ليست المرّة الأولى التي ينقسم فيها السوريون على ما يجري في بلدهم، حيث اشتعل الجدل بينهم عقب الضربة التي وجهها الاحتلال الإسرائيلي، لمواقع إيرانية في سورية.
ورأى معارضون للأسد أن المعركة هي بين محتل وقاتل، وذهب آخرون أبعد في تهليلهم، معتبرين أنه انتقام من القتلة على يد قتلة أسوأ، وأما البسطاء فنشروا الأدعية وابتهلوا إلى الله أن يحمي الشام، وسط دعوات قليلة إلى ضرورة اتفاق المعارضين والمؤيدين على عدم قبول العدوان.
وحمّل الكاتب منير الخطيب، مسؤولية ما يجري للنظام السوري، من عهد الأب إلى الابن قائلاً: "دفع السوريون أثماناً باهظة لا تقدر بالأرقام عند اشتغال النظام في السبعينيات والثمانينيات على أيديولوجية ما سمي "دور سورية الإقليمي" ودفعوا أثماناً أكبر عند سقوط هذا "الدور" وتحول سورية إلى "بلد - ساحات" للصراعات الإقليمية والدولية".
وتابع في منشور له على صفحته في "فيسبوك" الثمن الذي يدفعه السوريون من عهد (باراك) أوباما إلى (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب والمرتبط بخطايا سياسات نظام بشار الأسد: "مثلما يدفعون اليوم، مرتين أيضاً، أثماناً لا توصف للاتفاق النووي الإيراني، مرة عند إبرامه، حيث ترك أوباما السوريين فريسة السياسات الإمبريالية الإيرانية، ويدفعون اليوم أثماناً أكبر بسبب إلغائه، لأن إيران سترد في الساحة السورية وعلى حساب السوريين".
وعرّف محيي الدين محروس "السوري الوطني" بوصفه إياه بأنه: "ضد أي عدوان على سورية من أي دولةٍ كانت" متابعاً: "الوطن هو فوق كل الأنظمة السياسية".
ورأت الناشطة والكاتبة ريما فليحان أن ما يجري هو تصفية حسابات على حساب الدم السوري، سببها استجلاب النظام المجرم لكل هذه الويلات: "تصفية الحسابات الدولية جارية على الأرض السورية في كل بقاعها من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، وليس على السوريين إلا الموت أوالمشاهدة.... العار لنظام مجرم استجلب كل تلك الويلات والتدخلات من أجل أن يبقى بالسلطة وبسبب تمنعه عن تحقيق تطلعات شعبه المحقة نحو الحرية والديمقراطية.... ومن بعده يتقاسم الجميع العار".
وبيّن السيناريست فؤاد حميرة أن إسرائيل عدو صريح وواضح، في حين أن "إيران عدو ملتبس في أذهان الكثيرين الذين لم يتفهموا بعد مدى خطورتها على المجتمع السوري" قائلاً: "إسرائيل عدو صريح وواضح أما إيران فهي عدو ملتبس في أذهان الكثيرين والذين لن يتفهموا خطورتها على المجتمع السوري إلا بعد حين، بعد أن يصبح من الصعب جداً التصدي لهذا الخطر ودحره".
وأكد حميرة أن الحس الوطني يجب أن يبنى على الوعي، فأضاف: "الحس الوطني حين يكون قائماً على الوهم يأتي بنتائج مغايرة، بمعنى أن حسك الوطني يجب أن يكون مبنياً على فهم ووعي وتبصر لما يجري... أنت ترى أن من حق إيران أن تقصف في أي مكان في سورية طالما أنها تنال رضى النظام وتصب في مصلحة بقائه، وتعتبر ذلك عملاً وطنياً فيما تعترض على القصف الإسرائيلي لأنه جاء رغماً عن إرادتك وإرادة النظام الذي تلوذ به".
وأنهى حميرة منشوره برأي يتقاطع مع معظم آراء السوريين المعارضين للأسد، قائلاً: "في رأيي الشخصي ...إيران (الملالي) ومنذ مدة طويلة هي العدو الأخطر على الاقتصاد والفكر والسياسة في المنطقة".