زاد إقبال المواطنين في ريفي حلب وإدلب شمالي سورية اللذين يسيطر عليهما الجيش الحر، على المشتقات النفطية القادمة من مناطق سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" مع حلول فصل الشتاء وبعد رفع حكومة بشار الأسد قبل أسبوعين أسعار الوقود.
وقال أحد تجار المواد النفطية في ريف إدلب، ويدعى عبد الرحمن الطخ: "نذهب إلى قرية معارة، على طريق حلب إدلب القديم والقريبة من مناطق سيطرة داعش، حيث يأتي التجار بصهاريج المشتقات النفطية، من مازوت وكاز وبنزين، ويبيعونها لنا بأسعار مخفضة قياساً مع أسعار الوقود الذي يوفره النظام".
وأضاف الطخ، في مقابلة مع "العربي الجديد"، "إن تجار وموزعي الوقود في الريف يشترون ليتر المازوت بنحو 120 ليرة والبنزين 195 ليرة ويتم بيعها بإضافة 5 ليرات للمواطنين أو بإضافة ليرتين لمحال التوزيع في ريفي حلب وإدلب، وهي أسعار أقل بكثير من أسعار النظام لأن ليتر المازوت النظامي بنحو 200 ليرة والبنزين 500 ليرة.
وأشار الطخ إلى أن صهاريج النفط ومشتقاته تصل إلى ريف حلب الذي يسيطر عليه الجيش الحر، قادماً عبر طرقات خاصة من مناطق سيطرة "داعش" ضمن تفاهمات لتزويد المناطق المحررة بالمشتقات النفطية، فضلا عن أنه تجارة رابحة تؤمن التمويل لتنظيم داعش".
وحول تأمين الغاز المنزلي، أكد تاجر النفط الطخ، أن "المنطقة تعاني نقصاً حاداً بمادة الغاز بعد تحرير مدينة إدلب التي كنا نقايض النظام الماء والكهرباء الواقعة تحت سيطرتنا بالغاز وبعض السلع الأخرى، فسعر أسطوانة الغاز اليوم نحو 6000 ليرة سورية، ما دفع معظم الأهالي للعودة إلى الطهي على الكاز أو الحطب".
وتعاني سورية من نقص حاد في المشتقات النفطية بعد سيطرة تنظيم الدولة "داعش" فضلاً عن وحدات حماية الشعب الكردية وبعض الأحزاب، على معظم مناطق إنتاج النفط السوري، ولم يبق تحت سيطرة نظام الأسد سوى ما يتيح له إنتاج 9 آلاف برميل خام يومياً فقط من أصل إنتاج 380 ألف برميل قبل الثورة بحسب بيانات وزارة نفط الأسد، ما دفع حكومة النظام لرفع الأسعار ثلاث مرات خلال الثورة من دون أن تضبط الأسواق أو توفر المادة.
وفي حين ما زالت مناطق ومدن الغوطة الشرقية المحاصرة منذ أكثر من عامين تعاني شحاً بالمشتقات النفطية، انفرج الوضع أخيراً بعد المعبر الذي أمنته "جبهة النصرة" بحسب الناشطة الميدانية زين الخطيب، التي أكدت لـ "العربي الجديد"، أن الشعب ما يزال يموت جوعاً بسبب الحصار في ظل ارتفاع سعر ليتر المازوت بعد فتح المعبر إلى نحو 450 ليرة والبنزين بنحو 750 ليرة سورية.
وتشهد العاصمة دمشق وريفها، زيادة في ساعات التقنين الكهربائي، حيث وصل عدد ساعات انقطاع التيار إلى 5 ساعات يوميا على الأقل، فيما لم تشهد بعض المناطق توافر التيار بشكل كامل، نتيجة عدم توافر الوقود اللازم لتشغيل محطات التوليد (الدولار الأميركي يساوي 330 ليرة سورية).
اقرأ أيضاً: "داعش" يواصل جني أموال النفط