سوريون يترقبون الفرصة للوصول إلى اليونان

06 مارس 2020
معاناة كبيرة للاجئين على الحدود اليونانية (Getty)
+ الخط -

يلاحق الحظ العاثر السوريين الذين اتجهوا إلى منطقة الحدود اليونانية التركية، ساعين خلف مستقبل جديد وحياة أفضل، بعد فرارهم من بطش النظام السوري وصواريخ الطائرات الحربية الروسية التي أجبرتهم على اللجوء. 

عاد الكثير منهم إلى أعمالهم والمدن التي يقيمون فيها في تركيا، بعد أن فقدوا الأمل من اجتياز الحدود اليونانية والعبور إلى أوروبا الحلم المنشود.

في المقابل لا يزال آخرون يترقبون الفرصة، وقد أجبر بعض النازحين عند معبر إبسلا على جمع الأعواد والقطع الخشبية، لتسخين الحليب لأطفالهم، بينما افترشت العوائل بقايا الورق المقوى لتمضية ليلة باردة شهدتها المنطقة أمس، وقد قدمت لهم بعض الجهات المحلية التركية مياه الشرب وعبوات من العصير وكميات من البسكويت لسد الرمق.

وعند معبر بازار كوليه، نقل مصدر إعلامي لـ"العربي الجديد" أن الأوضاع سيئة، وتدخل الهلال الأحمر التركي لتوزيع بعض المواد الغذائية، بينما تدخلت جمعية النور ووزعت الخبز على الموجودين في أدرنة، ومنعت السلطات التركية، الليلة الماضية، اللاجئين من الوصول إلى داخل المعبر، وحتى الساعة التاسعة من ليلة أمس، كان هناك أناس يصلون إلى المعبر، وتجمع نحو 500 شخص عند الجسر القريب منه.

واللافت أن قوات الأمن اليوناني التي تمنع دخول اللاجئين إلى أراضيها، ومن بينهم اللاجئين السوريين، والتي تسببت يوم الاثنين الماضي بمقتل الشاب السوري أحمد أبو عماد (18 عاما)، تسلب اللاجئين ممتلكاتهم وتجردهم من ملابسهم وتجبرهم على العودة إلى الحدود التركية، حيث سجلت انتهاكات جسدية بحق الكثير من العائدين.

ونقلت الصحافية ديما السيد صورة من المشهد العام للاجئين عند معبر بازار كوليه، موضحة لـ"العربي الجديد" أن اللاجئين بحالة فوضى، والموجودين هناك لا يعلمون ما مصيرهم وما الذي يتوجب عليهم فعله، وسمح للبعض منهم بالعودة، لكن الباصات التي وصلت إلى منطقة أدرنة البارحة أعادوها، وهناك مخاوف لدى اللاجئين من العودة كونهم لا يعلمون ما إذا كانوا سيعودون لأماكن إقامتهم أم سينقلوهم إلى المعابر الحدودية، فقد خيروا سابقا بين أمرين، "الأول، يمكن للراغبين في العودة لمدينة إسطنبول أن يعودوا، وبالنسبة للراغبين في البقاء هنا عند المعبر فيمكن أن يتم نقلهم لنقاط حدودية ليتمكنوا من العبور إلى اليونان" 

ولا تقل أوضاع الموجودين في المنطقة الفاصلة بين الأراضي اليونانية والأراضي التركية عند معبر بازار كوليه سوءاً عن الذين لم يتمكنوا من الدخول للمنطقة، حيث ناشد العشريني، محمد العراب، الأمم المتحدة لإيجاد حل للعالقين في المنطقة، مشيراً إلى عدم توفر الطعام أو الشراب لدى العالقين هناك حيث يحتشد أكثر من 500 شخص، أغلبهم من الشباب، ونقل مشاهد للاجئين حيث احتشدوا مطالبين بالحرية.

أما "خضر" (23 عاما)، وهو شاب يعمل في ورشة خياطة بمدينة إسطنبول، فقد وجد أن بقاؤه عند الحدود اليونانية التركية غير نافع، ومضيعة للوقت لا أكثر، وقال لـ"العربي الجديد": "استشرت والدي الذي يقيم في إقليم هاتاي مع أهلي يوم أمس، وقال لي أن أعود أدراجي لعملي أفضل من البقاء في البرد والعراء، مشيراً علي بأن أترك فكرة مغادرة تركيا في الوقت الحالي، إن لم تشهد المنطقة حالة عبور حقيقية للاجئين، لم يكن علي أن أجهد نفسي كثيرا في التفكير فالأيام الأربعة الماضية وما رأيته كانت كافية لإقناعي بالعودة، وفي حال سمحت اليونان بدخول اللاجئين قد أعيد الكرة في الحقيقية".

وكان وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، قد أوضح في تغريدة له، الجمعة، على تويتر، أن عدد اللاجئين الذين وصلوا إلى ولاية أدرنة وصل إلى 175142، وقال لوكالة "الأناضول" التركية، إنه على السلطات اليونانية تقديم اللجوء للمهاجرين المحتشدين على حدودها، وتوفير الحماية اللازمة لمن يجب حمايته، مشيراً إلى أن تركيا قدمت، منذ بداية الأزمة السورية، مثالاً يحتذى به في كيفية إدارة شؤون اللاجئين والمهاجرين، مبيناً أن تركيا ما زالت تستضيف 4 ملايين لاجئ في أراضيها، بينهم 3.6 ملايين سوري.

المساهمون