سوريون يحصدون النتائج الأولى بالجامعات التركية

25 يوليو 2017
أحرزوا مراتب متقدمة (العربي الجديد)
+ الخط -



حقّق السوريون بالجامعات التركية تفوقاً ملحوظاً، خلال العام الدراسي الماضي، ليحصد بعضهم المراتب الأولى، ومنها جامعة إسطنبول، أقدم وأهم الجامعات التركية.

وأحرز اليوم الطالب محمد عمار الشعار، القادم من جامعة البعث بمدينة حمص السورية، المركز الأول في جامعة إسطنبول، متقدّماً على زملائه من السوريين والأتراك في قسم الهندسة الكهربائية والإلكترونية أيضاً للعام لدراسي 2016- 2017.

كما نال الطالب حسين نجار المرتبة الأولى بتخرجه من كلية الآداب بجامعة "7 كانون أول" فيكيلس، وحققت الطالبة إنانا عبد القادر عبد اللي المرتبة الثالثة بكلية الهندسة المعمارية بجامعة أضنا، ليكونوا أمثلة ليس فقط عن العديد من السوريين الذين يكملون تحصيلهم العلمي العالي بتركيا، بعد الحرب والتهجير.

وتقول إنانا عبد اللي: "لا أعتبر أني حققت ما كنت أصبو إليه، لأن ظروفاً خاصة ألمت بأسرتنا قبيل الامتحان - وفاة والدي رحمه الله - حالت دون تحقيق المرتبة الأولى".

وتضيف عبد اللي لـ"العربي الجديد"، "سكنّا في العاصمة أنقرة ببداية مجيئنا لتركيا، وانقطعت لعامين عن متابعة تعليمي بسبب صعوبة الحصول على الأوراق من جامعة دمشق وغيرها من الأسباب التي أخرتني عن دفعتي وزملائي".


وتشير الطالبة السورية إلى الصعوبات التي مرت بها في عامها الأول بالدراسة بتركيا، من اللغة الجديدة والمجتمع والمنهج المختلف، بيد أن لوالدها، المترجم العربي الأول عن التركية، الفضل حسب قولها، بالتأقلم وسرعة تعلم اللغة، بل والتفوق الذي أهدته له بعد وفاته التي واكبت تقدمها للامتحان الجامعي.

تمكنت من التغلب على صعوباتها (العربي الجديد)

ولفتت المتفوقة السورية إلى أنها ككثيرين من الطلاب السوريين، اختارت الحرب على ما يحدث بسورية ولها، عبر العلم والتفوق الدراسي لتدعم الثورة السورية، لأنهم ظلموا كثيراً خلال الحرب والتهجير، على حد وصفها.

وتتالت أخبار تفوق السوريين بالجامعات التركية، هذا العام، إذ يبلغ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﻴﻦ المسجلين ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ الحكومية حوالى 13 ﺃﻟﻒ ﻃﺎﻟﺐ، إضافة إلى حوالى 2000 طالب في الجامعات الخاصة، منهم 150 طالباً في مرحلة الماجستير و352 ﻃﺎﻟﺒﺎً في مرحلة الدكتوراه".

ويقول الدكتور السوري، عبد الناصر لـ"العربي الجديد"، "إن الطالب السوري هو شريحة من السوريين، خرج من البيئة الطارئة والطاردة للتفوق والنجاح، فبرز في منافيه، ليس بتركيا فحسب، بل معظم دول اللجوء تشهد تفوق الطلاب السوريين، بل وإحرازهم المراتب الأولى بالشهادات الثانوية في دول عربية كالإمارات والأردن، وأيضاً الدول الأوروبية.

ويرى الجاسم المدرس بجامعة ماردين بتركيا، أن الحكاية تختصر بالمناخ العام المشجع على النجاح، فالسوريون احتلوا المركز الأول بتركيا، وهاهم يحصدون المراتب الأولى في الجامعات، فمجرد أن خرج السوريون من حالة القمع وإشغال التفكير بمسائل ثانوية وتحققت لهم شروط التفوق، بدأوا بالإنجازات رغم كل الظروف القاسية النفسية والمالية.

من جهته، يقول الدكتور السوري، رمضان أيوب، "أعتقد أن معظم من يتفوق خارج سورية، هو بالأصل متفوق، كما أن محاولة إثبات الوجود بالنسبة للطلاب الغرباء، دفع الطلاب السوريين لحصد هذه المراتب على مستوى الجامعات التركية.

وحول أن المتفوقين يدرسون بلغة جديدة وبيئة مختلفة قد تعيق التفوق، يضيف الدكتور أيوب المدرس بجامعة آيدن، تغلّب معظم السوريين على ظروف العيش الجديدة بمنافيهم، وتأقلموا بسرعة مع المجتمع واكتساب اللغة، مشيراً إلى أن تفوقهم لم ينحصر على المراحل الدراسية والجامعية، بل طاوله للتفوق باللغة التركية حتى على الأتراك أصحاب اللغة الأصلية.

ويشير إلى أن مناخ البلد والبيئة بتركيا ساعدا السوريين على التفوق، فضلاً عن القرارات الحكومية التي عاملتهم كما الأتراك.

 

المساهمون