سورية: مقاتلو المعارضة بجوبر يناشدون "رفاق السلاح" عدم التراجع

09 أكتوبر 2014
"جيش الأمة" يدعو الجميع إلى تحمل المسؤولية (أحمد ديب/الأناضول)
+ الخط -

أصدر المكتب الإعلامي في حي جوبر بدمشق أمس الأربعاء بياناً يناشد مقاتلي المعارضة في الغوطة الشرقية عدم ترك جبهة القتال في لحظات وصفها بـ"الأصعب" لمواجهة محاولات النظام تحقيق اختراق لجبهة طالما كانت عصية عليه.

وحث البيان الذي تلقى "العربي الجديد" نسخة منه، المعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية لمؤازرة المقاتلين، وخص القيادة العسكرية الموحدة التي يقودها زهران علوش، بالقول "نلوم ونعاتب القيادة الموحدة وجميع الفصائل العاملة في الغوطة الشرقية، على تركها لنا في مواجهة السيل، وعدم قيامها بواجبها، في الوقت الذي بلغ الأمر أقصاه وما بعد أقصاه".

واعتبر البيان، أنها المناشدة الأخيرة، "نداء الأخ لأخيه نداء المقاتل لرفيق السلاح"، محذراً بأنه "علينا أن نفهم جميعاً بأنّ حربنا واحدة سواء في جوبر، أو دوما أو سائر أنحاء الغوطة والأراضي السورية، وليس لأحد منّة على أحد في مناصرته أو دعمه".

وأكد المتحدث باسم "جيش الأمة"، أمير الشامي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، على ثبات مقاتليهم في مواقعهم، مشدداً على أنه "لم ولن نتراجع حتى الرمق الأخير"، داعياً الجميع "إلى تحمل مسؤولياتهم وهذا لا يعني تحمل المسؤولية وحدنا، فيجب أيضأ على فصائل الغوطة تحمل المسؤولية والثبات على الجبهة والمواقع التي ترابط بها".

وهاجم الشامي "جيش الإسلام"، موضحاً أنه "حين يكون لدى أي فصيل مبررات لانسحاب ما، عليه أن يضعها على الطاولة ويناقشها مع الجميع، شرط أن تكون صادقة ومقنعة تحتكم إلى ضرورات المعركة، وليس تنفيذاً لأوامر خارجية".

ودعا الشامي إلى "وقفة صادقة بعد كل الانسحابات التي جرت في الغوطة الشرقية من المليحة إلى عدرا إلى الدخانية"، معتبراً أن "الأمر يدعو إلى التساؤل ويثير الشكوك، فمن واجب وحق أهلنا المحاصرين في الغوطة، معرفة ماذا يجري وكيف ولماذا".

ورد الشامي التراجع الذي يحصل على الجبهات إلى "عدم وجود قيادة مشتركة كمشروع صادق وحقيقي وليس مجرد صور وبيانات، لتخفيف الغضب الشعبي"، داعياً "جميع فصائل المعارضة ليكونوا جسداً واحداً، يلغي جميع المسمّيات"، لافتاً إلى أن "جيش الأمة أولى الفصائل المرحبة بهذا المشروع".

بدوره، عزا المنسق العام للتجمع الوطني لقوى الثورة في الغوطة الشرقية، نزار الصمادي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، الانتكاسات الحاصلة على جبهات القتال إلى "عدم وجود استراتيجية للثورة، وغياب القيادات الحقيقية، وأهل الاختصاص وخصوصاً العسكريين، وتسلط رجال الدين وتمسكهم بالقيادة، واعتبارهم ملهمين لا يخطئون".

من جهتها، تحدثت المصادر الموالية عن تقدم لقوات النظام في منطقة طيبة على جبهة جوبر، بعد نحو شهرين على حملة اتسمت بالتصعيد استخدمت خلالها الغازات السامة والقذائف والقصف العشوائي لتدمير الكتل الاسمنتية التي يتحصن بها مقاتلو المعارضة.

وكشفت المصادر الموالية أن هدف العملية التي بدأتها قوات النظام أخيراً، هو فصل حي جوبر عن بلدة زملكا، التي يستخدمها مقاتلو المعارضة للدعم اللوجستي لهذا الحي الملاصق لدمشق والذي يعتبر بوابة العبور للغوطة الشرقية.

وكان مقاتلو المعارضة انسحبوا من الدخانية قرب دمشق، ومن عدرا العمالية وعدرا البلد، قبل نحو أسبوعين، بعد أن تعرضوا لهجمات بـ"الغازات السامة" من قبل النظام، وفي المقابل تقدموا على جبهة حرستا وعربين، قبل عدة أيام، وسيطروا على عدة مواقع هامة في محيط إدارة المركبات وفرع الجوية.

المساهمون