سورية وحمير قبرص

14 نوفمبر 2016
توقف 80%من القطاع الخاص بسبب الأسد(عابد دوماني/فرانس برس)
+ الخط -
لا أعتقد أن اقتصاديي الأسد أو رجال أعماله، سيجدون في قبرص أو منها، منفذاً لكسر الحصار الاقتصادي المفروض على النظام السوري، عربياً وأوروبياً منذ بدأ بقتل المطالبين بالحرية والعدالة وبتوزيع الثروة.

 لكني لا أجزم، بالآن عينه، بعدم تحقيق أي صفقة اقتصادية مع الجانب القبرصي، ربما أبسطها، تنشيط استيراد وتصدير الحمير، من بلد تعد الأشهر بالعالم بهذا الإنتاج، مع بلد تعاني التخبط الاقتصادي وتراجع الإنتاج وزيادة المديونية وعجز الموازنة.

الحمار القبرصي المتأصل في ثالث أكبر جزيرة في البحر المتوسط، منذ آلاف السنين، يشتهر بحجمه الكبير وقوته وقدرته على التحمّل، إلى حدٍّ جعل بريطانيا، على سبيل المثال، تستخدم نحو 23 ألف حمار قبرصي ضمن صفوف جيشها عام 1943.

قصارى القول: يحتفي إعلام النظام السوري ومنذ أيام، باقتراب "الحدث الاقتصادي الهام" الذي سيفتتح في 26 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري في نيقوسيا" ملتقي رجال الأعمال السوري القبرصي" وما سيرافقه من عرض للمنتجات السورية، طبعاً دونما إشارة لتلك المنتجات، بواقع توقف 80% من منشآت القطاع الخاص السوري عن الإنتاج بسبب حرب الأسد على الثورة، أو طرح المنشآت الحكومية للخصخصة، بل ووصول المستوردات السورية، حتى للغذاء اليومي الذي يستهلكه السوريون.

ولا حتى الإشارة إلى حجم الإفادة من اقتصاد ومنتجات الجزيرة المنقسمة منذ عام 1974، وما تواجهه من أزمات اقتصادية وديون لم تمح خطة الإنقاذ الأوروبية آثارها حتى اليوم، بددت-الوقائع - ما قيل عن أن قبرص أفضل البلدان المنضمة للاتحاد، عام 2004.

لكن الأمر على ما يبدو، فتوحات قولية ومحاولة لبدء التسرب إلى أوروبا عبر قبرص، أو بدء كسر الحصار الاقتصادي، ولو عبر الحمير القبرصية.

نهاية القول: إن استثنينا الحمضيات القبرصية من صفقات رجال أعمال بشار الأسد، نظراً للفائض في سورية الذي يزيد هذا الموسم عن مليون طن، فلا يوجد من سلع مغرية للتبادل التجاري بقبرص، سوى الحمير.


فهذه الجزيرة التي أطلقت صفارة الإنذار قبل أعوام، بعد تراجع عدد الحمير إلى 800 حمار، بات لديها فائض الآن، بعد الرعاية والاهتمام ومساعي منظمة "أصدقاء الحمير" ليبلغ عدد الحمير اليوم 12200 حمار، بين عامل ومتقاعد.

 

دلالات
المساهمون