة لسيطرة النظام في مدينة حلب، إلى نحو 100 ليرة سوريّة (55 سنتاً من الدولار الأميركي). أما المازوت المكرّر فيصل إلى 250 ليرة (1.38 دولار)، وبرميل المازوت إلى 18 ألف ليرة (99.56 دولاراً).
وقد دفع ذلك معظم الأهالي إلى اعتماد وسائل تدفئة بديلة، وفي مقدّمتها قطع الأشجار الذي أصبح أساساً في كل بيت حلبي، بسبب تدنّي أسعاره. فهي تتراوح ما بين 40 ليرة (22 سنتاً) و80 ليرة (44 سنتاً) بحسب تجار الحطب.
لكن بعض الأهالي يفضلون قطع أغصان الأشجار بأنفسهم، من المزارع والحدائق. فيخرجون من المدينة إلى الريف من أجل جمع الحطب في أماكن توفّره.
وفي الأحياء المنكوبة، يُجمع الخشب والبلاستيك من مخلفات الدمار والبيوت المهدّمة. وثمّة منظمات عدّة أطلقت مبادرات محدودة، على شكل توزيع مادة المازوت بما يعادل 25 لتراً لكل عائلة، في حين وزّعت أخرى البطانيات.
ولأن الوصول إلى حلب المدينة صعب بسبب الحواجز والحصار، يتركز عمل معظم المنظمات في الريف، ما يزيد من صعوبة الأوضاع في المدينة.
ويقول الناشط باسم الغريب إن "الجميع اليوم يبحث عن طرق للتدفئة بأقل تكلفة. معظم الذين يملكون المال يستخدمون مدافئ الحطب، والحطب عمره أطول من سواه. وبعض الأهالي باتوا يحرقون أثاث منازلهم". يضيف: "الواقع مؤلم أساساً، ولم يكن ينقصه إلا العاصفة".
حملة "عيون سورية"
في مخيّمات اللاجئين السوريّين في البقاع (القادريّة والصويري وبرّ إلياس) في لبنان، يستعدّ فريق "عيون سورية" لحملة إغاثيّة بهدف جمع الأموال من أجل شراء الحطب وتوزيعه على الأهالي. ويقول منسّق الفريق طارق عواد إن "الأهالي اعتادوا الواقع المرير. وهم بدأوا بتجهيز الشوادر لتغطية خيمهم، وحمايتها من الأمطار والثلوج". ويلفت إلى أن كثيرا منهم غير قادر على تحمّل كلفة ذلك بعدما تلفت شوادرهم.