سورية: قصف النظام يهجّر مزارعي ريفي حماة وإدلب

09 مايو 2018
محاصيل متواضعة بسبب عدم استقرار الأوضاع (فرانس برس)
+ الخط -
جملة معوقات يعانيها مزارعو ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي، من ارتفاع أسعار المحروقات اللازمة لتشغيل مضخات مياه الري، وتقدم قوات النظام السوري باتجاه الأراضي الزراعية مطلع العام الجاري، إضافة إلى القصف الذي أحرق جزءا كبيرا من المحاصيل والاستهداف المباشر لهم في الأراضي خلال مواسم الحصاد.


محمد جلول، ابن بلدة الهبيط، يوضح لـ"العربي الجديد"، طبيعة المشكلات التي تواجه المزارعين في المنطقة، قائلا: "خسرنا جزءا من الأراضي الزراعية بعد الهجوم الأخير لقوات النظام، ما تسبب بأزمة كبيرة، كون الأراضي فيها محاصيل بطاطا تعتبر مكونا رئيسيا في المنتوج بالمنطقة، خصوصا مع ارتفاع أسعار درناتها التي نعتمد في زراعتها على أصناف أوروبية مستوردة ذات سعر مرتفع نوعا ما، وإمكان تعويض خسارتها صعبة مع انخفاض الأسعار، حيث وصل سعر الكيلوغرام الواحد إلى 40 ليرة سورية، ما أشعل أزمة فعلية لدينا".

ويوضح ياسين نعسان أن الأمطار غير المتوقعة التي هطلت بكميات كبيرة على المنطقة في ريف حماة الشمالي، سببت أضرارا كبيرة في موسم الكمون، حيث جرفت جزءا كبيرا من المحصول الذي تم جنيه في الآونة الأخيرة.

ويقول نعسان لـ"العربي الجديد"، إن "الأراضي التي زرعت بالكمون والحبة السوداء، تعرضت في الأصل لحرق قسم كبير منها بسبب القذائف الحارقة التي استخدمها النظام في القصف على الأراضي الزراعية لتحقيق أكبر ضرر فيها، الأمر الذي تسبب إضافة للأمطار والريح بخسارة جزء آخر منها".

أما محمد حسيان، فيؤكد أن قوات النظام تستهدف مباشرة المزارعين في المنطقة خلال موسم البذار والحصاد، ما تسبب بمقتل بعضهم ودفع المزارعين إلى العمل ليلا تحت رحمة القصف المدفعي، مع صعوبة العمل أصلا فيها، نظرا لعدم إمكان استخدام الأضواء ولو على نطاق ضيّق.

ويوضح لـ"العربي الجديد"، قائلا: "تشترط قوات النظام في الحواجز القريبة المطلة على بلدة الهبيط ومعظم مناطق ريف حماة الشمالي، علينا وعلى كل المزارعين، دفع مبالغ مالية لها مقابل السماح بزراعة الأراضي، ونحن نرفض هذا العرض ولا قدرة لنا حتى على دفع تلك المبالغ".

المساهمون