سوريون يشكون الحر الشديد في ظل غياب الكهرباء

10 سبتمبر 2020
حرارة شديدة وضعف إمكانيات (Getty)
+ الخط -

بات السؤال الشاغل للسوريين اليوم، هو: متى ستنتهي موجة الحر الشديدة التي تؤرقهم منذ أيام، ليلَ نهارٍ، في حين تكاد تكون وسائل تبريد الجو، شبه غائبة، جراء انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، وعدم وجود وسائل نقل عامة مكيفة.

ويبدو على أبي حسام خليل (66 عاماً)، الجالس أمام منزله في أحد الأحياء العشوائية في دمشق، الوهن العام بينما يتصبب منه العرق بغزارة، ويضع على رأسه قطعة قماش مبللة بالماء، قائلاً، لـ "العربي الجديد": "والله لا أذكر بعمري أنني عانيت من الحر الشديد كما أعاني هذه الأيام، وخاصة أن منزلي طابق أرضي، يفترض أن يكون أكثر رطوبة".

وأضاف: "قد يكون وضع الكهرباء أفضل في السنوات التي شهدت موجة حر سابقاً، لكن هذه السنة غريبة، حياتنا عبارة عن أزمات وأمراض، ففيما سبق عند شعورنا بالحر كنا نذهب إلى منطقة الربوة أو الزبداني ومضايا وبقين بريف دمشق حيث الطقس المعتدل، أما اليوم أصبح كل شيء مكلفاً، وإذا أراد الشخص الذهاب إلى سوق الحمدية بقلب دمشق، فيجب أن يفكر ألف مرة، جراء التكلفة والازدحام في الباصات والطرقات، فيكون بعدها القرار الأخير: دعونا في المنزل".

من جانبه، قال أبو فؤاد أبو راس (48 عاماً)، وهو موظف في دمشق، لـ "العربي الجديد": "أشعر بأنّ هذه الموجة المتواصلة منذ نحو أسبوع سوف تقضي علي"، مضيفاً: "منذ خروجي من منزلي في الصباح يكون الطقس حاراً جداً، والمشكلة الأكبر عندما أركب باص النقل الداخلي، الذي يحشر بداخله نحو 100 شخص، وهذا ضعف قدرته الاستيعابية، وبالطبع هو غير مكيف".

وتابع: "لا أصل إلى منطقة عملي وسط دمشق حتى أكاد أفقد وعيي، وذلك حصل بالفعل مع سيدة متقدمة في العمر، لم تحتمل الازدحام والطقس الحار ففقدت وعيها، إلى أن أجلسوها بالقرب من إحدى النوافذ وغسلوا لها وجهها بالماء"، معتبراً أن "الازدحام الشديد في وسائل النقل العام مشكلة دمشق، في ظل انتشار فيروس كورونا، وموجة الحر الشديدة".

ولفت إلى أن "امتطاء سيارة أجرة قد يكون أفضل بقليل، إلا أن سائقها لا يقبل أن يشغل المكيف بذريعة أنه يستهلك كمية إضافية من البنزين، في حين تعاني البلاد من أزمة وقود حالياً، والأهم أن موظفاً مثلي لا يمكن له أن يستقل سيارة أجرة ويدفع مثلاً 1500 ليرة سورية كل صباح والمبلغ ذاته في الظهيرة، ليصل إلى عمله الذي يتقاضى منه سوى نحو 50 ألف ليرة شهرياً".

من جهته، قالت سلوى منذر (34 عاماً)، موظفة في دمشق، لـ"العربي الجديد": "قد نحتمل نحن الكبار الحر الشديد، لكن المشكلة لدى الأطفال، في ظل انقطاع الكهرباء ضمن برنامج تقنين طويل، حيث تقطع الكهرباء لمدة 3 ساعات وتأتي لمدة ساعتين، بالطبع يتخلل فترة الوصل العديدُ من الانقطاعات، ما يحرمنا من الاستفادة من المكيف أو المروحة".

وأضافت: "غالباً ما أجلس طفلي في بانيو الحمام، فترة انقطاع الكهرباء عند الظهيرة، وفي الليل كأننا في جلسة تعذيب، فما إن تنقطع الكهرباء حتى نتبلل بعرقنا وأشعر وكأن نفسي سينقطع".

وتشعر منذر بالقلق على مؤونتها وبعض المواد الغذائية الموضوعة في الثلاجة، جراء ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع التيار الكهربائي، قائلة: "هذه المؤونة هي التي تعينني على تأمين جزء كبير من طعام عائلتي في فصل الشتاء، حيث ترتفع أسعار الخضر بشكل كبير، إضافة إلى أنها كلفتنا مبلغاً باهظاً من المال، ولا نستطيع تعويضه".

كما تحاول السيدة الدمشقية عدم السماح لأطفالها باللعب خارج المنزل، وتحرص على أن يشربوا كمية وافرة من الماء، قائلة: "لا سمح الله إن أصيب أحدنا بضربة شمس، لا يوجد مشفى نذهب إليه، فجميع المشافي العامة مخصصة اليوم للمصابين بفيروس كورونا، وليست لدينا الإمكانية المالية للعلاج في المشافي الخاصة".

يشار إلى أن مختلف المناطق السورية تشهد، منذ أيام، ارتفاعاً في درجات الحرارة مع بقائها أعلى من معدلاتها ما بين 4 و10 درجات مئوية، نتيجة تأثر البلاد بامتداد منخفض جوي سطحي من الجنوب الشرقي يترافق مع تيارات جنوبية غربية في طبقات الجو العليا، بحسب ما نشرته المديرية العامة للأرصاد الجوية من توقعات أخيراً.

المساهمون