ارتكبت قوات النظام السوري مجزرة في سوق شعبي في مدينة إدلب الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة، اليوم الثلاثاء، راح ضحيتها خمسة عشر قتيلاً، وعشرات الجرحى، في حين أكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية الدولية، استخدام القوات الحكومية مواد كيماوية سامة في عدة هجمات بالبراميل المتفجرة في إدلب.
وأفاد الناشط الإعلامي، مصطفى قنطار، من إدلب بأن "سلاح الجو التابع للنظام السوري استهدف بصواريخ فراغية سوق الهال في المدينة، وهو عبارة عن سوق رئيسي شعبي يسمى بسوق الخضار في إدلب يكتظ بالناس، مما أدى إلى مقتل خمسة عشر شخصاً، بينهم نساء وأطفال، وإصابة نحو أربعين آخرين".
وأشار قنطار إلى "وجود حالات خطرة بين الجرحى، وقد تم إسعاف بعض الحالات إلى المناطق الطبية الأكثر أماناً في ريف إدلب، في حين نقلت الحالات الخطرة إلى الأراضي التركية"، موضحاً أنه "في قلب مدينة إدلب لا توجد مراكز إسعاف إلا لدى الهلال الأحمر، ولذا يتم معالجة الإصابات خارج المدينة".
وكان المجلس الطبي لمدينة إدلب قد دعا في وقت سابق كافة الكوادر الطبية التي تركت عملها بعد تحرير المدينة الإسراع في العودة وقيامها بمهامها والتخفيف عن الأهالي، والمساهمة مع الكادر الطبي الموجود حالياً وتحمل المسؤولية المهنية.
وأكد الناشط الإعلامي أن "معظم سكان إدلب نزحوا إلى مناطق الريف المحررة، بسبب القصف الذي يشنه النظام بعد سيطرة المعارضة"، لافتاً إلى أن "حجم الدمار في المدينة ليس بحجم المناطق المحررة في الريف، إلا أنها شهدت دماراً أكثر بنحو 10 في المائة منذ سيطرة قوات المعارضة عليها قبل نحو أسبوعين".
ومنذ إعلان المعارضة السورية في الثامن والعشرين من الشهر الماضي مدينة إدلب محررة، بدأ مسلسل القصف الجوي على المدينة، ليخلف عشرات القتلى والجرحى.
في سياق متصل، قالت منظمة "هيومن رايتس واتش"، إن هناك أدلة تشير بقوة إلى "استخدام القوات الحكومية السورية مواد كيماوية سامة، في عدة هجمات بالبراميل المتفجرة في محافظة إدلب السورية، في الفترة الممتدة من 16 إلى 31 مارس/آذار 2015".
وأوضحت المنظمة في بيان لها، أنّ "عمال الإنقاذ السوريين، أفادوا بأن هذه الهجمات أثّرت على الأقل على 206 أشخاص، بينهم 20 من عمال الدفاع المدني، وأنّ إحدى هذه الهجمات، تسببت في مقتل ستة مدنيين بينهم ثلاثة أطفال"، مشيرة إلى أن "هذه الهجمات "تنتهك اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية، وقراراً سابقاً لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".
وأكد ناشطون ميدانيون لـ "العربي الجديد"، في وقت سابق استخدام النظام السوري في أكثر من مناسبة غاز الكلور السام، وخصوصاً في مدينة سرمين في ريف إدلب الشرقي في الثالث والعشرين من مارس/آذار الماضي، لكونها مركز غرفة العمليات المشتركة، إضافة إلى كونها المدينة الاستراتيجية القريبة من مناطق سيطرة النظام في مدينة إدلب في ذلك الوقت، وأريحا ومعسكر المسطومة، وخلّف القصف ستة قتلى وتسعين مصاباً حينها.
اقرأ أيضاً: المعارضة في حلب تحسم معركة "الاستخبارات الجوية"