عندما انتهى رشيد جلال من تصوير أول فيلم في تاريخ سورية، سنة 1928، اضطر أن يعيد تصوير بعض المشاهد، وأن يستبدل الممثلة السورية المسلمة، التي مثّلت في أول نسخة من الفيلم، بممثلة ألمانية مقيمة في دمشق، خوفاً من إثارة الغضب العام. وقتها، لم يتقبَّل المجتمع السوري دخول النساء إلى مهنة التمثيل بسهولة، فالمسرح السوري بقي لوقت طويل حكراً على الرجال، وانتظرت السينما السورية تجربة السينما المشتركة، لتتمكن من تقديم الفرصة لمواهبها النسائية؛ وبالمقابل، فإن النساء كنّ حاضرات وراء الكواليس منذ أن تأسس التلفزيون في سورية 1960. المخرجة غادة مردم بيك، بدأت مسيرتها كمخرجة مساعدة مع انطلاقة التلفزيون، ولم تلقَ الانتقادات الاجتماعية نفسها التي تتعرض لها الممثلة الحاضرة بجسدها أمام الكاميرا.
ورغم أن الساحة الفنية اليوم تضج بالممثلات السوريات، إلا أن النظرة الاجتماعية لمهنة التمثيل لم تتحسن كثيراً، ومن الممكن ملاحظة ذلك من خلال نسبة الذكور والإناث المتقدمين سنوياً لدراسة التمثيل في الأكاديمية الفنية الوحيدة في سورية، إذْ لا يتجاوز عدد الفتيات 5% من المتقدمين لدراسة التمثيل؛ في حين تقبل النساء على باقي أقسام المعهد، كالدراسات أو النقد المسرحي، وتوازي نسبة النساء المتقدمات لهذه الأقسام نسبة الذكور.
وهذا التقدير النسبي للنساء اللواتي يمتهنَّ الإخراج أو الكتابة، لا يزال حتى اليوم يغري الممثلات السوريات، ليخضْن تجارب الكتابة أو الإخراج. وشهدت سنة 2016 تجارب نسائية جديدة في الكتابة والإخراج، أقدمت عليها ممثلات سوريات من الصف الأول. ففي هذه السنة، بدأت الممثلة القديرة، سامية الجزائري، بكتابة مسلسلها الأول، والذي صرحت عنه أخيراً، ومن المنتظر أن يعرض في الموسم الرمضاني المقبل، والذي أعطته اسم "سيرة وانفتحت"، لتكتشف الجزائري موهبتها بالتأليف وهي في السبعين من عمرها. ولتطرح جدلاً حول القيمة المضافة التي تكتسبها الممثلة إذا ما أقدمت على التأليف والإخراج؛ ولا سيما أن الجزائري لا تزال حتى اليوم قادرة على العطاء في التمثيل، وستشارك في الموسم المقبل بعمل درامي بعنوان "الوردة الشامية"، وذلك يؤكد على أن تجربتها الجديدة في مجال التأليف، ليست ناجمة عن إفلاسها الفني، بقدر ما هي تجربة نابعة من رغبتها بالحصول على قيمة مضافة، عندما تصبح ممثلة وكاتبة، وليست ممثلة فقط، وبأنّ لديها ما تقوله وتضيفه إلى الساحة الفنيّة السورية والعربيّة.
وأما الفنانة سلاف فواخرجي، فقد فضلت أن تتجه للإخراج هذه السنة لأول مرة خلال مسيرتها، وقامت باختيار فيلم "رسائل الكرز" ليكون محطتها الأولى في الإخراج، وهو مبني على قصة حب جولانية. واعتبرت فواخرجي، التي أمضت ما يقارب 20 سنة في مهنة التمثيل، أن هذه الخطوة هي الأعظم بمسيرتها، وتحججت بأن ما دفعها للإخراج هو جمالية القصة التي استند إليها سيناريو الفيلم، وأكدت بعد مشاركتها بمهرجان "الإسكندرية السينمائي"، والذي حمل اسم الممثل الراحل نور الشريف، أنها اكتشفت نواحي فنية جديدة بشخصيتها من خلال تجربة الإخراج، وأكدت بأن تجربة "رسائل الكرز" لن تكون آخر تجاربها الإخراجية. وجدير بالذكر أن فواخرجي هي من أكثر الممثلات السوريات اللاتي وقفن إلى جانب نظام الديكتاتور بشار الأسد.
