ينتظر العديد من أطفال سورية عيد البربارة، ليرتدوا أزياءهم التنكرية ويحتفلوا مع عائلاتهم وأصدقائهم بالعيد الذي يحييه المسيحيون في سورية مساء يومي الثالث والرابع من ديسمبر/كانون الأول من كل عام.
في هذا العيد يخرج الأطفال في عدد من البلدات السورية متنكرين؛ يطوفون بيوت الجيران والأقارب لمعايدتهم وجمع الحلويات، فيما يقيم عدد من الفنادق والمطاعم حفلات سهر خاصة بمناسبة العيد، ويشترطون الحضور إليها بأزياء تنكرية.
ويرتبط "عيد البربارة" لدى السوريين بحلوى البربارة، وهي حلوى القطايف المعروفة والقمح المحلى الذي يحضر من حبات القمح المسلوق والسكر والقرفة واليانسون والمكسرات، كما يرتبط بعدد من الأناشيد والأهازيج التي يرددها الأطفال.
يقول فادي، من حلب: "ترتبط هذه الحلوى في ذاكرتي بعيد البربارة، كانت أمي تروي لنا كيف هربت القديسة بربارة إلى حقول القمح، وخبأتها سنابل القمح عن عيون والدها".
ويكتسب العيد أهمية خاصة لدى الأطفال، تقول جانيت من دمشق، إنها "خططت مع مجموعة من الشباب لإقامة حفل تنكري للأطفال، العديد من البالغين لا يتحمسون للاحتفال التنكري إلا أنه يعني الكثير للأطفال، سيحضر 11 شاباً وشابة و35 طفلاً، نصفهم تقريباً من الأيتام، حضرنا العديد من الأزياء التنكرية الملونة. لدينا عرض مسرحي صغير قمنا بتحضيره لهم. الحقيقة أن أكثر ما يفرح الأطفال هو الأزياء التنكرية وتناول الحلويات".
وتضيف جانيت "أشارك منذ 3 سنوات في تنظيم هذا الاحتفال، فالأطفال اليوم يحتاجون أكثر من أي وقت مضى للفرح".
ويعود العيد الذي يحتفل به المسيحيون بشكل خاص، في كل من سورية ولبنان وفلسطين والأردن، إلى القديسة بربارة التي تشير مراجع مسيحية إلى أنها ضحت بنفسها في سبيل الحفاظ على مسيحيتها، وبأنها ولدت لأبويين وثنيين في أوائل القرن الثالث، ثم اعتنقت المسيحية، إلا أن والدها الذي كان ينتمي إلى الطبقة الأرستقراطية، كان شديد التمسك بالعبادة الوثنية ويملأ قصره بالأصنام، ووصل الأمر إلى أن قتلها بيديه في الرابع من ديسمبر/كانون الأول عام 303.
ويعود تاريخ الاحتفال إلى ذكرى وفاتها، فيما تعتبر مظاهر التنكر طريقة للسخرية من الأصنام.