يعاني سكان حي الهلالية في مدينة القامشلي شمالي محافظة الحسكة السورية، من مكب النفايات القريب الذي جعل من المعيشة في الحيّ أمرا لا يطاق، فالروائح الكريهة ودخان النيران المشتعلة على الدوام يخنق أهالي الحي، ومطالبهم بإيجاد حلّ لهذه المشكلة لا تلقى من يلبيها من طرف الإدارة الذاتية.
المكب المسمى "رودكو" يقع غربي مدينة القامشلي على بعد نحو 5 كيلومترات، كما يوضح عبد العزيز أبو خليل أحد سكان حي الهلالية لـ "العربي الجديد": "الرياح في المنطقة غربية أغلب أيام السنة، وعند وصول سيارات القمامة للمكب يضرمون النار في أكوام، ليتصاعد الدخان الخانق من المكب ويتجه نحو المدينة كسحب متقطعة، لكن من يعاني من هذا الأمر هم نحن أهالي حي الهلالية، فالحي يقع غرب المدينة باتجاه المكب".
ويتابع خليل "مشكلتنا تتفاقم في فصل الصيف ومع ارتفاع درجات الحرارة وهبوب الرياح الغربية، طالبنا في كثير من المناسبات بإيجاد حل، ونقل هذا المكب لمكان بعيد عن السكن؛ لكن كلّ دعواتنا لم تلق سوى الوعود من الإدارة الذاتية، دون تطبيق على أرض الواقع".
ويوم أمس دعا أهالي حي الهلالية لوقفة احتجاجية على الطريق المؤدي لمكب النفايات، نفذت صباح اليوم، وفق مصادر لـ"العربي الجديد" من أهالي الحيّ، والهدف منها منع وصول سيارات القمامة للمكب، وطالب المحتجون بعدم إضرام النيران في النفايات التي يتم نقلها للمكب، وجاءت هذه الوقفة بسبب عدم استجابة هيئة الشؤون البلدية والبيئة التابعة للإدارة الذاتية لمطالب الأهالي السابقة.
وكانت حكومة النظام نقلت مكب النفايات من جنوب مدينة القامشلي إلى غربها، ومع سيطرة الإدارة الذاتية على المدينة وتفاقم مشكلة المكب، اقترحت حلولا منها منع إضرام النيران في القمامة التي يتم نقلها للمكب، مع بدء عمليات إعادة تدوير القمامة، إلا أن الإدارة الذاتية لم تف بأي من هذه الوعود وتركت الأهالي يعانون من المشكلة.
دليل جلي من سكان حي الهلالية أيضا قال لـ"العربي الجديد": "القمامة يتم نقلها للمكب بالأطنان، وهو موجود منذ أيام سيطرة النظام، لكن عمليات الحرق بدأت أيام سيطرة الإدارة الذاتية، ويوجد قرب المكب 52 بئرا للماء تغطي احتياجات مدينة القامشلي، 6 آبار منها خارج الخدمة في الوقت الحالي بسبب تسرب النفايات".
وأضاف جلي "نحن أهالي الهلالية منذ 4 أعوام وأكثر نتابع الموضوع ونضغط على البلدية بفترة تغيير 3 رؤساء بلدية، دون جدوى طبعا، وبالأمس قررنا أن نعترض طريق آليات البلدية المحملة بالقمامة كنوع من الرفض لهذا المكب وأضراره الصحية والاحتجاج بدأ الساعة العاشرة صباحا ولازال مستمرا".
وتفاقمت مشكلة المكب خلال الأيام الماضية مع ارتفاع درجات الحرارة، وعمليات الحرق المكثفة للنفايات فيه، إضافة إلى معاناة الأهالي من انتشار الأفاعي والعقارب والحشرات الضارة التي يشكل المكبّ بيئة مناسبة لتكاثرها.