ويبدو أن نزوع الممثلات السوريات لتجارب الإخراج أو التمثيل، تحوَّلت إلى موضة في السنين الأخيرة، فكثيراتٌ منهنّ خضن تجارب مشابهة منذ اندلاع الثورة في سورية، مثل نسرين طافش، التي أقدمت على تأليف كتاب في التنمية الذاتية، وكندة علوش، التي أخرجت فيلماً قصيراً عن اللاجئين السوريين في لبنان، وغيرهن الكثير، ما يجعل ربط هذهه الظاهرة ببرامج المجتمع المدني الداعمة للنساء، أمراً ممكناً. ولكن المبالغة الإعلامية بتقدير هذهه التجارب، تؤكد على أن نظرة المجتمع لمهنة التمثيل لم تتغير كثيراً.
اقــرأ أيضاً
وهذا التقدير النسبي للنساء اللواتي يمتهنَّ الإخراج أو الكتابة، لا يزال حتى اليوم يغري الممثلات السوريات، ليخضْن تجارب الكتابة أو الإخراج. وشهدت سنة 2016 تجارب نسائية جديدة في الكتابة والإخراج، أقدمت عليها ممثلات سوريات من الصف الأول. ففي هذه السنة، بدأت الممثلة القديرة، سامية الجزائري، بكتابة مسلسلها الأول، والذي صرحت عنه أخيراً، ومن المنتظر أن يعرض في الموسم الرمضاني المقبل، والذي أعطته اسم "سيرة وانفتحت"، لتكتشف الجزائري موهبتها بالتأليف وهي في السبعين من عمرها. ولتطرح جدلاً حول القيمة المضافة التي تكتسبها الممثلة إذا ما أقدمت على التأليف والإخراج؛ ولا سيما أن الجزائري لا تزال حتى اليوم قادرة على العطاء في التمثيل، وستشارك في الموسم المقبل بعمل درامي بعنوان "الوردة الشامية"، وذلك يؤكد على أن تجربتها الجديدة في مجال التأليف، ليست ناجمة عن إفلاسها الفني، بقدر ما هي تجربة نابعة من رغبتها بالحصول على قيمة مضافة، عندما تصبح ممثلة وكاتبة، وليست ممثلة فقط، وبأنّ لديها ما تقوله وتضيفه إلى الساحة الفنيّة السورية والعربيّة.
وأما الفنانة سلاف فواخرجي، فقد فضلت أن تتجه للإخراج هذه السنة لأول مرة خلال مسيرتها، وقامت باختيار فيلم "رسائل الكرز" ليكون محطتها الأولى في الإخراج، وهو مبني على قصة حب جولانية. واعتبرت فواخرجي، التي أمضت ما يقارب 20 سنة في مهنة التمثيل، أن هذه الخطوة هي الأعظم بمسيرتها، وتحججت بأن ما دفعها للإخراج هو جمالية القصة التي استند إليها سيناريو الفيلم، وأكدت بعد مشاركتها بمهرجان "الإسكندرية السينمائي"، والذي حمل اسم الممثل الراحل نور الشريف، أنها اكتشفت نواحي فنية جديدة بشخصيتها من خلال تجربة الإخراج، وأكدت بأن تجربة "رسائل الكرز" لن تكون آخر تجاربها الإخراجية. وجدير بالذكر أن فواخرجي هي من أكثر الممثلات السوريات اللاتي وقفن إلى جانب نظام الديكتاتور بشار الأسد.
ويبدو أن نزوع الممثلات السوريات لتجارب الإخراج أو التمثيل، تحوَّلت إلى موضة في السنين الأخيرة، فكثيراتٌ منهنّ خضن تجارب مشابهة منذ اندلاع الثورة في سورية، مثل نسرين طافش، التي أقدمت على تأليف كتاب في التنمية الذاتية، وكندة علوش، التي أخرجت فيلماً قصيراً عن اللاجئين السوريين في لبنان، وغيرهن الكثير، ما يجعل ربط هذهه الظاهرة ببرامج المجتمع المدني الداعمة للنساء، أمراً ممكناً. ولكن المبالغة الإعلامية بتقدير هذهه التجارب، تؤكد على أن نظرة المجتمع لمهنة التمثيل لم تتغير كثيراً.