سوريّة.. انقطاع للمياه وارتفاع في أسعارها

10 يوليو 2014
السوريون يعانون شح المياه نتيجة تدمير البنية التحتية(أرشيف/الأناضول/getty)
+ الخط -

لم يعد العطش مقتصراً على نهار شهر الصوم القائظ في سورية، وإنما أجبر انقطاع المياه لساعات طويلة، السوريين الذين تجري في أراضيهم أنهار عدة، على البحث عن شراء مياه الصهاريج والمياه الجوفية، التي ارتفعت أسعارها بسبب تصاعد أسعار الوقود في البلاد.

وقال الإعلامي صبري عيسى من دمشق، جنوبي سورية، إنه رغم الوعود الحكومية بعدم قطع المياه خلال شهر رمضان، إلا أنها عندما تأتي في يوم، تنقطع في اليوم التالي، في أحسن الأحوال، وثمة مناطق لا تصلها المياه لأيام، وربما أكثر، بسبب ضعف الضغط.

وفي مدينة حلب شمالي سورية، قال محمود الوهب أحد السكان لــ"العربي الجديد" إن هناك أحياء لم ير سكانها الماء منذ ستين يوماً وحين تأتي، فلعدة ساعات".

ودمرت قوات نظام الأسد، البنية التحتية من شبكات المياه والكهرباء في أغلب المناطق السورية، في إطار ممارسات لعقاب الثوار منذ أكثر من ثلاثة أعوام.


بلد الأنهار

وتمتلك سورية عدداً من الأنهار، ويعتبر نهر الفرات الأكثر أهمية بسبب مجراه، إذ إنه يعبر المنطقة الشمالية لسورية قادماً من تركيا.

ويمر بالمنطقة الشمالية الشرقية أيضا نهر دجلة، الذي يعبر الحدود السورية التركية العراقية، كما يوجد على الحدود السورية الأردنية نهر اليرموك الذي تحتكم فيه الدولتان إلى الاتفاقات المشتركة فيما يخص توزيع المياه، فيما تمر بالأراضي السورية أنهار أخرى، لكنها صغيرة إذا ما قورنت بالسابقة.

ويعاني سكان ريف أدلب المحرر شمالي سورية، من شح المياه، وإن كان وضعهم أفضل حالاً قياساً بجوارهم الحلبي، فمحروس عبد الحميد أحد سكان إدلب يقول: "تأتي المياه لمدة ساعتين كل يوم، وعادة تترافق مع عدم انقطاع التيار الكهربائي".

مياه الصهاريج

وفي منطقة سلمية بريف حماة وسط سورية، قال علي شاهين "منذ شهرين نعاني من انقطاع المياه بسبب عطل في الشبكة، كما يقول المسؤولون، ونعتمد في احتياجاتنا اليومية على شراء الماء من الصهاريج بسعر يصل لـ 700 ليرة للبرميل، بينما يتحجج الباعة بصعوبة النقل وغلاء المازوت في رفع الأسعار".

أما في مدن الساحل السوري على البحر المتوسط، فانقطاع المياه عادة يترافق مع قطع التيار الكهربائي فقط، أي لا يزيد انقطاع المياه في طرطوس واللاذقية، عن بضع ساعات كل يوم، حسب عبير اليوسف من سكان اللاذقية.

و
تعاني المناطق السورية عموماً، والخاضعة لسيطرة الثوار على وجه التحديد، من صعوبات في تأمين مياه الشرب النقية، بعد قصف قوات نظام الأسد شبكات المياه، فيما يقول سكان في تلك المناطق إن المياه في مناطق عدة من دمشق، لاسيما التي شهدت قصفا الفترة الماضية، ملوثة.

ومن حلب يقول محمود الوهب، نشتري المياه من الصهاريج، فبالإضافة إلى غلاء سعرها الذي يصل أحياناً إلى أربعة آلاف ليرة للصهريج (خمسة براميل) هي مياه غير مراقبة ومجهولة المصدر، ما يضطرنا لغليها قبل الشرب نتيجة التلوث.

ويعاني السوريون من أزمات اقتصادية خانقة جراء استمرار حرب النظام ضد الثورة، التي دخلت عامها الرابع، وصرف معظم ميزانية الدولة على العمليات العسكرية، التي تشنها قوات بشار الأسد ضد معارضيه.

وحسب تقرير للمركز السوري لبحوث السياسات، بالتعاون مع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة جرى نشره في يونيو/حزيران الماضي، فإن ثلاثة من كل أربعة سوريين أصبحوا فقراء، ووصلت نسبة الدين العام للبلاد 126% من الناتج المحلي الإجمالي.

 

دلالات
المساهمون